ضحى مجيد سعيد/
الجمال والبساطة والطبيعة الخلابة والجبال المغطاة بالأشجار المثمرة والبساتين الملونة بألوان الفواكه والمحاصيل الزراعية المتنوعة، بعض ما يميز ناحية هيران التابعة لقضاء شقلاوة والمحاذية للجانب الشرقي من سفوح جبل سفين، التي تمتاز أيضاً بوفرة المياه ومناظرها الخلابة في فصول السنة كافة.
ولاسيما في فصل الشتاء الذي يوشح قمم جبالها ببياض الثلج وكأنها عروس مزينة بالوشاح الأبيض، الأمر الذي جعلها قبلةً للسياح والوافدين من كل مكان، الأمر الذي يدعو إلى مزيد من الاهتمام بها لتنشيط الحركة السياحية فيها…
طبيعة خلابة
هيران واحدة من المواقع السياحية المهمة في إقليم كردستان العراق، تخضع إدارياً الى قضاء شقلاوة التابع لمحافظة أربيل، واللافت فيها قلة الأحياء السكنية مقارنة بالغابات والبساتين. تتميز بطبيعة خلابة وساحرة، بالإضافة الى طقسها المعتدل خلال فصلي الصيف والربيع حين تكتسي بالثوب الأبيض وتتوشح بالثلوج خلال فصل الشتاء إثر تساقط الثلوج، ما يجعلها مدينة سياحية في كل الفصول. لا توجد أعداد دقيقة للسياح فيها، لكن غالبية الزوار الى قضاء شقلاوة يرتادون هذه الناحية لما تتمتع به من ميزات جمالية كثيرة، وهي لا تبعد عن قضاء شقلاوة سوى ٢١ كم.
جبل سفين
يقول مدير ناحية هيران رابر صالح شيرة: “إن هيران تشتهر بكثرة المحاصيل والبساتين والحدائق منذ القدم، وأهالي المنطقة لديهم خبرة معروفة في زراعة الرمان، واهتمامهم بالمنتجات المحلية، فضلاً عن امتياز أهالي المنطقة بكرم ضيافتهم وترحيبهم بالسياح، بالإضافة الى الإدارة الجيدة للمصطافين الوافدين بدءاً من توفير الأمن والأمان وصولاً الى الحفاظ على نظافة المنطقة من قبل رئاسة بلدية هيران.”
وأشار إلى أن “أبرز ما يميز ناحية هيران عن المناطق السياحية الأخرى هو موقعها الجغرافي، الذي يتوسط جبل سفين، وقربها من مركز محافظة أربيل، بالإضافة الى غاباتها الكثيفة مع جود ينابيع المياه، كل هذه الأمور عوامل جعلت مناخها أكثر ملاءمة للوافدين من مختلف مناطق العراق والعالم في فصل الصيف، وأيضاً وقت سقوط الثلوج في فصل الشتاء، لذلك يقبل عليها السياح طيلة العام ولفترة قصيرة ثم الرجوع الى شقلاوة.” معللاً ذلك بعدم وجود فنادق في هيران. “يضيف شيرة: “هناك إجراءات تتخذها الناحية لتسهيل انسيابية الحركة السياحية بإشراف لجنة المتابعة الصحية للناحية،” مشيراَ الى قيام حكومة الإقليم بفتح الشوارع وتوفير المياه والكهرباء والاهتمام بنظافة المنطقة. ويوضح أن “غياب أية خطة للمشاريع السياحية، وكذلك عدم وجود خريطة للإعمار، وعدم منح الإجازات السياحية من قبل البلدية، كل ذلك جعل الاستثمار قليلاً فيها، ما أعاق حركة السياحة، الأمر الذي يستدعي حلاً لهذه المشكلة.” من جهته، قال مدير البلدية نريمان حمد سعيد: إن “الاهتمام بنظافة الناحية وتهيئة الأماكن، من أبرز المهام التي تتخذها بلدية هيران كخطوة أولى لاستقطاب السياح في هيران، كما أن هناك اماكن عدة للاستثمار السياحي.” مؤكداً -في الوقت نفسه- غياب أي دعم مالي لتنشيط السياحة، او على أقل تقدير عدم وجود تخصيصات مالية كافيه لتقديم خدمات مميزة. أما فيما يخص حجم المردود المالي للبلدية الناتج عن النشاط السياحي، وهل أن من الممكن استخدام الإيرادات لتوسيع وتطوير الأماكن السياحية في هيران قال سعيد: “ليس لدينا أي مردود مالي ولا أي تخصيص مالي من قبل حكومة إقليم كردستان لتنشيط السياحة.” موضحاً أن انعدام التخصيص المالي للناحية هو العائق الأساسي الذي يعيق تنفيذ خطط تطوير الحركة السياحية. وأضاف: “لقد رسمنا في ستراتيجياتنا صورة أجمل لـ (كَلي هيران) مستقبلاً من ناحية تطوير السياحة في الناحية، وذلك عن طريق إعداد خطط تتضمن الاهتمام بتوسيع حدود الناحية بما يسهم بإتاحة فرص أكبر في مجال الاستثمار السياحي، وأيضاً رسم خطط أكبر لاستقطاب السياح في كَلي هيران “.
آغا واحد بك
اما سَرتيب آغا واحد بك، وهو احد آغوات ناحية هيران فيقول: “إن مساحة هيران ليست كبيرة، فالمساحة التي بُنيت عليها بيوت ودوائر الناحية الرسمية تبلغ (75) دونماً تقريباً، أما التي خُصصت للزراعة فهي ما يقارب الـ (80) دونماً.”
وأشار الى أن هذه الناحية تقع الى الجانب الشرقي من سفح جبل سفين، وعلى طريق (شقلاة-هيران) وهو الطريق المؤدى إليها بمسافة تقترب من (20) كم. وتابع: “إن وفرة المياه التي تسقي تلك الأراضي التابعة لناحية (خوشناو) كانت ولاتزال مضرب الأمثال رغم جفاف وضمور قسمٍ من عيون وينابيع المياه فيها.”
واستدرك قائلاً: “إن ما يميز قرية هيران هو وجود رافد ضخم من الماء الطبيعي الجاري من عمق ينبوع يجري في باحة (جامع هيران)، وأن هذا الجامع يروي قصصاً عن حقب غابرة من التأريخ المشرّف للمنطقة.” مشيراً الى أن هذا الرافد في جريانه يشق طريقه من جامع هيران، ماراً بديوان ومضايف آغا واحد بك، وهو أحد الشخصيات البارزة والمهمة في هذه الناحية، حيث يبدو المنظر أكثر زهواً وجمالاً.