بعد فوزهم الساحق في مسابقة الحساب الذهني عروض دولية لشرائهم مدى الحياة!

1٬210

علي غني/
قرنفلات عراقية يانعة اثبتت للعالم باسره عبقرية و ذكاء احفاد سومر وابناء السلالات الحضارية الفذة والمتربعة على عرش الصدارة في مسابقاتِ العباقرة واستثنائيي الذكاء إذ خطفوا مؤخراً مرتبة “السوبر” في مسابقات الحساب الذهني الدولية بل ان بعضهم ولشدة عصفه الذهنيّ حاز على مرتبة الشرف وهو مركز يفوق المركز الاول، والاكثر دهشة وفخراً ان مراكز تنمية الابداع الاهلية تتشارك مع مدارس الموهوبين بهذا الفوز وهي بحد ذاتها ظاهرة جديدة في المدارس العراقية، لكن السابقة النادرة الحدوث هي أن هنالك عروضاً دولية خاصة من خارج البلاد جاءت خصيصاً لشراء العقول العراقية بمبالغ مرعبة واغراءات كبيرة..
تُرى ما هي معايير اختيار الاذكياء دولياً واُسس تصنيف المهارات الفذّة، ولماذا وقع خيار الشراء على اولادنا تحديداً مع ان التنافس مع الدول الاخرى لا يقل شأناً في عبقريته، وما هي المناشدة التي قدمها اولياء الامور والمختصون من اجلِ استثمار تلك البراعم العبقرية المركونة على رفوف الاهمال المؤسف.
العراق يفوز بكلِ أطيافه
الموهوب (الخطاب عمر) احد الاذكياء الحاصلين على المركز الاول (سوبر چامبيون) الذي حظي مع باقي زملائه باشادة الشعب العراقي باكمله، قال لنا بحماس: فوزي يمثل فوزاً للعراق بكلِ طوائفه وقومياته، اشعر بسعادة وفخر كلّ اصدقائي الفائزين، واجهنا ضغطاً كبيراً لما نحملهُ من تحدٍ واصرارٍ على الفوز وما احلم به للمستقبل هو ان اعيد تمثيل بلدي على شاشة الاعلام وارفع راسهُ عالياً.
اما (نور الحسين باسم) الموهوب والفائز الاول، فقد كان بفرحته مع زملائه يملأ المكان عطراً وجمالاً، تحدث لنا والده بفخرٍ:
ابارك لكل ابناء بلدي هذا الفوز واهديه لمجدِ العراق ليس لانني أبوه وانما لان الاطفال الفائزين كانوا ذاهبين بهذا الحماس ليمثلوا بلادهم ويرفعوا رأسها عالياً.
دور الاسرة
اما الموهوبة الفائزة وحفيدة سومر العبقريّة (سما محمد غازي) التي كانت البسمة تعلو وجهها الجميل والمليء بالفخر والحماس برفقةِ والدتها التي تحدثت لنا بسعادةٍ غامرة: “سما طالبة متفوقة جداً وبشهادة كل المعلمات والمدربات وكانت الاولى في المراحل الدراسية كافة ونسبة ذكائها عالية جداً، وهي الآن سعيدة جداً بما حققته ومتحمسة لأنها بذلت مجهوداً كبيراً في التدريب وتحملت من اجلِ فوزها الكثير من الصعاب، افتخر بأنني كنت المخطط الاساسي لكل هذا وتابعت خط سير الدراسة والتدريب لنخرج بهذه الثمرات الرائعة”، والدة سما وجهت شكرها لجميع القائمين على النجاح، وخصت استاذتي الحساب الذهني (نور وزينب) مدربتيها اللتين بذلتا مجهوداً كبيراً في التدريب والمتابعة.
جينات الذكاء الفطري
“أجمل ما يميز الطلبة والتلاميذ في العراق انهم يحملون جينات الذكاء الفطري وبامكانهم منافسة العباقرة وخط الصدارة بالتحدي” .
هذا ما اكدته المختصة بالذكاء الصناعي “اسيل اسماعيل” التي يسمونها أم الاختراعات في مدرسة بغداد للموهوبين سابقاً، اما الآن فهي تكمل دراستها العليا في لندن، مكملةً: “بالحقيقة ما افتخر به هو ان التلاميذ الصغار العباقرة وحدوا العراق في المسابقات الدولية واثاروا اهتمام الاذكياء من الدول الاخرى”.
مثلاً، عائلة الموهوب (محمد حسن يوسف) من مدرسة الموهوبين في بغداد والحاصل على لقب (السوبر جامبيون) من انطاليا في تركيا وهو الان الحاصل على اللقب عن عمر اكبر ومستوى أعلى من جمهورية مصر العربية، وبعد خوضه اختبارات متقدمة تم ترشيحه الى مسابقة كبرى تقام في كوريا الجنوبية في شهر كانون الاول من العام الحالي، وقد كشف لنا والدهُ معلومة مهمة وتحتاج الى وقفة حكومية جادة من السيد رئيس الوزراء والمعنيين في وزارة التربية اذ يقول والد الطالب (محمد حسن) حول العروض المغرية ولماذا رفض الاغراءات التي قدمتها احدى الدول المتقدمة من اجل شراء ذكاء ابنه، وكم واحداً مثله ستعرض عليه مثل هذه العروض الملفتة:
عقد احتكار في السويد!
عرضت عليّ “د.سوزان” مديرة رعاية الموهوبين في مملكة السويد بعد حضورها لبغداد خصيصاً لتوقيع عقد خاص بشراء عقل ابني محمد، حيث جاءتنا بصفة رسمية الى بيتي وتعهدت باعطاء جواز السفر السويدي لابني حال توقيع العقد، اضافة لتحمل جميع تكاليف تطوير ابني من(الدولار الى ال100 مليون دولار) على ان يتخصص بالرياضيات فقط دون اتعاب عقله بالدروس الاخرى وبما ان العقد ينص على احتكار عقل ابني وامكانية استثماره في غير بلده لذلك رفضنا هذا الشيء لانه ينهي عراقيته وجذورهِ بوطنه، بصراحة لا املك تعليقاً حيال هذا الامر وانما اترك الرأي لاصحاب القرار والضمائر الحية في منع هذه الكارثة المهددة لمستقبل ابنائنا.
غياب المسؤولين مؤسف
الكثير من اولياء الطلبة الموهوبين والاذكياء، اكدوا لنا بأسف ان جميع تكاليف النفقات الخاصة والمصاريف تتحملها اسرة الموهوب حين يرشح للمسابقات العالمية، وللاسف دعم المعنيين في الشأن التربوي غائب عن متابعة هذه العقول الطفولية الجبارة ودعمها بل تركها عرضة للبيع في ساحات العبقرية العالمية واستثمارها خارج تربتها الاصلية كما فعلت(ميركل) رئيسة وزراء المانيا السابقة عندما تبنت اذكى طالب عراقي في العالم العبقري حيدر عبد الوهاب والذي تخرج من الجامعة بعمر(18) سنة.
موروث وذكاء حضاري
الدكتورة “رواء وليد عبد الوهاب” المختصة في الذكاء والابداع بمدرسة الموهوبين في بغداد، اكدت من جانبها:
التلميذ العراقي يمتلك ذكاءً خارقاً تعود جذوره الى ارثه الحضاري العميق الذي يمتد الى العهد السومري الذي قدم للحضارات البشرية العديد من الاختراعات كالكتابة والاعداد والرياضيات والدولاب ومنظومة الري والحرث والزراعة والنقود وغيرها من الاختراعات في جميع مناحي الحياة، وكانت نشأة علم الحوسبة والرياضيات على يد السومريين والبابليين حيث ولدت الارقام والحوسبة اليدوية، وسجلوها على الواح من طين قبل حوالي 5000 سنة لذلك نحن ابناء الحضارة وهذا موروثنا الحسابي والذهني، هذا الارث انتقل عبر الاجيال وصار جلياً بقائمة المخترعين العراقيين في العالم اجمع سواء كانوا اطباء ام مهندسين معماريين او اكاديميين وفي شتى العلوم الذين هم اغلبهم من ابناء حضارة وادي الرافدين وهو ماجسده فوز الطلبة العراقيين في مسابقة الحساب الذهني السريع وقد صنف العراق (الاذكى عالميا وعربياً) لانه يمتلك اعلى iq وهو معدل نسبي لقياس نسبة الذكاء وليس هذا فقط لأن هؤلاء الطلبة الفائزين منهم طلبة موهوبون وهم الذين تكون نسبة ذكائهم مابين (130 -145) ونسبة الذكاء هذه نسبية ولاتشكل العامل الاساسي في بناء القدرات العقلية والمعرفية اذا لم تقترن بالتفكير الابداعي .
كربلاء تتميز باذكيائها
مدير مركز تنمية الابداع في كربلاء “اثير الاسدي” يقول من جانبه: حصد مركزنا خمسة جوائز في المسابقة الدولية في الحساب الذهني السريع ( MENTAL MATH ) التي اقيمت في مصر وبمشاركة(19) دولة عربية واجنبية والفي مشارك من مختلف الدول حيث مثل العراق ( 31 ) تلميذا من شتى المحافظات وكان نصيب محافظة كربلاء فوز خمسة متسابقين، ثلاثة منهم حصلوا على مركز CHAMPION، و واحدة على المركز الاول واخرى على المركز الثاني وهذا طبعاً نتاج جهد كبير دام لأيام طويلة من الجد والمثابرة وهم نور الحسين صلاح تقي ودنيا محمد وعلي السجاد ورهف هادي وبسملة صباح شدهان.
ان أطفال وتلاميذ وطلبة العراق قادرون على تحمل المسؤولية العلمية وتحقيق المنجز الكبير بامتلاكهم قدرات ذهنية مذهلة وانهم قادرون على المنافسة للحصول على مراكز متقدمة كما في المسابقات والمشاركات الدولية ومن خلال الفوز الكبير الذي حدث خلال المسابقة الدولية في العاصمة عمان وحصل العراق على المركز الاول عالميا لتلحقها بعد ايام مسابقة الحساب الذهني السريع في جمهورية مصر العربية وحصول اطفال العراق على مراكز متقدمة .
البنك الدولي يعتذر
ومن العراقيل والموانع المؤسفة كما يؤكد الاسدي:
ما تعرض له البنك الدولي من احراج حينما انتقص من قيمة التعليم في العراق مما دعاه لتقديم اعتذاره رسميا للعراق وذلك بعد تقريره الذي تحدث عن ان 90% من الطلبة العراقيين يعجزون عن فهم ما يقرأون وان 41% من طلاب الصف الثالث لم يتمكنوا من حل مسالة طرح حسابية واحدة بشكل صحيح ، حيث جاء ذلك الاعتذار من خلال استقبال السيد وزير التربية (علي الدليمي) بمكتبه الرسمي للممثل الخاص لبعثةِ البنك الدولي في العراق (رمزي نعمان) وهذا يدل على ان اطفال العراق يمتلكون قدرات ذهنية عالية وخصائص جينية متميزة تحتاج للدعم والصقل ودعم البنى التحتية المناسبة لتطوير العملية التعليمية حيث اثبتت عمليات الدعم بجميع اشكالها لأطفال العراق على تميزهم وتصدرهم الفعاليات العلمية الدولية.
غياب الدعم النفسي
الاسدي اكد على ان برنامج الحساب الذهني السريع (MENTAL MATH) الذي نحن في صدد الحديث عنه من البرامج المهمة في تنمية القدرات حيث يتعامل مع العمليات الحسابية (جمع، طرح، ضرب، قسمة) وتتم من خلال استعمال العداد(الاباكس) ثم الانتقال تدريجيا الى استخدام العداد ذهنيا لينتج تقوية الذاكرة والتخيل والثقة بالنفس وقوة الملاحظة والدقة، الى جانب البرامج الاخرى، اذ ان للفوز عدة اسباب اهمها الهدف الذي سعى اليه مركز تنمية الابداع بإعداد جيل متعلم قادر على منافسة اطفال العالم من خلال اتباع الاسلوب الناجح بالتدريب الى جانب الدعم النفسي المقدم للمتنافسين من قبل المركز ومن قبل اولياء امورهم وتشجيعهم على اثبات قدراتهم وامكانياتهم في تحقيق المراكز الاولى.
ذكاء فردي ومناشدة
يصف مدرس الرياضيات “نصير الشعرباف” الظاهرة بأنها جديدة وفردية والمسالة برمتها تتعلق برغبة الاهل في أن يتفوق ولدهم ولا سيما اذا اكتشفوا ميوله بالتفوق بالرياضيات ومن ثم اخذه لمراكز تنمية الابداع التي انتشرت في الاونة الاخيرة لانها تمتلك الوسائل التي تنمي الابداع في حين لاتمتلك هذه الوسائل المدارس الاعتيادية الاخرى .
ويرى مدرس الرياضيات المخضرم “عدنان البياتي” الذي تتلمذ على يديه العديد من مدرسي الرياضيات: انا اتفق مع زميلي بأن ظاهرة تفوق التلاميذ بالعصف الذهني هي فردية كون هؤلاء افراداً متميزين واذكياء وتقف عوائلهم خلفهم فتصور أن أحد طلابي في السبعينات استطاع ان يبرهن نظرية في الكتاب المنهجي بصورة مبسطة وسهلة(وهذا سر الذكاء العراقي).
اما “د.غزوان حيدر” مدرس مادة الرياضيات في مدرسة الموهوبين في بغداد فيرجع سبب حصول التلاميذ العراقيين على المراتب الاولى في مسابقات الرياضيات الى عاملين اولهما ما يتعلق بالجينات الوراثية فالعراقيون يمتلكون نسبة ذكاء تصل(80‎%‎)بالمقارنة مع نسبة ذكاء التلاميذ بالعالم، اما الجانب الاخر فهو يتعلق بالذكاء الفطري واستعداده لتقبل المعلومات ويعود ذلك للتدريس الجيد لاسيما في مدارس الموهوبين، لذلك انا اوجه الدعوة لكل مسؤول محب للعراق وغيور على العلم في ان يستثمر هؤلاء التلاميذ والطلبة ويدعمهم ماديا ومعنويا لانهم الثروة الحقيقية للعراق فلاتبخلوا عليهم ولاتخسروا عقولهم لان هناك مخططات خارجية لشراء عقولهم حتى لو كلف تلك الجهات ملايين الدولارات لانهم يعرفون تماما انها سترجع لهم واكثر والحليم تكفيه الاشارة.