أسوأ مشاركة في الآسياد فضيحة تهز الوسط الرياضي!

471

 

بغداد : أحمد رحيم/
اختتمت مؤخراً دورة الألعاب الآسيوية التي احتضنتها الصين، وخرجت منها منتخباتنا الوطنية بخفي حنين، بثلاث برونزيات (مكرر)! وبذلك تكون هذه أسوأ مشاركة للرياضة العراقية منذ انطلاق الدورة، وفيما كانت المنتخبات الآسيوية تتسابق لحصد الأوسمة.. كانت منتخباتنا في موقف المتفرج!
حتى الأمس القريب، كان العراق رقماً مميزاً في القارة الآسيوية، والآن برغم وجود الدعم والتطور الذي حصل في البنى التحتية تراجعت رياضتنا الى الوراء، فمن هو السبب في هذا التراجع؟ الأولمبية العراقية أم قادة الاتحادات أم نوعية اللاعبين؟
يقول الأمين العام للّجنة الأولمبية العراقية (هيثم عبد الحميد): “لقد نظمنا 40 معسكراً تدريبياً لـــ 12 اتحاداً مشاركاً في الدورة الآسيوية في الصين، وكانت تلك المعسكرات في تركيا ومصر وإيران والأردن والمغرب، وفي بلجيكا أيضاً حيث عسكرت منتخباتنا الوطنية استعداداً للدورة. هيأنا أيضاً معسكرات داخلية لهم في بغداد وشمال العراق، وتعاقدنا مع مدربين أجانب وعرب عددهم 23 مدرباً للمنتخبات جميعاً، كلها على نفقة اللجنة الأولمبية التي هي من تتحمل عقود المدربين الأجانب. لقد وفرنا كافة الأمور للاتحادات من أجل مشاركة ناجحة، فاللجنة الأولمبية تعمل وفق المتاح لها، قدمنا ما علينا ولا نتحمل أي تقصير تجاه الاتحادات، ولولا وقفة الأولمبية لما حصلنا حتى على الثلاث ميداليات برونزية.”
الإخفاق في الصين..
فيما قال الصحفي الرياضي (عبد الكريم ياسر): “أربعون معسكراً تدريبياً داخل وخارج العراق، مع استقطاب أكثر من عشرين مدرباً أجنبياً تعاقدت معهم اللجنة الأولمبية، ومع هذا لم يحصل لاعبونا من بين 12 منتخباً في12 لعبة مختلفة إلا على ثلاثة أوسمة برونزية! السؤال هنا: هل الخلل في اللجنة الأولمبية التي وفرت ما مطلوب منها، أم أنه في الاتحادات؟ من وجهة نظر رياضية نعتقد بأن الهيئات العامة لعموم الاتحادات هي من تتحمل مسؤولية هذا الإخفاق، كما يتحمل الشعب العراقي برمته مسؤولية عدم نهوض العراق وعودة العافية التي افتقدها منذ عشرين عاماً بعد الاحتلال الأمريكي بسبب عدم اختيارهم الشخصيات المناسبة، وذلك عبر انتخابهم على وفق أمور عاطفية وعلاقات ومحسوبيات، وبالتالي (وقع الفاس في الراس) إن صح التعبير.”
الفشل والفساد
فيما عبّر الصحفي الرياضي (هشام السلمان) عن حزنه للحالة الصعبة التي تمر بها الرياضة العراقية فقال إن “السنوات الأخيرة للرياضة العراقية لم تكن بأفضل من سابقاتها على الرغم من توفر العديد من مستلزمات ومساعدات الرياضة والسعي لبنائها وإقامة الانتخابات الخاصة بالاتحادات والأندية الرياضية، ومن المتعارف عليه أن بناء القاعدة الرياضية لابد من أن يستند الى ضرورة تشكيل الاتحادات والأندية (الرياضية)، لا أندية (الفريق الواحد). الغريب أننا إذا أردنا قراءة الواقع الرياضي في جميع ألعابه نجده على درجة من البؤس والتشرذم!! أما لماذا؟ فإن الجواب واضح وشفاف ويتعلق بالفشل الكبير في إقامة الانتخابات الرياضية.”
وأشار الى أن “انتخابات معظم المؤسسات الرياضية الفاعلة في العراق هي أبرز عوامل الفشل والفساد الرياضي، إذ إن الجميع يعلمون بأنها انتخابات تقوم على أسس فاشلة، معيارها المنافع الشخصية والشُللية!! لذا فإن علينا أن نجد الحلول لهذه المعضلة قبل أن تتفاقم! ولعل الصورة تتضح في الفشل والفساد بالرياضة العراقية عندما تغيب الإنجازات (ويستثقل) عليك أحدهم أن يضيف العراق وساماً آخر يكون شقـيقاً لوسام عبد الواحد عزيز.”
دعم أولمبي يقابله فشل
وتحدث الصحفي (حسن صاحب) قائلاً: “تمثل الدعم المقدم من الأولمبية بإقامة المعسكرات التدريبية والتعاقد مع مدربين أجانب، فضلاً عن التجهيزات الرياضية، إلا أن تلك الاتحادات فشلت فشلاً ذريعاً غير مسبوق في تاريخ المشاركات العراقية السابقة، إذ اكتفت تلك الاتحادات بالتقاط الصور والتنزه في شوارع مدينة (غوانزو) ومحالها التجارية وأمكنتها الترفيهية ولياليها الحمراء. إن انكسار الرياضة العراقية في غوانزو سببه القرار المجحف بمنح الاتحادات الاستقلالية المادية والإدارية وسلب حق اللجنة الأولمبية في وضح النهار، كمسؤولة أولاً وأخيراً عن هرمها الرياضي، وهذا الفصل كان يقف وراءه أشخاص أرادوا فعلاً أن يصل الحال إلى ما وصلت إليه رياضتنا من تراجع مخيف في النتائج وسلم الترتيب الآسيوي المخزي. ومن هنا سلب الظالمون السلطتين الإدارية والمالية من اللجنة الأولمبية، وبالتالي لا رقيب ولا حسيب يحاسب تلك الاتحادات التي تتصرف بالأموال كما تشاء، من دون تحقيق أي منجز يذكر خلال مشاركاتها الخارجية. ولو عدنا إلى الوراء قبل القرار المجحف الذي صنع بخبث أيام كانت الاتحادات الرياضية تحت سلطة اللجنة الأولمبية إدارياً ومالياً، وتصفحنا سجل المشاركات، فسوف نقرأ عديد الإنجازات التي تحققت على الصعيدين العربي والآسيوي وحتى الدولي، ونحن شواهد على التاريخ القريب عندما كان حال رياضتنا أفضل من حال اليوم بألف مرة، حين كان هناك حساب وعقاب، لكن رياضتنا اليوم تنطبق عليها مقولة (سيري وعين الله ترعاك)، والسؤال المرير هنا: من يحاسب من في ظل الاستقلالية المادية والإدارية للاتحادات؟ لذلك حان الوقت للتحرك بسرعة لإلغاء القرار الظالم الذي اتخذ برعونة، وعودة الاتحادات الرياضية إلى حضن الهرم الأولمبي مادياً وإداريا لإنقاذ رياضتنا.”
فشل الاتحادات الرياضية
اما الصحفي الرياضي (كاظم الطائي) فقال إن “الاتحادات هي المعنية بالفشل، إذ إننا نعرف جيداً منذ العام 2017 أصبح المال بيد وزارة الشباب عبر لجنة 140 ومن ثم استقلالية الاتحادات الرياضية، وبقيت اللجنة الأولمبية مجرد هيكل إداري لاحول له ولا قوة، فلماذا نرمي الكرة في ملاعب الآخرين ونغفل عمن هو السبب، مناهج الاتحادات بقيت على ماهي عليه دون تطوير، والمواهب بعيدة عن الاحتضان والرياضة النسوية في خبر كان، وغابت الأوسمة عن ألعاب كنا أبطالها، مثل ألعاب القوى ورفع الاثقال والتجديف. هناك هوس لدى مسؤولي الأندية بالكسب المادي والاستثمارات، فقد استثمرت البنى التحتية والمنتديات التي دخلت عالم الاستثمار، بينما تناقصت رواتب اللاعبين والمدربين ومنع حصول الاتحادات على المخصصات التي كانت تصرف لهم، إذ عدّ عملهم تطوعياً.”