غرائب الأفكار والمعتقدات الشعبية

#خليك_بالبيت

باسم عبد الحميد حمودي /

تختلف الأفكار والمعتقدات بين الشعوب على مدى الأزمان والدهور والأماكن.
إنَّ الفكر الهندسي – المعماري الخاص ببناء البيت العادي لدى هذا الشعب أو ذاك ناتج عن الوعي وطبيعة الارض والمناخ والعادات السكانية.
في المناطق التي تكثر فيها الغابات والأخشاب قديما، كانت عملية القيام بـ(صناعة) البيت تتم باستخدام هذه الأخشاب لبناء البيت التقليدي لشعوب الايروكوان وايسلندة والغابات المدارية.
ويتم بناء البيت التقليدي في أهوار العراق قديما من أعواد الأخشاب القوية والحصران، إضافة لبناء أسيجة الغرف من طين المنطقة وحجارتها المفخورة، وتدرج عمل بناء البيت في الاهوار وفق مكانة سيد البيت بين عشيرته وله عاداته الخاصة وطرائف العمل فيه ومعتقدات الصنعة.
إنّ الصرائف في الهور لا تبنى كما اتفق بل وفق مقاييس حركة الماء واتساع رقعة الارض بين مياه الهور، ونحن نتحدث عن زمن مضى كان الهور فيه متسعا كثير الاعشاب والنباتات والاسماك، حتى أن كثافة النباتات فيه تستدعي فتح طرق خاصة وسطه يعرفها الصيادون أكثر من سواهم.
البربرة … وسط الهور
صياد السمك المعترف به في الهور العراقي هو صائد السمكة بالفالة، إذ يرمي فالته مباشرة فيصيب السمكة ويلتقطها مثل نورس، ويضعها في سلته ليعيد تصويب الفالة إلى الماء حتى يصيب سمكة أخرى..
البربرة نوع آخر من الصيادين في الهور، أكثرهم ضخام الأجسام سمر الوجوه، ينزلون وسط الهور إلى منتصف أجسامهم وقد مدوا الشباك بينهم ليحاصروا السمك ويجمعوه، وتصرفاتهم تشبه تصرفات صيادي الأنهار وتجوالهم في القوارب وقد مدّوا شباكهم وسط النهر، لكنّ صياد الهور بالفالة لا يحبّ عمل (البربرة) الذين سموا كذلك للهجة الخاصة التي يستخدمونها خلال عملهم.
يقال إنّ هذه اللهجة – البربرة هي التي تخيف السمك وتخرجه من الهور إلى حضن الشباك، لكن هذا الرأي لا يعد صحيحا عند الكثيرين.
البغمي يأخذ بيته معه
وكان شعب الاقزام – البيغمي – في وسط افريقيا يأخذ كلبه وبيته معه عند التنقل، إذ كانت هذه المجموعات القصيرة القامة تتنقّل من منطقة إلى أخرى طلبا لجمع القوت؛ أي الطعام اليومي.
كانت هذه المجموعات لا تعرف اقتناء المادة الغذائية مدة طويلة ولا تستخدم أوعية الطبخ البدائية، حتى وهي تستنزف الطعام الحيواني الذي يصطاده المقاتلون مباشرة مثل الغزلان والأرانب، إضافة للفواكه المنتشرة.
كانت البيوت مجرد أعواد يستظل بها وأغطية محاكة من لحاء الأشجار، حيث يسهل جمعها عند الانتقال في الغابة من منطقة إلى أخرى.
السفر السريع.. بعد الصيد
يتم انتقال البغمي والكواكتيل إما خوفا من مهاجمتهم من قبل مجموعة أخرى أكثر قوة، أو لسقوط أمطار غزيرة في المنطقة المتروكة او لاصطيادهم حيوانا ضخما وأكله مثل الدب أو سواه، ذلك أنّهم يعتقدون أن البقاء في ذات المنطقة يسبب الاذى!
وربما كان ذلك ناتجا عن كثرة الهوام التي ستظهر بعد قتل الدب وأكل ما تيسر منه وبقاء بقاياه، أو تحسبا لهجوم حيوانات أخرى.
الشعوب القديمة وعلاج الاطفال
كانت بعض الشعوب قديما في آسيا وافريقيا وقبائل الهنود الحمر، تقوم بعلاج أطفالها وإجراء العمليات دون تخدير، ذلك أنهم يعتقدون أنّ الطفل لا يفهم ما يحدث فاذا صرخ فهو يفعل ذلك من الخوف وليس من الألم، ويحدث كثيرا أن يغمى على الطفل أثناء العملية، فيعدّ المعالج هذا نوعا من الراحة للمريض الصغير الذي برح به الالم حتى غاب وعيه !
شعب الشاشابويا !
هم مجموعة بشرية سكنت جبال الانديز المرتفعة بين عامي 600-1760 ونافست شعب (الانكا) لكنّها كانت في عزلة عنها حتى اختفت آثارها بفعل التغييرات الطبيعية وتشرذم من تبقّى من هذه المجموعة التي اشتهرت بعزلتها عن العالم وبنت تلك التوابيت الضخمة المطلة على الشمس وسط جبال الانديز المرتفعة.
كان اسمهم (مقاتلو السحاب) لبياض بشرتهم عمن جاورهم من البشر وقد اشتهروا بالصيد والقنص والقدرة على الاختفاء عن أعين الحيوانات التي يطاردونها حتى يتمكنوا من تطويقها وصيدها.
انتهى تواجد تلك المجموعة البشرية وبقي الكثير من أسرار تواجدها وطراز البناء لبيوتها سرا مدفونا يعمل الباحثون الآثاريون والأنثروبولوجيون على البحث فيه …لكشف أسراره.