الخروج مع الحسين الى كربلاء

617

د. علي الشلاه شاعر بابلي /

لا تقف رائياً خائفاً باكيا
لاتقف معولاً شاكيا
فالوقوف المحايد لا يُرتضى
إن يكن ماتراه دماً جاريا
إن يكن في التواريخ ما
يكتب القادمون غداً ماضيا
لم يرتبك التاريخ والمؤرخون أمام شخصية عظيمة مثلما ارتبكوا أمام إمام الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
فكيف لطالب سلطة كما يزعمون أن يوقف الدهر صارخاً به وبالقتلة..
ياسيوفُ خذيني!
هل هنالك عشقٌ للموت كعشق الحسين؟
هل هنالك إيثار وتضحية وازدهار لعطاء لا يشبه أي عطاء آخر، كعطاء الحسين بكربلاء؟
هل توقفت النواميس الطبيعية والقوانين والشرائع الأرضية أمام أبٍ يباد نسله وإخوته وأبناؤهم وهو يصرخ من ضمير مرتاح..
إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي؟
الحسين وما يبهرك مثل الحسين!
يسحب المستقبل الى الماضي ويقول لهما ماذا بعد؟
فيرددان خلفه ماذا بعد يا إمام الشهادة وقد فطمت الدنيا عن رؤية غيرك بعدك فكل مصاب بعدك تكرار لفصل من فصول مأساتك المفتوحة بلا نظير في سماء الأبدية.
الحسين تِرة العدالة التائهة في بوابات الطغاة وسيوف الغزاة!
الحسين ارتجافة الموت أمام هزيمته وتلجلجه أمام إنسان لم يدخله الخوف أبداً وكأنه يرسم مصرعه وكأنه مصرع سواه ثم يعيده الى نفسه قائلا. .
هذه النهاية تليق بي!
الحسين المنتصر المختلف
الحسين الإمام الذي لا أمامه ولا وراءه أحد..
سماء في السماء
وسماء في الأرض
الحسين الحسين ترفق بالبشرية ايها الطالع عليها طلوع نبي يشق الأقدار ويبعث المياه ويكتب المعنى الذي لا يتضح إلا غامضاً مسلماً روحه للريح وعزرائيل يركض خلفهما باكيا..
لاقيمة للحياة
لا قيمة للموت
بعدك يا حسين..!