تحول المثليون إلى مصدر لانتشار مرض جدري القرود

325

فكرة الطائي /

مرض جديد لم يسمع به الكثير من سكان العالم، ألا وهو “جدري القرود”، زاد في قلق المواطنين الذين مازال فيروس كورونا يحوم فوقهم، قبل أن يتبعه انتشار غير مسبوق لمرض الحمى النزفية. لكن هذا المرض أعاد الجدل بشأن “المثلية الجنسية”، بعد أن وجدت دراسات عدة أن المرض انتشر عبر حانات وتجمعات خاصة بالمثليين في إسبانيا، رصدت فيها علاقات جنسية بين عدد من الرجال، الأمر الذي دفع بالعديد من الدول الى إغلاق جميع الأماكن الخاصة بتجمعات المثليين، الذين باتوا يشكلون المصدر الأول لانتقال المرض.
دول عديدة أعلنت عن اكتشاف إصابات بالمرض، من بينها بريطانيا وأميركا وأستراليا، ما دفع بالعديد منها الى اتخاذ خطوات استعداداً لمواجهة انتشار عدوى هذا المرض، ومن أبرز تلك الإجراءات منع تجمعات المثليين، لكن ثمة مخاوف تثير تساؤلات: هل نحن بعيدون عن هذه الكوارث؟
نبذة تاريخية :
ذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية -في نشرات متعددة- الكثير من التفاصيل عن هذا المرض، إذ أشارت الى أنه جرى “الكشف لأول مرة عن مرض جدري القرود بين البشر عام 1970 في الكونغو لدى صبي عمره 9سنوات، كان يعيش في منطقة استؤصل منها الجدري عام 1968، وأبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات المطيرة “.
يشير الدكتور ذو الفقار الموسوي – مقيم أقدم جراحة عامة- الى أنه جرى”الإخبار، في خريف عام 2003، عن وقوع حالات مؤكدة من جدري القرود في المنطقة الوسطى من الولايات المتحدة الأميركية، ما يشير الى أنها أولى الحالات المبلغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الإفريقية، وتبين أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة “.
من الحيوان إلى الإنسان :
فيما يقول الدكتور حسن حيدر – مقيم أقدم طب الجهاز التنفسي – عن عدوى انتقال المرض من الحيوان الى الإنسان: “جدري القرود مرض فيروسي نادر، حيواني المصدر، ينتقل فيروسه من الحيوان الى الإنسان، وتشابه أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها المرضى المصابون بالجدري “.
* هل يعني ذلك أن تلقيح الأطفال المسبق ضد الجدري يمنع الإصابة بهذا المرض؟
– نعم، هذا الإجراء الذي تتخذه مؤسساتنا الصحية ينفع بشكل واضح في الحد من خطورة هذا المرض.
* هل يمكن انتقال المرض من إنسان إلى آخر؟
– يمكن أن ينتقل المرض على المستوى الثاني من إنسان الى آخر عن طريق المخالطة الحميمة نتيجة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية، أو عن طريق ملامسة أشياء تلوثت مؤخراً بسوائل المريض، أو بمواد تسبب الآفات. وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزئيات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، ما يعرض أفراد الأسرة في الحالات النشطة الى خطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير .
الحد من العدوى :
للحد من عدوى انتشار هذا المرض بين الناس، يحدد الدكتور حيدر مسارين هما: الأول “ينبغي تجنب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين، ولا بد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.” أما المسار الثاني -على حد قول الدكتور- فهو “لابد من تركيز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس، في البلدان التي يستوطن المرض فيها، على طهو المنتجات الحيوانية كلها – الدم واللحوم – بشكل جيد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء القفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند التعامل مع الحيوانات المريضة، أو أنسجتها، الحاملة للعدوى، كذلك أثناء عمليات ذبحها “.