النحات عبد الحميد الزبيدي: المظاهر الثقافية تمنح الحياة ديمومتها

297

أربيل – خالد إبراهيم/
يعد النحات عبد الحميد الزبيدي واحداً من أبرع النحاتين في العراق، وله باع طويل في هذا الميدان الذي أنجز فيه العديد من الأعمال الفنية. “”الشبكة”” التقت النحات الزبيدي في قاعة كاليري أربيل حيث يقيم معرضه الاستعادي وأجرت معه هذا الحوار…
يقول النحات الزبيدي: أمضيت وقتاً طويلاً من حياتي في التدريس، ولاسيما تدريس الفن في معهد الفنون الجميلة، كما ترأست فرع النحت في المعهد نفسه، وقد عملنا منحوتات متنوعة من خامات مختلفة، من بينها البرونز والخشب والريزن والجبس، وهذا التنوع جاء خلال الفترة الزمنية الطويلة التي بدأت العمل بها في مجال النحت، وكل فترة لها أسبابها النفسية والوضع في البلد عموما، الى جانب المحاولات الجمالية.
تجانس التخطيط والنحت
وأكد الزبيدي أن الفنان يبحث دائماً عن الجمال في النحت، وقد أنجز في معرض كاليري أربيل عدداً من الأعمال المهمة ما بين التخطيط والنحت، التخطيط يشمل اللون الواحد بالقلم الرصاص او الحبر او الفحم، أما النحت فهو عبارة عن لون واحد، ولهذا تجد تجانساً بين التخطيط والنحت، أي أن هنالك تشابهاً مابين النحت والتخطيط، وأيضا تخللت المعرض مواضيع (نصبية)، فهنالك نصب يتوسط القاعة، يمثل موضوعة الأنفال إذ يتحدث عن جريمة نكراء تدينها كل الأطياف في المجتمع المحلي والمجتمع الدولي، وبعض الأعمال هي نصب وتماثيل لشخصيات وأعلام بارزة في المجتمع العراقي، مثل علي الوردي وزها حديد والشاعر مظفر النواب وفائق حسن وجواد سليم وآخرين كثيرين، ولكون القاعة لاتتسع لمزيد من الأعمال، فالتجربة برمتها هي انتقائية، كي لا يصبح الفنان او يتحول الى آلة او ماكنة للإنتاج.
فضاء جميل
وأشار الى أن الفنان هو عبارة عن كتلة من المشاعر، وأن الظرف النفسي هو الذي يدفع للعمل بهذا النفس، فلا يوجد (مود) او ظرف متشابه، فكل ظرف له حالة معينة، فالفنان لابد له ان يتأثر ويتفاعل مع الأحداث التي تدور في البلد من انتفاضات وحروب، وأنا قمت بتجسيدها في كثير من أعمالي الفنية، ووجدت في أربيل فضاء جميلاً للعمل وفسحة جميلة للإبداع والتواصل مع الفن.
وقال الزبيدي إن العمل في أربيل أكثر من رائع والكثير من الفنانين والمثقفين أعجبوا بالأعمال المقدمة هنا، وهم هنا في أربيل بمثقفيها وناسها أرضية خصبة ويحبون الفن، والإبداع موجود في الطبيعة والمنطقة جميلة، فالعين اشبعت بالجمال بشكل عام من جمال الطبيعة والجبال والسهول والوديان والأجواء، بكل تأكيد تكون الرؤية متشبعة بالجمال، وشيء فيه إبداع بشري وليس إبداعاً إلهياً كالطبيعة والجبال، والمثقفون قدروا المجهود الكبير لهذا المعرض وأبدوا إعجابهم بكل الأعمال الفنية.
المظاهر الثقافية
وشدد على أن أجمل شيء في البلد، ليس فقط لدينا بل في كل العالم، هي المظاهر الثقافية، كالمهرجانات والمعارض وأنا أطلق عليها (الداينمو) الذي يسير الحياة، الذي يكون اشبه بديمومة الحياة ويعطي ديناميكية لاستمراريتها ، لأن هذا الاشتغال البشري تتوجه الأنظار إليه دائماً، ولا يمر مرور الكرام، فهنالك من يكتب النقد ومن يعمل في مجال الصحافة وبالتالي ينشر خبر المعارض الفنية والمهرجانات، وهي الوجه الناصع للحياة من خلال الفن.
ولفت الى أن معرضه في أربيل هو نتاج عشرات السنين من الجهد والمثابرة، والكثير من الأعمال لم تعرض هنا، وأكثر المواد التي استخدمها هي الخشب والبرونز والجبس، كما أنه أقام العديد من المعارض في كثير من دول العالم، وهذا المعرض له خصوصيته في أربيل، الجمهور والمتذوقون للمشهد الفني أبدوا إعجابهم واستحسانهم بالمعرض، وكما تعلمون فإن الخشب له خصوصية في العمل الفني، والأعمال أكثرها تتحدث عن معاناة الشعب العراقي وأيضا أعمال تتحدث عن المرأة العراقية ونضالها وما قدمته وتقدمة لرفعة وسمو المجتمع وسبل تطويره.