ترجمة: ثريا جواد/
مرت 100 عام على اصدار كتاب ((Married Love)) للكاتبة الانجليزية الشهيرة ماري ستوبس التي ساعدت فيه على اطلاق حركة (تحديد النسل) والذي أحدث حينها ضجة كبيرة وعارمة في الاوساط الشعبية والثقافية بسبب الطريقة التي تناول فيها الكتاب موضوع العلاقات الحميمة بين الازواج والاشارات الصريحة عن (الجنس) الذي كان الناس يتجنبون الحديث عنه.
وكان الكتاب قد صدر لاول مرة في الـ 26 من آذار عام 1918.
محرمات
يعتبر كتاب ماري ستوبس (العلاقة الحميمية) من المحرمات واثار الرأي العام الى حد النقمة في العام 1918 ولا يمكن مناقشته على الاطلاق من قبل النساء والرجال على حد سواء، وقد غير الكتاب حياتها بالكامل وضربت ستوبس حينها على وتر حساس سيغير في عصر ما بعد الحرب العالمية الاولى حيث سجلت مبيعات الكتاب ارتفاعا كبيرا وغالبية الذين اقتنوا الكتاب من النساء لانه يتحدث عن السعادة الزوجية وقلق المرأة الدائم من الحمل الذي يبعدها عن السعادة.
الجملة الافتتاحية من كتاب (العلاقة الحميمية) تحدد لهجة الكتاب حيث تقول (كل قلب يرغب في رفيقة) ويمضي إلى تحديد الأولويات الجنسية لكلا الجنسين بشكل مثير للجدل في ذلك الوقت.
بيع أكثر من 2000 نسخة من الكتاب في غضون اسبوعين فقط من نشره وأعيد طبعه 26 مرة.. رفض الأكاديميون نشر كتاب (العلاقة الحميمية) لأنه كان يُنظر إليه على أنه مثير للجدل للغاية. وقد تم تمويل نشره من قبل رجل الأعمال (مانشيستر همفري رو) وهو مناضل قديم في مجال تحديد النسل في نمط رومانسي حقيقي والذي اصبح فيما بعد الزوج الثاني للمؤلفة.
كان كتاب (العلاقة الحميمية) بمثابة سجل بحثي نال استحسان الجميع وبمختلف شرائح المجتمع قرأه الجميع من الارستقراطيين في مدينة تشيلسي الى عمال وعاملات المصانع في المدن الشمالية مثل ليفربول ومانشستر وكانت ستوبس تقدم للامهات النصائح بالمجان حول ضرورة تحديد النسل كما ظهر أسم (ستوبس) في أغاني الملاعب التي يرددها أطفال لندن.
سيرة ذاتية
ولدت الكاتبة الانجليزية ماري شارلوت كارمايكل ستوبس (1880 – 1958) في أدنبرة وهي مؤلفة وناشطة في مجال تحسين النسل و تحديده وحقوق المرأة، وتعد أصغر دكتورة في العلوم في بريطانيا قدمت مساهمات كبيرة لزرع علم الأحافير وتصنيف الفحم، تزوجت من زوجها الأول عالم الوراثة الأكاديمي الكندي (ريجنالد روجلز غيتس) لكن زواجها سرعان ما انهار بسرعة, كانت أول أكاديمية في كلية جامعة مانشستر مع زوجها الثاني (همفري فيردون رو).
أسست ماري ستوبس أول عيادة لها لتحديد النسل في بريطانيا ودعت الى موضوع تحديد النسل من خلال كتابها الذي تحول فيما بعد الى خطاب عام واسع.. توقفت عن فكرة معارضة الإجهاض بحجة أن منع الحمل كان كل ما هو مطلوب.
و إدراكا للحاجة إلى نصائح منع الحمل الفردية، أسست ستوبس وزوجها (رو) أول عيادة للولادة في البلاد ومن عائدات الكتاب في جزء فقير من لندن في عام 1921 وأقبلت النساء على مراجعة العيادة من كل مكان وخاصة من الأحياء الفقيرة في لندن، غير أن كثيرين من رجال الدين والأطباء شنوا حملة واسعة شرسة على ماري ستوبس وعيادتها. وتواصل المؤسسة الخيرية التي تحمل اسمها توفير وسائل تنظيم النسل في جميع أنحاء العالم اليوم.
عن الاندبندنت