النصر ثانية .. يوم حضر العراقُ عرسَ الموصل

744

د. علي الشلاه شاعر بابلي /

أتيح لي هذا الاسبوع ان اتواصل مع الموصل من جديد؛ بعد عامين من التحرير الذي كنت أحد شهوده لايام عديدة ومرات عديدة ايضا.
كانت زيارتي الأولى مع زملائي الهندسيين في الشبكة لنعد العدة للنصر بإذاعة تزرع الامل وتوصل صوت العراق إلى أبنائه المستباحين من قبل إرهابيي داعش فاصدرت قرارا بالإنشاء وحضرت إلى مرسلتها في القيارة وكانت عربة بث اعددناها في الشبكة لهذا الغرض، وزرت عددا من الابطال في قواطع العمليات وتكررت الزيارات فكنا أول مؤسسة للدولة تفتح مكاتبها في الموصل من كوكجلي، وشهدت تحرير الساحلين الأيسر والأيمن، كنت في كل مرة احلم بعودة الموصل إلى ذاكرة الثقافة والابداع وكان اللاجئون الهاربون منها يذكرونني بتنوع هذا الوطن وعظمته.
وكنت أعود احيانا بطائرات سلاح الجو وطيران الجيش مع أبطال عائدين شهداء او جرحى وكنت أراهم عراقاً كاملاً مسجىً أمامي فأبكي من فرط اعتزازي بعظمتهم وعطائهم الكبير.
دار كل ذلك في ذاكرتي وانا أمضي لحضور افتتاح مكتب شبكة الإعلام العراقي في الموصل وسعدت أيما سعادة حينما التقطت عيناي حياة مختلفة وخضراء فيها.
شكرا للموصل لانها جمعت العراق في مدينة .
شكرا للمحررين وللبناة.
شكرا للمثقفين والمبدعين الذين يرممون الوعي والذاكرة بالحب والتسامح.
شكرا للشهداء الذين جعلوا العراق ممكناً.