المرأة عيد

821

د. علي الشلاه /

لا أعتقد أن الحديث عن يوم واحد للمرأة في العام حديث منصف، فالأيام كلها عيد عطاء وتضحية وجمال لهذا الكون الجميل المسمى امرأة .
فالمرأة في سجل الإنسانية هي الكائن الاقل ظلما والضحية الدائمة، فقد تحول جمالها وحياؤها إلى عامل سلبي في حياتها حيث لاحقتها وتلاحقها عيون الذئاب في كل صوب وآن.
ولعل المرأة في تاريخ بلاد النهرين لها قصة مختلفة فقد كانت محركة الحياة وباعثتها، فقد كانت آلهة ونصف آلهة وساحرة وشاعرة وكاهنة، كانت رمز الجمال والعشق عشتار وصارت راسمة الأكوان والأحداث في شهرزاد التي شغلت الدنيا بحكاياتها ومنعت الموت بالفن والجمال.
المرأة قصيدة الشعراء وبدونها لا شعر ولا قصيدة بل صراخ وقعقعات سلاح.
المرأة وطن وبدونها يفقد الوطن معناه ويصبح سجنا من القسوة والتصارع.
المرأة تاريخ مشترك للإنسان ولا ينبغي أن يشعر الرجال بالتفوق أمامها فهم بأعلى خيالاتهم يريدون جذب نظرها وتوسل رضاها ووصالها فحتى فحولتهم المزعومة تسقط بدون المرأة.
المرأة حقل طفولات وبستان مشاعر نقية وزهرة عباد الشمس فيدور في دور الجمال معها.. ولذا لا يكفي يوم واحد للاحتفاء بكل هذا
ولا حتى الدهر كله يكفي .
المرأة .. عيد دائم