علي الكيّار :لا أنسى ما حدث لي في ألمانيا الشرقية عام 1966

عبد الجبار خلف/

حينما طلبت من بطل كمال الأجسام العراقي علي الكيار (1937 الفكة العراقية /ميسان ) أن يستذكر لي يوماً من عمره لا ينساه أبداً، ابتسم وقال: هل يمكن أن أجد يوماً يضاهي مشاركتي ببطولة العالم في ألمانيا الشرقية عام 1966.

وتحدث عن تلك الذكرى قائلاً: وقتها كان هناك فقط اتحاد رفع الأثقال وما كان هناك اتحاد بناء الأجسام، وكنا نتدرب مع الأثقال، وكنا محارَبين من قِبلهم، وللمشاركة في بطولة العالم عام 1966، أصر الدكتور يوسف نعمان رئيس الاتحاد آنذاك على إرسالي الى البطولة، وهو يقول (إذا لم يأت الكيار بنتيجة جيدة سألغي اللعبة تماماً في العراق)، كان رئيس الوفد أوانيس والمدرب حسين الزبيدي وسافر معي الرياضي في كمال الأجسام حميد صبار من الكوت على حسابه الخاص، وكان معي أيضاً من لعبة رفع الأثقال محمود رشيد وصالح مهدي وناظم الجلبي من الموصل لكنهم عادوا بلا نتائج، وفعلاً بعد الفوز انفصل اتحاد كمال الأجسام عن رفع الأثقال وصار رئيسه ناصر الغافقي.

وأضاف: في أول مرة أصعد بالطائرة كنت أشعر بالخوف وأقول (هل هناك شيء فوق الغيم؟) ، ووصلنا الى برلين، كان مسرح العروض يسع 15 ألف متفرج، حينما صعدت على الخشبة فاجأتني فلاشات كاميرات المصورين، ضربت عينيّ ،جعلتني أخاف، لكن رئيس الوفد قال (فوت .. لا تخاف)، ولكنني قدمت العرض بالشكل الجيد، وجاءت النتائج وأحرزت المركز الثالث بعد الأول الأمريكي بوب جايدا والثاني المصري عبد الحميد الجندي، وهي البطولة التي حل فيها ارنولد شوارزنيجر في المركز الخامس وجاء زميلي العراقي حميد صبار في المركز السادس.
كانت القاعة تبتعد عن الفندق 50 متراً وكان هناك الكثير من العراقيين تقريبا 700 شخص، خاصة من الشيوعيين، كانوا يحملونني على طول الطريق واحداً بعد آخر ويقبلونني طوال مدة البطولة ويهتفون لي، بينما كانت هناك نشرة ضوئية في الباب الشرقي بقيت لمدة اسبوع كامل تحيي (البطل علي الكيار).

وتابع: في بغداد حظيت باستقبال رائع ابتداء من مطار المثنى الى البيت وكان بمثابة زفة عرس، أذكر أن من بين المستقبلين المطرب سلمان المنكوب لأنه كان ابن منطقتي.

وأضاف أيضاً: قابلت الرئيس عبد الرحمن عارف، حينها كنت عاملاً في الغزل والنسيج، وكانت علاقة محمود العبيدي قوية بالرئيس، وسألني لماذا لم أطلع الأول فقلت له: الأول يحتاج الى أكل، حينها ما كانت هناك وزارة صناعة بل مؤسسة فقط، فكان معي رئيس المؤسسة فقال له الرئيس اعطه راتباً 30 ديناراً، كان حينها راتبي 15 ديناراً، وحاول رئيس المؤسسة أن يتحجج لكن الرئيس قال له (الخزينة ليست لبيت عارف) وتبرع لي الرئيس بمئة دينار وأعطاني (كارت) الى خيّاطه الخاص في شارع الرشيد ليفصل لي (قاطاً) على حسابه، بعده قابلت مدير الأمن، كان أخوه حامي هدف منتخب العراق لكرة القدم محمد ثامر، تبرع لي بمئة دينار و (قاط)، وفي برنامج الرياضة في اسبوع تم تكريمي أيضاً، كانت الهدية من رئيس الجمهورية كأساً كبيرة و150 ديناراً.