سعد سعيد: أنا روائي هاو.. وسأبقى!

564

حوار: علي السومري – تصوير: حسين طالب /

ولد في مدينة خانقين بمحافظة ديالى، وأكمل دراسته الابتدائية فيها، لينتقل بعدها مع عائلته إلى بغداد أوائل سبعينيات القرن الماضي، العاصمة التي أنهى فيها دراستيه المتوسطة والإعدادية ثم الجامعية، إذ تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية العام 1978.
مارس هواية الكتابة منذ طفولته، التي أمضاها مع الكتب كقارئ يتلمس طريقاً ما، أوصله إلى الرواية، التي أصبح أحد كُتّابها البارزين في العراق.
إنه الروائي سعد سعيد، الذي أصدر مجموعة قصصية بعنوان (كواليس القيامة) العام 2008، وأكثر من عشر روايات، من بينها روايته الأولى (الدومينو) التي صدرت العام 2007، و(قال الأفعوان)، و(يا حادي العيس)، و(فيرجوالية)، و(ثلاث عشرة ليلة وليلة)، و(هسيس اليمام)، و(إنسانزم)، و(السيد العظيم)، و(صوت خافت جداً)، و(آيو)، و(فيث)، و(موت رخيص)، التي صدرت العام 2021، وكانت آخر إصداراته حتى الآن. كتب سعيد أيضاً حلقات إذاعية، وقصص أطفال وسيناريوهات لأفلام تسجيلية.
ومن أجل تسليط الضوء على مسيرته ومشروعه السردي، ومعرفة آرائه في النقد ومعارض الكتب، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على تسويق نتاجات الكتّاب، كان لـ “الشبكة” حوار معه…
*هل حلمت يوماً بالكتابة؟
-لا أعتقد، فأنا كنت أستطيع أن أكتب متى ما شئت، حتى إنني كتبت قصة وأنا بعمر ثماني أو تسع سنوات، وتجرأت وأرسلتها إلى مجلة أطفال مصرية (ميكي)، طبعاً لم تنشر، لكنني تلقيت رسالة تشجيع من رئيس تحريرها مقدرة لما حاولته، وخلال حياتي كتبت الكثير، لكنني لم أحلم يوماً بأن أكون كاتباً محترفاً، أما ما حدث على أرض الواقع، فهو اكتشافي المفاجئ لمقدرتي على كتابة الرواية التي هي عشقي الأزلي كقارئ مزمن، ولأنني استمرأت الفكرة، قررت الاستمرار فيها من دون التفكير، لحد هذه اللحظة، بأن أحترفها.
أنا مجرد كاتب روايات هاو، وسأبقى كذلك حتى النهاية. أما لماذا تأخرت كل تلك المدة، فالسبب أولاً لعدم إدراكي لمقدرتي على كتابة روايات لا بأس بها في وقت مبكر، وثانياً بسبب انشغالي بهموم الحياة والاهتمام بشؤون عائلتي المادية، حتى تغيرت الظروف.

لا سردية عراقية
*كيف تقيم السردية العراقية اليوم، وهل يمكن القول بوصولها إلى العالمية؟
ــ كنت أفضل ألا أتعرض لمثل هذا السؤال، لأنني أعي أن رأيي في هذا الشأن قد يغيظ الكثيرين، لكن ما دام قد طرح، أقول إننا نحتاج أولاً إلى أن تكون لدينا رواية تتميز بخصائص عراقية لنستطيع أن نتحدث عن رواية عراقية، فهل توفر هذا؟ أنا لا أعتقد، فالرواية عندنا لا يمكن أن تسمى بغير الرواية العربية في العراق، وشتان ما بين الأمرين، لذلك أقول لا، لم نقترب حتى من الرواية العربية الرصينة، فأين نحن من العالمية إذاً؟! وإن حدث وأن لامس كاتب عراقي العالمية، فتلك حالة فردية ترتبط بقدراته الذاتية هو، ولكن هذا لا يعني أن هناك رواية عراقية.

*نشرت أكثر من عشر روايات، كيف تقيم الحركة النقدية التي تتبعت آثار مشروعك السردي؟
ــ أنا لا أعرف ما الذي نعنيه بالحركة النقدية؟! أهم عشرات الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم على أساس أنهم نقاد؟ وما هم كذلك، أم الأسماء التقليدية التي نعرفها، التي تعتمد أساساً على الترجمة واتباع القوانين النقدية التي يسنها الغرب؟
على العموم، الوضع الثقافي في العراق لا يسر، ومناقشة ذلك تحتاج إلى وقت طويل وجهود مخلصة من ذوي العلم، لكنني لن أنسى يوماً الرسالة الشفهية التي وصلتني، بعد توزيع روايتي الأولى، التي تسأل عن المبلغ الذي أنا على استعداد لدفعه لكي يكتب عني الشخص الذي أرسلها!!

متنزهات للعوائل
*ما تقييمك لمعارض الكتب، هل أسهمت بترويج نتاجاتكم الإبداعية أم أنها تحولت إلى كرنفالات ثقافية؟
ــ الحقيقة هي أن هذه المعارض تحولت إلى خليط من كل شيء، فهي كرنفالات ثقافية، وهي متنزهات تقصدها العوائل للراحة وقضاء بعض الأوقات الممتعة، وطبعاً هي تفيد أيضاً من ناحية أدبية من حيث عرض الكتب، ولاسيما الجديدة منها، وتداولها وعقد الصفقات الخاصة بتبادلها بين دور النشر، لكنها تبقى في النهاية أمر مهم، ومسألة استمرارها حيوية رغم السلبيات التي ترافقها، وليت الجهات المسؤولة تبذل جهدا أكبر لضمان ديمومتها.

الوكيل الأدبي
* هل يحتاج الكاتب في العراق إلى وكيل أدبي، أم أن مواقع التواصل الاجتماعي تكفلت بهذه المهمة؟
-أولاً دعنا نسأل عن أهمية الوكيل الأدبي في بلد يعاني من ظروف شاذة واستثنائية على جميع الصعد مثل العراق؟ أنا لا أنكر أن دور الوكيل مهم، وأحيانا يكون مهماً جداً، لكن في ظل ظروف طبيعية تسير فيها الأمور بانسيابية وانتظام، أما مواقع التواصل الاجتماعي فالحق يقال إنها أصبح لها أثر كبير في هذا المجال، لكن المشكلة أن نتاجها غير مضمون من ناحية أدبية لأنها لا تخضع لمعايير حقيقية، فهي تقدم لمن يستطيع أن يدفع وهذا ليس من الأدب في شيء.
*ما جديد سعد سعيد؟
-أنا في المراحل الأخيرة من كتابة رواية جديدة، ولدي رواية أخرى جاهزة للطباعة سترى النور قريباً.