مدير المستشفى يكتب: لابد من بناء شمّاعية في كل مدينة!

ارشيف واعداد عامر بدر حسون/

الآن، وقد اتضح للقارئ مدى خطورة الأمراض العقلية ومدى انتشارها في العراق وتشييع أفكار الناس بالخرافات عنها وما تلاقيه الشعوذة من رواج، فقد آن الأوان لأن تهتم الجهات المسؤولة بهذا الموضوع اهتماماً كافياً يحقق للمريض الشفاء ولأهله الأمل الذي يداعبهم بأن يعود مريضهم شخصاً نافعاً لهم وللمجتمع وتخليص الناس من القلق والأذى اللذين يسببهما لهم المريض.

لاشك في أن أهل المريض كلهم يرغبون في أن ينال مريضهم الشفاء، غير أن العقبات التي تعترض سبيلهم في الوصول الى الغاية المنشودة تجعل شفاء المريض أمراً عسيراً.

وقد يكون في أحيان كثيرة متعذراً بعد ان تمضي على المرض سنوات طوال. ومن أهم الأسباب التي تعترض أهل المريض في إيصال مريضهم الى المستشفى الموجود حالياً في بغداد، وهو المستشفى الوحيد في العراق، السبب المادي، إذ أن غالبية ذوي المرضى فقراء لا تتوفر لديهم الأموال الكافية لمراجعة طبيب مختص في أقرب بلدة اليهم فكيف يكون الحال إذا كانوا بعيدين عن العاصمة نفسها، وهناك سبب هام آخر هو السبب العاطفي، إذ أن ذوي المريض يخشون على مريضهم من أن يتركوه في المستشفى لاعتقادهم أنه لن يلقى الرعاية والحنان اللذين يجدهما لديهم.

ولهذا ينبغي تأسيس مستشفيات لعلاج الأمراض العقلية في كافة أنحاء العراق على أن يتبع تأسيس هذه المستشفيات اتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة بتحيق الغرض المقصود من تأسيسها وهي:

1- جعل إدخال المرضى العقليين الى المستشفيات إلزامياً.

2- عدم السماح للمريض بمغادرة المستشفى إلا بعد شفائه تاماً.

3- جعل أمر ادخال المرضى الى المستشفى وإخراجه منه منوطاً بالمحاكم، إذ أن الطريقة الحالية المتبعة في إدخال المرضى الى المستشفيات هي أن المريض لا يقبل في هذه المسشفيات إلا إذا كان مرسلاً من محكمة شرعية، غير أنه إذا كان إدخال المرضى لا يتم إلا بواسطة المحكمة الشرعية فإن إخراج المريض يتم في أحيان كثيرة بطلب من أهله بعد أخذ تعهد منهم بالعناية به ومراقبته خشية أن يعتدي على أحد، وكان المنطق يقضي بألا يتم إخراج المريض من المستشفى إلا بعد أن يؤيد الطبيب المعالج شفاءه وبعد موافقة المحكمة الشرعية على فك حجره.

4- وضع عقوبات شديدة على أفراد عائلة المريض إن أهملوا في إخبار السلطات المختصة عن وجود مريض بين أفراد عائلتهم.

5- حث الجمعيات الخيرية على تأسيس المستشفيات لعلاج الأمراض العقلية أسوة بما تفعله الجمعية الخيرية في الوقت الحاضر من تأسيس مستشفيات لعلاج الأمراض الأخرى كمستشفى حماية الأطفال ومستشفى التويثة ومدرسة رمزي لذوي العاهات.