بعد 21 عاماً على سقوط نظام صدام ثورة رقمية هائلة وهواتف محمولة تفوق أعداد العراقيين

28

ترجمة وإعداد: خالد قاسم/
يتجه المجتمع الحديث بسرعة نحو الثورة الصناعية الرابعة، عصر الرقمنة، إذ تدخل البيانات والتكنولوجيا في كل شيء. التحول الرقمي هو عملية اعتماد التقنيات الرقمية ودمجها في نماذج الأعمال، وبالتالي إنشاء نماذج أعمال جديدة تعيد تشكيل الأسواق بشكل أسرع من أي وقت مضى.
بعد مرور 21 عاماً على سقوط نظام صدام، شهد الاقتصاد العراقي قفزة تكنولوجية قد تمكنه من تجاوز المشكلات الهيكلية والفساد الذي خنق القطاع الخاص. ففي2021، على سبيل المثال، افتتح المصرف العراقي للتجارة تطبيقه للخدمات المالية عبر الهاتف المحمول. وقد تبدو هذه الخطوة بسيطة، ولكن في جميع أنحاء العالم، مكنت القدرة على الدفع عبر الهاتف البلدان من تجاوز البنية التحتية المصرفية المادية الضعيفة، وتجفيف مخططات الفساد الشائعة، وتحفيز الابتكار.
الهاتف الخليوي بيد العراقيين
بحلول عام 2019، امتلك ما يقرب من 95 بالمئة من العراقيين هواتف محمولة. بعبارة أخرى، فإن عدد الهواتف المحمولة في العراق أكبر منها في كندا. الاتصالات المتنقلة الآن تتجاوز إجمالي عدد السكان، فقد عملت شركات الاتصالات الخاصة على ربط العراقيين بعضهم ببعض، وبالعالم الخارجي، وبالإنترنت. وفي حين أن عامة الناس قد لا يثقون في البنوك، إلا أنهم يثقون في أرصدة الهاتف المدفوعة مسبقاً، التي يستخدمها كثيرون على نحو متزايد كعملة. حتى أن بعض شركات الهاتف النقال بدأت بإنشاء مَحافظ محمولة رسمية لدفع الفواتير وصرف الأموال.
الاقتصاد عبر الإنترنت
أدت أزمة كورونا إلى تسريع قبول العراقيين بالاقتصاد عبر الإنترنت، فقد ازدهرت تطبيقات توصيل الطعام وسيارات الأجرة. يتجلى مشهد التجارة الإلكترونية المزدهر في العراق، حيث انخرط ما يقرب من 80٪ من العراقيين في التسوق عبر الإنترنت. مؤشر آخر هو أن العديد من الأسواق تتلقى جولات تمويلية. لا يزال التسوق من الأسواق العالمية مثل (أمازون) يمثل مشكلة بالنسبة للعراقيين؛ لذلك تحاول منصات مجمعة حل هذه المشكلة. وهناك بعض المنصات متخصصة في نوع معين من البيع بالتجزئة، مثل الأجهزة الإلكترونية وغيرها.
كانت شركة (مشوار)، التي جرى إطلاقها في عام 2015، واحدة من أوائل الشركات الناشئة التي قامت بتوصيل البقالة في بغداد. وفي السنوات التالية، أطلق العديد من خدمات توصيل الطعام، مثل خدمة (طلباتي). حتى أن بعض المشاركين قاموا بتوسيع عملياتهم مثل (شركة السريع3) الناشئة في مجال توصيل الطعام، التي انتقلت إلى خدمة توصيل (أي شيء) من خلال الشركة الشقيقة (الزاجل).
شركات ناشئة
انضمت الشركات الناشئة الإقليمية مثل (توترز) و(طلبات) إلى السوق العراقية في بغداد وأربيل والبصرة والنجف. عند دخولها الأسواق العراقية، جرى تقديم منافسة حقيقية على سوق توصيل أي شيء الى الشركات المحلية، ما أتاح للعملاء الفرصة لاختيار أفضل مزود خدمة لاحتياجاتهم.
كان تطبيق (كروة) هو أول تطبيق لخدمات نقل الركاب، بدأ العمل في العراق عام 2017. ومع تزايد القدرة التنافسية لخدمة نقل الركاب، أصبح العديد من الشركات متخصصاً؛ على سبيل المثال، كانت شركة Lady Go عبارة عن خدمة نقل الركاب التي تقوم بتعيين سائقات للنساء والأطفال فقط. أما تاكسي (المميز) وتاكسي (المسافر) فهما مخصصان للمسافرين من وإلى مطار بغداد الدولي، كما تعمل خدمات نقل الركاب التي تركز على الطلاب مثل Transpi وWasla في بغداد والموصل، على التوالي.
يبدو أن هناك إمكانات هائلة لنمو شركات خدمات نقل الركاب في العراق، حيث أصبح تطبيق (بلي) أول (تطبيق سوبر) عراقي يجمع 10.5 مليون دولار في جولة تمويل في عام 2022. جدير بالذكر أن شركات عالمية مثل (كريم) و(بولت) تعمل في مدن عراقية متعددة، كذلك دخلت شركة (كريم) السوق العراقية ورفعت مستوى المنافسة أمام المنافسين المحليين بفضل خدمة العملاء الدقيقة التي تقدمها.