الأعمال الفولكلورية الكاملة لباسم حمودي

88

زياد جسام

ضمن مبادرة حكومية داعمة لطباعة الكتاب، وعن سلسلة (دراسات في التراث الثقافي)، التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة، أحد تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار، صدر مؤخرًا للكاتب والناقد الراحل باسم عبد الحميد حمودي، كتاب (الأعمال الفلوكلورية الكاملة) .

الأعمال ضمت بين طياتها ستة كتب، اثنان في السيرة الشعبية، وكتاب عن الرواية والتراث الشعبي، والكتاب الرابع عن العرف العشائري، أما الخامس فهو (سر الحقيقة)، الذي احتوى مقالاته القصيرة، وفيه ثلاثة بحوث طويلة كل منها بمتن كتاب، أحدها عن (السحر وسيلة الخرافة إلى الحقيقة)، مجال نادر التأليف في العراق، والآخر (الحيوان في المثل الشعبي)، والثالث عن الأحلام، أما المجلد الأخير فتضمن كتابه (العراقي دكتور داهش في صندوق الولايات)، قاربت المقالات فيه حدود الـ ( 200 ) مقالة صحفية، جمعت من أعماله في تحرير صفحة ثقافة شعبية، في جريدتي (الصباح)، و( المدى). وصدرت الأعمال الفلوكلورية الكاملة بجزءين، يقع الأول بـ 513 صفحة، أما الثاني فكان بـ 544 صفحة.
الأدب الشعبي
العديد من الكتّاب المتخصصين، أكدوا على الدور الكبير الذي بذله الراحل ضمن هذا النوع الأدبي من الكتابة، مشيرين إلى ريادته في هذا المجال، واشتغاله على تفصيلات بعض السير الشعبية وتوثيقها.
لم يكن لدرس (السيرة) حضور بين دراسات الأدب الشعبي العراقية، قبل أن يبدأ (حمودي)، كتاباته عنه في منتصف خمسينيات القرن الماضي، بعد نشره مقالات عديدة في مختلف المجلات العراقية والعربية، وكانت دراسة (الأدب الشعبي العراقي)، أولى منشوراته في مجلة (الأديب) اللبنانية عام 1975. لتتواصل إسهاماته في مجلة (التراث الشعبي) منذ تأسيسها، التي ترأس تحريرها لاحقاً، وكانت أطول فترة في مسيرته الصحفية.
مضامين التراث
كرّس الراحل جهوده في مجال السيرة الشعبية منذ كتابه الأول (الزير سالم)، عام 1989، تلاه كتاب (تغريبة الخفاجي عامر العراقي)، ثم كتابه (التراث الشعبي والرواية العربية الحديثة)، الذي ماهى فيه بين قراءاته في السرد العربي الحديث، وما تكشّف فيه من مضامين التراث الشعبي. وبقي منشغلًا بكتابة التراث حتى إنجازه كتابه الأخير، رواية (الباشا وفيصل والزعيم)، وعدّها بعض النقاد واحدة من الروايات التي استخدمت الفنتازيا أسلوباً، ودمجت الواقعية بالخيال، للكشف عن أحداث العراق في العقود الأولى من القرن الماضي، أيام تأسيس الدولة في العهد الملكي، وما حصل من تغيرات بعد ثورة عبد الكريم قاسم.
أساطير الشعوب
يتناول الراحل باسم عبد الحميد حمودي، من خلال بعض كتاباته، موضوعات مهمة، ربما لم ينتبه إليها أحد، مثل موضوعة الأساطير عند الشعوب القديمة، التي تكتب في التراث الشعبي منذ أواخر القرن التاسع عشر، إذ يؤكد أن هذه الأساطير لا تمثل مجرد حكايات، بل إنها أدوات علمية خطيرة يمكن أن تنير الكثير من مجاهل الحضارة والمجتمع والشخصية، لأن الأسطورة تعني الشيء الذي لا يصدق، وتعتبر في التراث الشعبي نسيجًا مضطربًا من الخيوط التي تقع خارج سياق التاريخ، وأن بعض الأساطير يحاول إيصال الأسطورة إلى الحقيقة، بينما هي، وكما جاء في لسان العرب، من الأباطيل، على هذه الشاكلة كانت تدور موضوعاته التي يثيرها ويركز عليها.
في الأعمال الفلوكلورية الكاملة للكاتب والناقد الراحل باسم عبد الحميد حمودي، سيجد القارئ كل ما يهمه، سواء كان باحثًا أو هاويًا أو متخصصًا بالأدب الشعبي، حسب التبويبات الموجودة في المجلدين، التي وصل عدد الصفحات فيهما إلى 1055 صفحة.