ارشيف واعداد عامر بدر حسون /
كانت تقليعة يوسف وهبي بك في أيام رمسيس، هو ذلك “المونوكل” الذي كان يضعه على إحدى عينيه، ويحرص على الظهور به في إعلانات الفرقة التي كانت تنشر في الصحف وتعلق على الجدران كمظهر من مظاهر الفنان، وقد اشتهر عنه في ذلك الوقت أنه كان يعبر عن شعوره من حيث الرضا أو السخط، بكثرة تحريك هذا “المونوكل” فتراه يخلعه ويضعه ثم يضعه ويخلعه في حركة عصبية في أوقات غضبه، ولذك كان أفراد فرقته إذا إرادوا أن يتحدثوا إليه أن يطمئنوا أولاً من أن “المونوكل” مستقر في موضعه.
أما تقليعة عبد الوهاب فقد كانت من نوع طريف إذ أنه عندما كان في مستهل حياته الفنية أراد أن يبرهن للناس على أنه فنان فأطال سوالفه، لكي يظهر بها في مظهر يختلف عن بقية عباد الله من غير الفنانين، حتى أن أغلب الشباب من هواة الفن أخذوا يقلدونه في هذه التقليعة حتى أصبحت مودة شائعة.
وقد ظل عبد الوهاب سنوات طوال محتفظاً بهذه التقليعة حتى اطمأن إلى أن الناس قد آمنوا بأنه فنان!
أم كلثوم
وتحرص “ثومة” او “سومة” دائماً على ألا تغني بدون ذلك المنديل الذي تمسك به أثناء الغناء وتظل تعصره وتمزق فيه حتى تتقطع خيوطه بين يديها، ولا يقوى على احتمال أكثر من وصلة واحدة من تأثير حركاتها العصبية، ولذلك ترى أكثر المطربات الناشئات لا يظهرن الآن على خشبة المسرح بدون المنديل حتى لا يكون هناك فرق بينهن وبين أم كلثوم!
نجيب الريحاني
وقد تطور الناس جميعاً مع أساليب هذا العصر الجديد الذي نعيش فيه -عصر السرعة- ما عدا الأستاذ نجيب الريحاني، الذي ما يزال يركب “الحنطور” ويسير به في شوارع العاصمة دون أن يستغني عنه بالسيارة لأنه يرى أن السيارات تتلف أعصاب الفنان، وتزعج خياله الهادئ.
أحمد كامل مرسي
ومن أعجب فنانينا المولعين بالتقاليع مخرج الجيب الأستاذ أحمد كامل مرسي، الذي لا يمشي إلا وهو يحمل “أكسسواراً” أي الأدوات التي تزين بها المناظر المسرحية او السينمائية! فتراه مرة يرتدي القبعة ومرة يرتدي “البيرية” كما تراه يحمل مجموعة من الكتب والمجلات كأنه مكتبة متنقلة، ولا يمشي إلا و”البيبة” في فمه!
أما ثيابه، فهو يتأنق فيها على طريقته كل التأنق، فيرتدي قمصاناً حمراً وخضراً وصفراً يتمشى معها رباط الرقبة، ويضع منديلاً في جاكتته حتى تتم الأناقة ومع ذلك كله يهمل حلاقة ذقنه.