كلمة أولى

1٬181

رئيس التحرير/

من لا يعرف تدابيره يخسر حنطته وشعيره. وهذا ماحدث لنا في العراق فجميع الحكومات التي تعاقبت على السلطة بعد التغيير، لم تكن تعرف تدابيرها فضاعت علينا مليارات النفط، أيام عزه، بين سوء الإدارة والنهب والتفريط والفساد والعقود الكاذبة وصرف الأموال بدون وجع قلب، وها نحن تنطبق علينا اليوم أغنية جوزيف صقر: (اسمع ..اسمع يارضا كلشي عم يغلا ويزيد.. مبارح كنا على الحديدة وهلا صرنا على الحديد).

أيام الحرب مع ايران عاد أحد الجنود من جبهات القتال وهو يلوح باصبعيه علامة النصر فأستقبله ضابط وسأله: ها ابني انتصرتوا؟ فقال له الجندي: لا سيدي بقينا بس اثنين من الفيلق.

هذه النكتة تنطبق علينا أيضا فطوال السنوات العجاف الماضية ونحن نتغنى بالتغيير والديمقراطية ودولة القانون والدستور والنزاهة والشفافية، ونكتشف أخيرا أننا كنا نطبخ مرقة حصى، بدليل أن شعار “شلع قلع” أصبح شعارا شعبيا وسياسيا أيضا، فقد سمعت عددا من نواب البرلمان وكذلك قادة الكتل يستعيرون هذا الشعار ويرددونه على

شاشات التلفاز. إذن معنى هذا أن العملية السياسية تشبه الضرس المسوس الذي لاينفع فيه غير القلع.
ومادمنا نتحدث عن الأغاني والنكات إليكم النكتة التالية: حسب قائمة الدول الأغنى في العالم حصدت دول الخليج العربية مراكز متقدمة من حيث الناتج المحلي الإجمالي، أو القوة الشرائية للفرد. في حين احتل العراق الذي يمتلك أضعاف ما تمتلكه دول الخليج من ثروات، المركز 85 بناتج محلي إجمالي للفرد يقل عن 14 ألف دولار في السنة، أي أننا نتخلف بـ 63 مركزا عن “أفقر” دول الخليج (سلطنة عمان) التي حتلت المركز 22!

إذا لم تعجبكم هذه إليكم آخر نكتة سمعتها قبل أيام: مدرسة مرجعيون (الرسمية) في الكرادة تطالب تلاميذها بدفع إيجار بناية المدرسة البالغ تسعين مليون دينار. وعندما حسبها أولياء أمور التلاميذ ظهر أن كل واحد منهم بذمته 120 ألف دينار ملزمة الدفع وإلا سيدفع التلميذ خارج أسوار المدرسة.. أكو أحسن من هاي النكتة؟

واختم بالعودة إلى أغنية جوزيف صقر: (اسمع..اسمع يارضا كلشي عم يغلا ويزيد.. مبارح كنا على الحديدة وهلا صرنا على الحديد)!