“علي الشرقي” غصن من الدوحة المحمّدية

عامرجليل ابراهيم /

يقع مزار علي الشرقي او “علي الشرجي” بلهجة اهل مدينة العمارة شرق نهر دجلة في ناحية تابعة الى قضاء علي الغربي في محافظة ميسان سميت تيمناً بـ” علي الشجيري”.
تبعد هذه الناحية نحو 60 كيلومتراً شمال شرقي مدينة العمارة، وتبعد كيلومترين عن الشارع العام، تأسست هذه الناحية عام 1959.
“مجلة الشبكة العراقية”، ضمن سعيها للتعريف بالأماكن السياحية الدينية، زارت هذا المزار والمرقد الشريف والتقت الشيخ علي نعيمة شخيتر الذهيباوي الأمين الخاص لمزار علي الشرقي.

المزار
يقول الشيخ علي الذهيباوي: كان المزار عبارة عن قبر صغير تحيط به غابة من أشجار السدر والصفصاف وذلك قبل عام 1885م، بعدها شيّد الحرم المرحوم الجد (الشيخ عيسى الذهيباوي) كليدار المزار، وفي عام 1950م شُيّد سور يحيط بالمزار وإيوانات لراحة الزائرين.
عانى المزار من الإهمال الشديد في النصف الثاني من القرن الماضي، وبعد عام 2003م ضُم المزار الى ديوان الوقف الشيعي الذي اضطلع ببناء منارتين وتغليف القبة بالكاشي الكربلائي وبناء سور جديد للمزار. وفي عام 2008م ضُمَّ المزار الى الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، التي فتحت أقساماً عدة داخل المزار منها قسم الإدارة والحسابات والإعلام والقانونية ومركز علوم القرآن، وشهدت هذه المدة بناء المسقفات وإكساء أرضية الحرم بالمرمر وصب أرضية الصحن بالخرسانة المسلحة ونصب أعمدة الكهرباء، وتجهيز المزار بمولد سعة (250كي في) ونصب شباك جديد.

نسبُهُ
يخبرنا الشيخ علي الذهيباوي الأمين الخاص للمزار أن علي الشرقي ذُكر نسبه في كتاب “النسب في مناهل الضَرَب في أنساب العرب” صفحة 146 للعلّامة النسّابة السيد جعفر الأعرجي الحسيني، وموسوعة أنساب آل البيت النبوي المجلد (الثاني) للرفاعي صفحة (421)، واسمه الكامل علي بن أحمد بن محمد بن داود الأمير بن موسى الثاني بن عبدالله الرضي بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الملقب بـ (علي الشجيري) المعروف لدى العامة (علي الشرقي).
وذكره آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني إذ قال في تحقيق نسبه: (نسبه صحيح وضّاح ولا غبار عليه)، وهؤلاء النسّابة جميعهم وغيرهم يؤكدون صحة النسب وأنه مدفون في المكان الذي استشهد فيه. وقال في حقه العلّامة الشيخ حبيب المهاجر العاملي: هو أحد فروع الشجرة العلوية الفاطمية، وأحد الأغصان الباسقة من الدوحة الزكية الحسنية، حارب العباسيين واستشهد في المكان الذي دفن فيه وهو مرقده الشريف اليوم. يضيف الشيخ الذهيباوي: علي الشرقي له ثمانية أولاد يقال لهم “آل الشرقي” أبرزهم نزار ولقب أيضاً بـ(دفين العراق)، كان عالماً تقياً وشيخ بني هاشم في زمانه.
ويؤكد الذهيباوي: سُمي بعلي الشجيري لكثرة الأشجار المحيطة بضريحه، وسمي بعلي الشرقي لوقوعه في الجهة الشرقية لنهر دجلة، ولُقبَ وكُني بألقاب وكنىً عدة، منها (سبع العمارة وأبو شارة وأبو زهيّة).
ولادته ووفاته
يقول الأمين الخاص الشيخ علي نعيمة إن ولادته غير معلومة على وجه الدقة وذكر في كتاب (عمدة الطالب) أنه جاء من الحجاز الى العراق في القرن الثالث الهجري.
توفي في هذا المكان أثناء مسيرته من مكة في طريقه الى كربلاء ضمن الركب الحسيني الذي جاء لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في القرن الثالث الهجري واستشهد في هذا المكان في العشرين من محرم الحرام ودفن هنا وهو مرقده الشريف.
*مساحة المزار وتفاصيله:
ويحدثنا السيد عقيل نعيمة شخيتر الذهيباوي نائب الأمين الخاص للمزار قائلاً: إن المساحة الكلية للمزار هي (9256)متراً مربعاً، ومساحة الحرم (736) متراً مربعاً، وللمزار منارتان بارتفاع (27) متراً بقطر (9.5) أمتار، وتعلو الحرم القبة بارتفاع (23)متراً، وبقطر (32)متراً.
وللمزار مصلى للرجال بمساحة (128) متراً مربعاً وآخر النساء بمساحة (112) متراً مربعاً.
يدخل الزائرون الى المرقد خلال خمسة أبواب هي: باب الشهداء وسمي بهذا الاسم تكريماً للشهداء الذين ارتقت أرواحهم في التفجير الإرهابي الذي طال المزار، والباب الثاني هو باب الزهراء منتصف الصحن، والباب الثالث هو باب القبلة، والباب الرابع هو باب خدمي، والباب الخامس هو باب المواكب.
المساحة الكبيرة للمزار تسمح باستقبال أكثر (5000) آلاف زائر تقريباً بإمكانهم المبيت في المزار الشريف كما يقول الشيخ الذهيباوي الذي أضاف: نحن في منطقة ريفية خالية من الفنادق لذلك بإمكان الزائرالمبيت داخل الصحن الشريف ونحن نقوم بدورنا بتوفير الفرش والأغطية لهم ، كما يُتاح لهم استخدام المطبخ المجهز بكل ما يحتاجونه من أدوات، والمرقد مجهز بأجهزة تبريد مركزي ومحطة لتحلية المياه.
يضيف نائب الأمين: تحرص الأمانة العامة للمزار على إقامة نشاطات ثقافية وقرآنية في المناسبات الدينية كافة، ولا ننسَ أن في المزار مركزاً لعلوم القرآن يضطلع بتدريس تلك العلوم للراغبين مجاناً.