عباس عبد الرحمن
طلب العراق رسمياً الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية ومقره الهند، الذي يهدف إلى معالجة آثار التغير المناخي من خلال تعزيز استخدام الطاقة الشمسية.
التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA) مبادرة عالمية أطلقتها الهند وفرنسا خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP21) في باريس عام 2015.
يهدف التحالف إلى تعزيز استخدام الطاقة الشمسية وتسريع عملية الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، خاصة في الدول المشمسة بين مداري السرطان والجدي.
ويهدف أيضاً إلى تعزيز التعاون الدولي لتطوير ونشر تقنيات الطاقة الشمسية، كما يعمل على خفض تكاليف الطاقة النظيفة من خلال الابتكار وتمويل المشاريع، ويقوم بتسهيل الوصول إلى التمويل للدول الأعضاء لمشروعات الطاقة المتجددة وتسريع تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية في البلدان النامية.
يضم التحالف أكثر من 110 دول، معظمها من البلدان المشمسة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. كما أن بعض الدول خارج المنطقة المدارية انضمت إليه كشركاء ستراتيجيين.
يقع المقر الرئيس للتحالف الدولي للطاقة الشمسية في غورغاون، ولاية هاريانا، الهند.
أهمية التحالف
يُعد التحالف الدولي للطاقة الشمسية، منصة عالمية للتعاون في مجال الطاقة النظيفة، حيث يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحد من تغير المناخ من خلال زيادة استخدام الطاقة المتجددة، الأمر الذي دعا العراق إلى طلب الانضمام إلى التحالف الدولي للطاقة الشمسية (ISA)، وسيكون ذلك مفيداً له من عدة نواحٍ، خاصة مع التحديات التي يواجهها في قطاع الطاقة.
يذكر خبراء في الطاقة الشمسية أن العراق، وبالرغم من أنه يقع خارج المنطقة المدارية (التي يستهدفها التحالف بشكل رئيس)، إلا أن مدن العراق تتمتع بمستويات إشعاع شمسي عالية جداً على مدار العام، ما يجعله مؤهلاً للاستفادة من تقنيات الطاقة الشمسية، إضافة إلى المضي في مشروع الحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة، حيث يعتمد العراق بشكل كبير على النفط والغاز لتوليد الكهرباء، ويعاني من مشكلات انقطاع الكهرباء ونقص الطاقة.
ويؤكد الخبراء: يمكن للطاقة الشمسية أن تكون حلاً مستداماً لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستقرار الكهربائي.
يذكر أن التحالف الدولي للطاقة الشمسية يوفر دعماً مالياً وتقنياً للدول الأعضاء، ما قد يساعد العراق في تنفيذ مشاريع طاقة شمسية بتكلفة أقل، ويمكن للعراق التعاون مع الدول الأعضاء لتبادل المعرفة والتكنولوجيا في مجال الطاقة المتجددة، والمساهمة في تحقيق أهداف المناخ، ذلك أن العراق من بين الدول التي تعاني من آثار التغير المناخي، مثل ارتفاع درجات الحرارة والتصحر، والطاقة الشمسية تساعد في تقليل انبعاثات الكربون والحد من التلوث البيئي.
مشاريع الطاقة الشمسية
شهد العراق في السنوات الأخيرة تنفيذ عدة مشاريع بارزة في مجال الطاقة الشمسية، ومن أهم هذه المشاريع:
مشروع “شمس البصرة”: في آذار 2025، أطلقت وزارة الكهرباء العراقية، بالتعاون مع شركة توتال إنرجي الفرنسية، مشروع “شمس البصرة” الذي يُعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العراق. يمتد المشروع على مساحة تقدر بـ9000 دونم في صحراء البصرة، ويضم نحو مليوني لوح شمسي موزعة على أربع وحدات توليدية، بقدرة إجمالية تصل إلى 1000 ميغاواط، ما يعادل 250 ميغاواط لكل وحدة .
محطة كربلاء للطاقة الشمسية: في آب 2024، وضع حجر الأساس لأول مشروع طاقة شمسية في العراق بمحافظة كربلاء. تبلغ الطاقة التوليدية للمحطة 300 ميغاواط، وتمتد على مساحة 4000 دونم في قضاء الحر، وينفذ المشروع بواسطة تحالف يضم شركات مجموعة البلال للمقاولات العامة، وأوراسكوم للإنشاءات المصرية، وسكاتك النرويجية، بحصص ملكية متساوية تقريباً.
مشروع الطاقة الشمسية في البصرة بالتعاون مع قطر للطاقة: في تشرين الأول 2024، أعلنت شركة قطر للطاقة عن استحواذها على حصة 50 % في مشروع الطاقة الشمسية الذي تنفذه توتال إنرجي في العراق، بقدرة تصل إلى 1.25 غيغاواط. يتضمن المشروع تركيب مليوني لوحة شمسية ثنائية الوجه وعالية الكفاءة، ومن المتوقع أن يوفر الكهرباء لنحو 350 ألف منزل في منطقة البصرة عند اكتماله بين عامي 2025 و2027.
تُعكس هذه المشاريع التزام العراق بتطوير قطاع الطاقة المتجددة وتعزيز قدراته في مجال الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاته المتزايدة من الكهرباء.
دخول العراق إلى التحالف سيكون خطوة إيجابية تساعد في تطوير البنية التحتية للطاقة الشمسية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والاستفادة من الدعم الدولي.
كيف تنتج الكهرباء من الشمس
1 – الخلايا الكهروضوئية :(Photovoltaic – PV)
تعتمد هذه التقنية على ألواح شمسية مصنوعة من مواد شبه موصلة، مثل السيليكون، التي تحول أشعة الشمس مباشرة إلى تيار كهربائي مستمر (DC) عبر التأثير الكهروضوئي، يتم بعد ذلك تحويل التيار المستمر إلى تيار متناوب (AC) باستخدام محولات (Inverters)، ليصبح جاهزاً للاستخدام في الشبكات الكهربائية والمنازل، تُستخدم هذه التقنية على نطاق واسع في الألواح الشمسية فوق المنازل والمزارع الشمسية الكبيرة.
2 – الطاقة الشمسية المركزة (Concentrated Solar Power – CSP)
تعتمد على استخدام مرايا أو عدسات لتركيز أشعة الشمس على نقطة معينة، ما يؤدي إلى تسخين سائل حراري (مثل الزيت الحراري أو الملح المصهور)، يتم استخدام الحرارة الناتجة لتسخين الماء وتحويله إلى بخار، الذي يُستخدم بعد ذلك في تشغيل توربينات متصلة بمولد كهربائي لإنتاج الكهرباء، تُستخدم هذه التقنية بشكل أساسي في محطات توليد الكهرباء على نطاق واسع.
مزايا الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء
* مصدر متجدد ونظيف: لا تنتج عنها انبعاثات كربونية.
* انخفاض تكاليف التشغيل: بعد التركيب، لا تتطلب وقوداً، وتكاليف الصيانة محدودة.
* تحقيق الاستقلال الطاقي: تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
* الإمكانات الواسعة للتخزين: يمكن تخزين الطاقة في بطاريات أو عبر تخزين الحرارة في أنظمة CSP لاستخدامها ليلاً.
مع التطورات التكنولوجية، أصبحت الطاقة الشمسية واحدة من أسرع مصادر الطاقة نمواً عالمياً، وبدأت تلعب دوراً مهماً في تحول الطاقة نحو مستقبل أكثر استدامة.