محمد علي جواد/
في إحدى مدونات العصر الآشوري الحديث (القرن السابع قبل الميلاد) وجدت أسطورة عن أصل سرجون الأكدي الذي حكم أول إمبراطورية في التاريخ القديم في حدود سنة 2350 ق.م
وجاءت الأسطورة على لسان الملك العظيم ملك أكد:
كانت أمي كاهنة عليا ولم أعرف أبي الذي كان متجولاً. وكان أعمامي يعيشون في التلال فأصلي من مدينة ( أزوفرانو) أي الزعفران على الفرات.
وحملت بي أمي ووضعتني سراً وأخفتني في سلة مقيرّة من الحلفاء وغطتها ورمتني في الماء، فلم يغرقني النهر، بل حملني الى ( آكي) ساقي الماء فانتشلني (آكي) بدلوه ورباني واتخذني ولداً له وعّينني بستانياً عنده، وبينما كنتُ أعمل بستانياً أحبتني الآلهة عشتار فتوليت الملوكية مدة من الزمن.
قصة النبي يوسف (ع)
في اللوح السادس من ملحمة كلكامش وبعد عودة كلكامش وأنكيدو منتصرين وقتلهما الوحش خمبابا في غابة الأرز، أرادت الآلهة (عشتار) الزواج منه، فسخر منها ووبخها وبين لها مساوئها فغضبت وحقدت عليه وذهبت الى أبيها (آنو) قائلة:
أخلق لي يا أبتِ ثوراً سماوياً
ليغلب كلكامش ويهلكه
وهدّدت أباها بخلق مشاكل كبيرة لحياة البشر إن لم يرضخ لمشيئتها
ففتح (آنو) فاه وأجاب عشتار الجليلة وقال:
لو فعلتُ ما تريدينه مني وزودتك بالثور السماوي
لحلّت في أرض( أوروك) سبع سنين عجاف
فهل جمَعت غلالا لهذه السنين العجاف
وهل هيأت العلف للماشية؟
فتحت ( عشتار) فاها وأجابت أباها ( آنو) قائلة:
لقد جمعتُ ( بيادر) الحبوب للناس
وخزنت العلف للماشية
فلو حلت سبعٍ سنينٍ عجاف
فقد خزنت غلالاً وعلفاً
تكفي الناس والحيوان
ولمّا سمع كلامها سلّم عشتار
سلسلة مقود الثور السماوي
فأخذته وقادته إلى الأرض
وأنزلته في أرض (أوروك)
قصة النبي أيوب (ع)
في قصيدة بابلية عنوانها ( لأمجدنّ رب الحكمة) واسمها الآخر (التقي المعذب) ويرجع زمن تدوينها الى العهد الكاشي (النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد). وقد نظمت القصيدة على شكل مناجاة فردية (مونولوج) لشخص صالح متعبد نزلت به برغم ذلك الويلات والكوارث فيقول:
لقد خذلني الأله ولم يتقدم إله لعوني ولم تعطف عليّ آلهتي فتخلصني من مصائبي حسبني الجميع ميتاً كأن القبر أمامي فنهبوا أموالي، فرح بي حسّادي وشمت بي أعدائي ولم يستطع السحرة والمعوذون مساعدتي
ثم يستدرك ناظم القصيدة فيقول أن العذاب الذي يصيب العبد الصالح هو إمتحان من الآلهة لأختبار صبره وتعلقه بالآلهة وقبول أقدارها ثم يرى هذا العبد ثلاثة أحلام آخرها (كاهن معوّذ يحمل لوحاً من الإله لتخليصه من محنته)، لأن الآلهة قررت إعادته الى حالته السابقة من الصحة والثروة والجاه.
قصة خلق السموات والأرض
يوجد مقطع في مقدمة أسطورة الخليقة لقصيدة (كلكامش وأنكيدو والعالم الأسفل) يبدأ المقطع بهذه الأبيات:
بعد أن ابتعدت السماء عن الأرض
بعد أن انفصلت الأرض عن السماء
بعد أن عيّن اسم لإنسان
بعد أن أصبحت السماء بحوزة (آن)
بعد أن أصبحت الأرض بحوزة (إنليل)
إن اعتقاد السومريين بأن السماء والأرض كانتا متحدتين ثم انفصلتا، لنجده جلياً واضحاً في الآية الكريمة التالية * رقم (30) من سورة الأنبياء
بسم الله الرحمن الرحيم (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) صدق الله العظيم.
في لوح تضمن أسماء الآلهة السومرية نجد الآلهة (نمّو) المعبرة عن كلمة (البحر) قد وُصفت بأنها الأم التي ولدت السماء والأرض ولهذا يعتقد السومريون بأن السماء والأرض من خلق (البحر الأول) وأن هذا البحر الأول موجود منذ الأزل
وهذا ما تذكره الآية رقم (7) من سورة هود
بسم الله الرحمن الرحيم (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) صدق الله العظيم.