مقاطع إباحية في موبايله كيف نحمي أولادنا منها؟

191

د. حميد يونس اختصاصي الطب النفسي والعصبي

الكثير من الآباء والأمهات يكتشفون أن أطفالهم يبحثون عن مقاطع إباحية -أو إيحائية- في اليوتيوب أو الغوغل، أو أن يتأثر الطفل -دون فهم- بدعايات الألعاب أو المقاطع التي يتفرج عليها في الآيباد أو الموبايل، أو أن يلاحظوا أن ولدهم يكذب في استخدامه للموبايل أو اللابتوب، إذ أن كل شيء صار سهلاً الوصول إليه، صحيح أن مسؤوليتنا حمايتهم، لكن ليس بالضرورة أن نحقق هدفنا ونمنعهم من التفرج على الإنترنيت تماماً.
هوسٌ وخيال واكتئاب!
هل هنالك إشكال في هذه الفيديوهات؟ أي نعم، فإن تعريض الصغار لمصيدة مقاطع جنـس أو عنـف، هم غير مستعدين لها عاطفياً وذهنياً، قد تؤثر على أدمغتهم التي ما زالت في طور التشكّل. إذ قد يصبح الطفل غير واقعي في خيالاته، أو مشغولاً أو مهووساً بهذه الأفكار مبكراً، أو قد يرتبك أو يصبح مهزوزاً، أو قد يستسهل التحرش، أو قد تنتابه مشاعر القلق والاكتئاب.
وهنا نتساءل: ماذا إذا اكتشف أحد الأبوين وقوع ابنه في المحظور وشباك الإباحية؟ وما هو رد الفعل التربوي المناسب؟ قطعاً هنا تتباين ردود أفعال الوالدين ما بين رد تربوي وآخر غير تربوي عند اكتشاف إساءة استخدام أبنائهم للأجهزة الذكية، التي وفروها لهم من أجل الترفيه والتعلم.
مشكلة بقصد بريء
وللعلم والاطلاع، فإن الطفل يعشق الاستكشاف، فقد يكون قصده بريئاً ومن ضمن الطبيعة الفضولية التي في داخله مثل سؤاله: «ليش السماء زرقة؟» مثلاً، لا أكثر ولا أقل. وقد أثبتت الدراسات التجريبية أن 14 الى 25% من الأطفال بين 9-15 سنة قد شاهدوا مقاطع غير مناسبة لأعمارهم، بناتاً وأولاداً على حد سواء. وهنالك دراسة استرالية ذكرت أن 62% من البنات و93% من الأولاد قبل سن الـ 18 قد شاهدوا مقاطع إباحية.
ماهي الحلول؟
1- هل المنع مفيد؟ إطلاقاً. إذ كلما زدنا المنع والرقابة، ازدادت تساؤلاتهم وهوسهم بالموضوع. وأصلاً لن تتحقق الفائدة.
2- بالنسبة للأطفال الصغار، من الأفضل تنصيب فلتر يمنع الدعايات، أو ضبط الجهاز على وضعية الرقابة الأبوية. لكن هذا الشيء غير ممكن تطبيقه على الأكبر من 10 سنوات، لأنهم يكونون أذكى من آبائهم في هذه التقنيات، فيتحولون إلى محتالين وكذابين، وهذا الشيء غير صحيح.
3-الأفضل تحذير أطفالكم من هذه المقاطع قبل أن يكتشفوها: هذه المقاطع سيئة، ويجب أن نبين لهم لماذا هي سيئة، مع عدم إضافة أية تفاصيل، إذ كلما كانت الجمل مختصرة كانت أفضل.
4- حاولوا أن تكونوا منفتحين معهم أكثر، تآخوا معهم، فهذه الطريقة هي الأمثل لكي يتحدثوا معكم ويشاركوكم في الذي يشاهدونه. وصدقوني فإن أحسن طريقة هي أن يسأل الطفل أهله عن هذه المواضيع ،لا أن يكتشفها بنفسه.
قد تكون المحادثة الأولى هي الأصعب، لكن حين تكون متكاملة، فإن البقية سوف تكون أسهل فأسهل.