أحمد سميسم /
بمشاركة واسعة من قبل عدد كبير من الفنانين التشكيليين، أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار وبالتعاون مع دائرة الفنون العامة، وبرعاية وزير الثقافة الدكتور عبد الأمير الحمداني، المعرض السنوي التشكيلي للطبيعة تحت شعار (الطبيعة أجمل في بلادي)، بمشاركة 150 فناناً تشكيلياً من مختلف محافظات العراق. تميّز المعرض الذي يعد الأول من نوعه من حيث المشاركة الواسعة والذي ضمّ 150 لوحة، بمشاركة فنانين من مختلف محافظات العراق تنوعت أعمالهم بين لوحات زيتية وأعمال نحت وخزف. تميزت اللوحات بألوانها الزاهية والمناظر الخلابة التي تعبر عن طبيعة العراق بجباله وسهوله ووديانه والمساحات الخضر الجميلة التي كانت حاضرة في لوحات الفنانين الذين اجتمعوا على تجسيد طبيعة محافظاتهم وما تشتهر بها من النخيل والقصب وكل ما تشمله بيئة العراق الطبيعية الزاهية بالمساحات الخضر الجميلة.
مسحة من الأمل
افتتح المعرض الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الدكتور جابر الجابري الذي أكد في كلمة له لـ (الشبكة) على أن الحركة الفنية التشكيلية في العراق ما زالت بخير، وأنها تمثل مدارس فنية عريقة. مضيفاً: “اليوم انطلقنا بهذه التظاهرة الفنية الجميلة في معرض (الطبيعة أجمل في بلادي) بمشاركة أكثر من 150 عملاً فنياً إذ تميزت اللوحات بارتباطها بالأرض وبتطلع جميل لبيئة العراق وما قدمه الإنسان وقدراته على أرضه، وأغلب اللوحات ليست انطباعية فحسب بل تحمل مسحة من الأمل والفرح لاسيما عند تجسيد النخلة العراقية الباسقة في لوحة على أنها رمز الشموخ والعطاء.”
أجواء ساحرة
من جهته، أشار مدير عام دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة الدكتور علي عويد العبادي الى “أن المعرض اتسم بهويته الوطنية العراقية الأصيلة من خلال اللوحات المشاركة التي سجلت كل شاردة وواردة عن طبيعة العراق من البصرة وميسان وذي قار والمثنى وبابل وديالى ومحيط بغداد وجنوبه، امتداداً الى شمال العراق الموصل وزاخوا وكركوك”، مؤكداً على أن معرض (الطبيعة أجمل في بلادي) هو تقليد سنوي يقام من قبل الوزارة وذلك لحرصها واهتمامها بالفنانين وبثّ روح الحياة عبر الأعمال الفنية المتجددة والوقوف على أهم محطات الفن التشكيلي لفنانين تميزوا برسم الطبيعة.
فيما أوضح الإعلامي حاكم الشمري بأن “المعرض أعادنا الى حياة الريف بكل تفاصيلها وأجوائها الساحرة التي لربما غادرناها منذ زمن بحكم طبيعة الحياة التي فرضت علينا أن نبتعد عن تلك الأجواء الممزوجة بالطيبة والبساطة، المعرض نوعي وجميل جداً وشامل في موضوع الطبيعة وبساتينها ونواعيرها، أشكر القائمين على هذا المعرض المميز لاسيما مدير عام دائرة الفنون ووكيل وزارة الثقافة.”
صرخة للطبيعة العراقية
الفنانة التشكيلية سراب إبراهيم حسين شاركت بلوحة تعبيرية عبرت عن الطبيعة تزامناً مع أعياد الربيع التي انطلقت مؤخراً، مستخدمة في لوحتها الألوان الزيتية كالأصفر والأزرق، كما وصفت المعرض بأنه صرخة للطبيعة العراقية ضد مظاهر الاختناق والفوضى التي تريد القضاء على الطبيعة الجميلة لأرض السواد. الفنان التشكيلي حيدر السعيدي من محافظة بابل شارك بلوحة واحدة تجسد (مقام رد الشمس)، مشيراً الى “أن إصرارنا على إقامة معرض خاص للطبيعة في زمن غادرت فيه الكثير من صالات العرض في العالم هذا النوع من الفنون، حيث صار الاهتمام بعرض تجارب الحداثة وما بعدها هو السائد، لذا يعد المعرض أرشفة جمالية حقيقية لذاكرة مستقبلية لجمال طبيعة هذا البلد الغني بالاختلاف، كما تميز المعرض خلال هذا الموسم بتعدد المشاركات وتنوعها، وقد طغت مشاهد الأهوار على الكثير من الأعمال المشاركة، فضلا عن وجود أسماء مهمة في ساحة الفن العراقي شاركت في هذا المعرض.”وحضر حفل افتتاح المعرض عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والأكاديميين ومن المهتمين بالشأن الفني التشكيلي.