يوسف المحمداوي – تصوير: بلال الحسناوي /
يا سيّدي وسيّد الشتاء الأبيض حين زرت بغداد في عام 1911 لم تتشرّف عيناي بلقائك لكوني لم أولد، وحين قدومك في ستينيات القرن الماضي كنت طفلاً فغازلتك كلعبة دمى تذكرني بحكاية فتاة بياض الثلج والأقزام السبعة، تلك الفتاة التي أنت سبب وجودها وسعادتها.
ما أسعدني بوجودك اليوم لتثلج صدري الملتهب بمواقد الوطن المشتعلة في كلّ أرجاء المعمورة، يا صاحب النجوم البيض التي نثرها الله على هذه الأرض لتكون برداً وسلاماً على بغداد، ضمَّني إلى صدرك ليذوب كلّ هذا القلق الذي يستعمرني منذ عقود وهو بعض البعض مما يعانيه وطني.
يا عشيق القلوب البيض، اغسل بثلجك أدران الأفئدة السود في بلدي لتهرب شياطينهم إلى كهوف غيِّهم، لينعم الجميع بهذه البلاد التي يسمُّونها أرض السواد وإن كانت جذورها بيضاً كألوان ثياب الملائكة.
يا فارس الشتاء.. حلمت بك فقالت حبيبتي إنَّ الثلج في الأحلام أمان وسكينة ورحمة ونقاء، وما أحوج وطني لها يا سيّدي فتعال لتثلج صيف مواجعنا… اقبِّل يديك البيضاوين … تعال.