د.مناضل داود/
القصور الملكية في بريطانيا هي عبارة عن متاحف مفتوحة للمواطنين والسواح بكل أنواعهم، والذي يعرف لندن بشكل جيد فهو سيرى الكثير من البشر على تنوعهم في هذه الأماكن، وسيستمع الى مئات اللغات واللهجات لما تتمتع به العاصمة لندن من مقومات السياحة وأشهرها هو قصر (Hampton Court) وهو واحد من كبار القصور الذي بني قبل خمسمائة عام وعاش فيه عشرات الملوك والملكات.
أرشفة سيرة الملوك
ولأن الكاتب الانكليزي وليام شكسبير ارشف سيرة الملوك بنصوص مسرحية خالدة، فقد دأب المشرفون على هذا القصر على تقديم عروض مسرحية تتحدث عن أسرار هذا القصر أو تقتفي اثار شكسبير العظيم، من خلال تقديم مشاهد من نصوصه؛ عشرات الممثلين يأتون ويذهبون ويأتي غيرهم ليمثلوا تراجيديات شكسبير وربما هزلياته. وفي أحيان أخرى يتم تكليف مؤلفين ليكتبوا نصوصاً جديدة عن تلك الحقبة التي عاش فيها الملوك والأميرات ناهيك عن اللوحات العالمية الشهيرة التي تتزين بها جدران القاعات الكبيرة والممرات في القصر الكبير الذي تحيطه حدائق واسعة وجميلة يعمل على ادامتها عشرات المتخصصين في البستنة والزراعة حيث يتمتع المخرج وممثلوه باختيار فضاءات متعددة لتقديم عروضهم فمرة تراهم في الممرات الضيقة وتارة في القاعات الواسعة وأخرى في الباحات.
عروض مسرحية في الحدائق
وحين تشرق الشمس في الربيع والصيف تقدم الكثير من العروض في الحدائق متنوعة الجمال، كما لاتخلو العروض الفنية في هذا القصر من حفلات الموسيقى الكلاسيكية والرقص حيث يتمتع المشاهد بالجمال والبهجة والتعلم، خاصة الأطفال الذين تصطحبهم عوائلهم ليمرحوا ويشاهدوا مايسر العين والقلب.
اطلقوا سراح قصور صدام
تذكرت وأنا أزور القصور الملكية في لندن، القصور الرئاسية في العراق واتساءل هنا لماذا هي محبوسة وأسيرة للحكومة والسفارات حيث لاتستغل كمتاحف يمكن استغلالها بكل أنواع الفنون التي ستسهم في بناء ذائقة الجيل الجديد فهي حمالة رسائل عديدة؛ فمن خلالها سيتعرف الناس كيف كان يعيش الطاغية بكل هذه القصور ومن ناحية أخرى يمكن استغلالها فنياً لتقديم أنواع عديدة من الفنون أسوة بالقصور الملكية ليس في بريطانيا فحسب، انما أغلب القصور الملكية في العالم هي عبارة عن متاحف يزورها الشعب بكل أنواعه. وأخيراً أقول اطلقوا سراح القصور الرئاسية لأنها قصور الشعب.