رسوم / علاء كاظم/
ولد الشاعر موفق محمد في بابل/ الحلة 1948 وقال عنها “أنا أحب الحلة لأني ولدت على بعد موجتين من نهرها،” و آلى على نفسه ألا يغادرها. ارتشف من نهرها ما يكفي لأن يكون شاعراً مميزاً بأسلوبه وطريقته. يعد أول شاعر عراقي أقيم له تمثال من البرونز وهو على قيد الحياة، حيث يقع تمثاله على شط الحلة الذي يحب.. استطاع موفق محمد أن يروض الكلمات ويحولها إلى قصائد جادة استخدم فيها سلاح السخرية الضاحكة، أراد من خلالها أن يخفف من حجم الألم الذي يعيشه مع الآخرين، كونه القاسم المشترك لملايين العراقيين الذين اكتووا بحروب عبثية. فقد نجله في إحدى المذابح الجماعية التي ارتكبها النظام المباد، حين خرج أثناء الانتفاضة ولم يعد الى الأبد.. وقد ترك موته غصة في أعماق والده موفق محمد الذي قال في قصيدة عنه : “ميت أنا.. ميت.. ولاخط يجي عن موتك، سودة وحشتك يا ولدي، حرموك من تابوتك.” قاوم الواقع القاسي في مواجهة غير عادلة، وبقي في العراق يعاني مع نظام سياسي لا يعرف معنى الإنسانية، في ظل ضوابط لا تعترف بحقوق الإنسان ومعنى المواطنة، حتى طغت لغة الموت على جُلّ قصائده. وفق هذا المزيج العاصف من المشاعر والرؤى كتب قصيدة ” لا حرية تحت نصب الحرية،” ساخراً من كل ما يجري من فظائع في البلاد. ترأس اتحاد أدباء وكتّاب بابل (2005 – 2007). كُتبت عنه رسالتان لنيل الماجستير، وكثير من الدراسات والمقالات النقدية،كما صدر عنه بعض الكتب النقدية من كتّاب عراقيين. عُرف بأسلوب شعري يجمع بين اللغتين الفصحى والعامية. تأثر به أكثر من جيل لكون قصائده مؤثرة في واقعنا العراقي. كذلك صدرت له مجاميع شعرية عديدة منها (عبدئيل، بالتربان ولا بالعربان، غزل حلي، سعدي الحلي في جنائنه، المجموعة الشعرية الكاملة).