كتابة : حسن عبد راضي – تصوير: كرم الاعسم /
قطعة من لندن تتوسط بغداد في منطقة باب المعظم من جانب الرصافة، تضم رفات جنود الحرب العالمية الأولى والحملة البريطانية لاحتلال العراق مطلع القرن الماضي، محمية بموجب القوانين والمعاهدات الدولية، يسميها العراقيون “مقبرة الإنكليز” وهي تضم قبر الجنرال ستانلي مود الذي توفي بالكوليرا عام 1917 حال إتمامه احتلال العراق منتزعاً إياه من الاحتلال العثماني، وفيها أيضاً قبور الجنود الهنود الهندوس والسيخ الذين حملتهم بريطانيا من كبرى مستعمراتها في الشرق آنذاك، ودرة تاجها الهند، كما لم تخلُ من قبور مسلمين كانوا مرافقين للجيش البريطاني.
اعتاد الناس وجودها بين ظهرانيهم كما يعتادون جُرحاً مندملاً، قد يبدون سعداء لأن الجرح شُفي واندمل، أو منزعجين لأنه يُذكرهم بواحدة من مآسيهم الكثيرة، أو مُحبطين من أن القبور هنا تلقى رعاية وعناية أكثر مما تلقاه بيوتهم.. أما الأكثر تطيراً من بينهم فيعتقدون أن الانكليز لم يتركوا لنا بعد رحيلهم سوى بضعة مقابر لجنودهم، والباص الأحمر ذا الطابقين!