الشبكة العراقية/
نشر بعض وسائل الإعلام الغربية، قبل مدة قصيرة، معلومات تتحدث عن وجود قبائل من أصول عراقية (سومرية) تعيش في تنزانيا منذ مئات السنين.
وتقول المعلومات أن هذه القبائل كانت قد غادرت السهل الرسوبي لوادي الرافدين في الألفية الأولى التي سبقت الميلاد، وعبرت مضيق باب المندب، وتوجهت نحو السواحل الأفريقية، لتستقر في الأراضي الاستوائية الرطبة، المعروفة الآن باسم (تنزانيا).
وبحسب المعلومات تدور معظم أساطير هذه القبائل القديمة حول جلجامش وملحمة الطوفان، وهي تتألف من (200) عشيرة تعرف عن النمرود وعشتار وأنكيدوا وكيش ولكش ومسلة حمواربي أكثر مما نعرف.
“الشبكة” حاولت استقصاء المزيد من هذه المعلومات فعثرت على تقرير صحفي تتحدث فيه الباحثة (إليشا ميالا)
عن زيارة لها الى احدى القرى في تنزانيا حيث تعيش هذه القبائل.
تاريخ شعب (أراكو)
قد يبدو غريبا لي زيارة القرية ولكن ما تعلمته على مدى عقود من السفر أنها تجربة سفر فريدة من نوعها ولا يمكن نسيانها. لكل منها نكهة خاصة بها وتمنحك طريقة جديدة في رؤية الأشياء.
كان ذلك خلال زيارتي الأخيرة إلى القرية الثقافية (باشاي) Bashay التاريخية وهي فريدة من نوعها مثلها مثل النباتات والحيوانات الموجودة في محيطها هي قاعدة مثالية لاستكشاف تاريخ قبيلة Iraqw (أراكو) والتي يعتقد أن منشأها من دولة العراق الحالية نعم، أعني العراق في منطقة الشرق الأوسط الذي هيمنت أخباره على اهتمام العالم ووسائل الاعلام منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
الاتصال بتاريخ العراق
تعلمت الكثير عن طريقة حياة قبيلة (أراكو) واتصالهم القوي بالتاريخ الماضي من العراق والروحانية التي يعيشون فيها، وجدتها من خلال الطبيعة التي تعد مصدر الهامهم ووحيهم. أنهم يعرفون القليل جدا عن العالم الخارجي خارج قريتهم، لكنهم يعيشون في سلام عميق حياتهم خالية من الضغوط بعيدين كل البعد عن الحياة العصرية ومخاطر التكنولوجيا ومشاكل أخرى.
تبعد قرية (أراكو) Iraqwالتاريخية حوالي عشرين دقيقة فقط من بوابة فوهة البركان (نجورونجورو) ما يجعله عامل جذب آخر حيث تعج المدينة خلال العطلة بالسياح من كل أنحاء العالم.
تاريخ شعب (أراكو)
القس (شانغاو) هو صاحب المؤسسة الثقافية المحلية (الفن ومروجو الثقافة) المعروفة باسم Sandemu Iraqw تأسست في عام 2000 وغايتها نشر المعلومات عن تاريخ شعب (أراكو) وثقافتهم. يقول: أن هجرة قبيلة Iraqw(أراكو) جاءت من نهري دجلة والفرات في منطقة الشرق الأوسط عن طريق مصر وإثيوبيا والصومال وكينيا وهناك أوجه تشابه ملحوظ في اللغة بين شعب (أراكو) Iraqw واللغات التي يتحدثون بها في إثيوبيا والصومال. ويضيف إن رحلة الهجرة لشعب (أراكو) كانت بسبب الجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى التي حلت بهم وذكر بانهم استقروا أولا في إثيوبيا ما يقرب من ألف سنة قبل أن ينتقلوا إلى الصومال حيث بقوا لمدة تقل عن 200 سنة.
خلال رحلتهم إلى (تنجانيقا) المعروفة الآن باسم (تنزانيا) مرورا بغرب كينيا ثم أستقروا أخيرا في منطقة (نجورونجور) التنزانية لمدة 200 سنة.
بعد الاحتلال البريطاني الاستعماري للمنطقة حاولوا اثبات أحقيتهم بمدينتهم من خلال وعاء من الفخار طحنوا فيه الأحجار ودفنوها في الأرض سرا. وبالرغم من الأدلة التي تثبت أنهم أصحاب الأرض، إلا أن البريطانيين لم يسمحوا لشعب (أراكو) بالعودة الى (نجورونجورو) بل كانوا على بعد 30 كيلومترا عنها.
عن الصحيفة التنزانية
TheCitizen