النصر لهم ولنا..

764

نرمين المفتي/

 مهما كانت التحضيرات والاستعدادات، فان النصر ليس سهلا، لابد لتحقيقه من دماء وغالبا لشباب بعمر الورد وليس سهلا ايضا المحافظة عليه.صور عديدة والقائد العام للقوات المسلحة محاطا بجنوده الأبطال يتلو بيان التصر من أمام بوابة وزارة الدفاع والعلم العراقي يرفرف بإباء لجنود أعادوا الهيبة للقوات المسلحة العراقية بمختلف مسمياتها وللبلد الذي أعادوه لنا وطنا.من بين تلك الصور، تلك السيدة في كركوك ومعها شابة وطفل لم يتعلم من الكلام سوى ( بابا )، الشابة زوجة ابنها الشهيد والطفل حفيدها، رفعته بشموخ دموعها ليقبل صورة والده الشهيد ويقول ( بابا ) وتمسح الوالدة والزوجة الصورة التي تقف بين عشرات صور لشهداء شباب وجه الصورة بحنان وتقولان ( الحمد لله ومبارك ).. صورة شباب الحشد الأبطال وهم يحتفلون بالنصر بمراسم أرغمتني على الصمت، فقد احتفلوا في مقبرة الشهداء في وادي السلام في النجف الأشرف.

بصمت كانت ارواح الشهداء تحتفل، وكأن في الصور التي تزين القبور لشهداء بظلال شوارب، لم يعرفوا من الأحلام سوى حلم وهو النصر، دموع فرح تقول انهم بدمائهم الزكية أعادوا لنا الوطن وذهبوا ليرتاحوا، وكان من بين المحتفلين الجرحى الذين لم يقصروا مع الوطن.

صورة كركوك وهي بين احضان العراق مطمئنة ، صورة طوز خورماتو التي اصرت ان تمنح في يوم النصر للوطن الواحد دماء طفل شهيد واخرين جرحى.صورة النازحين وهم يعودون ويعمرون ويقسمون انهم لن ينسوا الشهداء من العسكريين والمدنيين ولن يتسامحوا ابدا من تاجر بهم وبمآسيهم وصورة المحتفلين في الشوارع على طول مساحة العراق ودائما العلم العراقي مرفرف ولا اية كلمة طائفية اوعرقية.

صورة عراق يؤكد لنا مبتسما بفخر اننا انتصرنا بوحدتنا.

وكي يستمر النصر المعمد بالدم والدموع، بفقدان اثار لا تقدر بثمن وبدمار بيوت كانت عامرة وتهديم دور عبادة، لابد من النصر على الفساد وان ليس نهائيا ولكن لابد من البدء بالحرب ضده ولابد من التوقف عند المحاصصة المقيتة بكل مسمياتها التجميلية ( توافق وشراكة وطنية ) التي لم تتمكن من جعلها مقبولة عند الشعب الذي حوله الى مكونات بعد ان كانوا مواطنين.

مع هذه الانتصارات ، قد نغير قدر العراق من ان يُسقى بالدماء وستحميه احلام الصغار الذين سيكبرون آمنين بإذن الله وستحافظ عليه راحة البال والقلوب التي تقبل الاخر بود. وقطعا ستحميه الأزهار التي ستنبت عند صور الشهداء وستطعمه سنابل قمح ستنبت حيث دمائهم. التصر للشهداء والجرحى ولنا.