مزحة شيرين

642

عبد الله صخي /

هل كان على الفنانة شيرين عبد الوهاب أن تعتذر عما افترضته خطأ ارتكبته!

في حفلة غنائية مضى عليها نحو عام طلبت منها إحدى الحاضرات أن تقدم أغنية «مشربتش من نيلها»، فردت شيرين قائلة «هيجيلك بلهارسيا». هذه الواقعة حملها فيديو انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي فأثار غضبا وسخطا ضد الفنانة. الجمهور رأى في ذلك أمرا يسيء إلى مصر وإلى نهر النيل رمزها الوطني والتاريخي، ونقابة الموسيقيين قررت إيقاف المطربة عن الغناء والتحقيق معها مؤكدة أن ما بدر من شيرين سخرية واستهزاء بمصر. ويقضي القرار بعدم منح المطربة التصاريح اللازمة للحفلات لحين المثول أمام النقابة. وبعد ساعات قليلة من هذا القرار اتخذ اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري إجراءً بمنع إذاعة وبث أي من أغنيات المطربة. وتدخل ملحن أغنية «ما شربتش من نيلها» عمرو مصطفى ليطالب ليس فقط «بمنع إذاعة الأغنية بصوت شيرين» بل بضرورة البحث عن صوت بديل «على أن يكون يستحق شرف الغناء لبلده».

ووصف نقيب الموسيقيين المطرب هاني شاكر ما قالته شيرين بأنه «سقطة كبيرة وشيء غير مقبول على الإطلاق». أما نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي فطالب باتخاذ إجراءات ضد المطربة فوراً «لإساءاتها المتكررة»، مشيراً إلى أن شيرين «تثير غضب المصريين دائما بسبب تصريحاتها وأخطائها التي تسيء لمصر”. ثم تقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام ضد شيرين بتهمة إهانة مصر.

وحددت محكمة الجنح يوم 23 كانون الأول لنظر أولى جلسات محاكمة المطربة «بتهمة الإساءة للنيل وبث دعايات مغرضة». ولم ينفع اعتذار الفنانة من “الشعب المصري لإحساسه بالألم والغضب من مزحة» و»هزار سخيف غير مقصود» كما قالت.

بعد ذلك امتثلت لاستدعاء الشؤون القانونية في نقابة الموسيقيين للتحقيق وسؤالها عن ملابسات الواقعة. كل ذلك الضجيج بسبب مزحة عفوية وبسيطة صدرت عن مطربة في حفل وكأن ما قالته ليس حقيقيا، وكأن المطربة ارتكبت جرما أو خيانة عظمى!! كان الأحرى بمنتقدي شيرين أن يوجهوا نقدهم إلى السلطات التي هي المسؤول الأول عن مياه ملوثة تسببت بوفاة أشهر مطرب مصري هو عبد الحليم حافظ.