الشِباك العراقية في خطـر
أميرة محسن /
أكدت التجارب السابقة والحالية أن حارس المرمى يعدّ نصف الفريق الكروي نظراً للمركز الحساس الذي يمثله، وقد ازدهرت حراسة المرمى العراقي في سنوات سابقة نتيجة وفرة النجوم آنذاك، بل أن البعض من جمهورنا الرياضي ما زال يردد أسماء الحرّاس التي أشرقت في سماء الكرة العراقية التي كانت متألقة في ظروف صعبة، نذكر منهم الراحل العملاق حامد فوزي، بعده جاء الحارس الذهبي رعد حمودي ليستمر جيل الحراس العمالقة منهم أبو حديدة ثم فتاح نصيف ليأتي جيل جديد دافع بكل شراسة عن مرماه أمثال هاشم خميس الملقب بـ(طيارة) والحارس الكبيرعماد هاشم وقاسم أبو حمرة وعامر عبد الوهاب، بعد ذلك نور صبري الذي كان شعلة من نار في حراسة الشباك العراقية، بل شارك في أغلب انتصارات الكرة العراقية في أمم آسيا إذ كان سبباً رئيساً في حصول العراق على لقب أمم آسيا (2007). إلا أن حراسة المرمى العراقي أصبحت في خطر بعد ابتعاد نور صبري بسبب عدم وجود المكتشف للمواهب الموجودة في الدوري العراقي…عن سبب تدني مستوى الحراس العراقيين مع المنتخبات الوطنية في البطولات، مجلة (الشبكة العراقية) استطلعت آراء بعض أصحاب الاختصاص في هذا الشأن:
حقيقة قاسية
الحارس الدولي ومدرب المنتخبات حالياً عماد هاشم تحدث عن سبب إخفاق الحراس قائلاً: بصراحة حراس المرمى الموجودون في الساحة الآن سواء أكانوا في الاندية أم في المنتخب الوطني غير مؤهلين ولا يستطيعون أن يقارعوا ويصلوا إلى مستوى حراس الفرق الكبيرة مثل اليابان، وهذه حقيقة، والحقيقة قد تزعج البعض، وعلى الحارس نفسه أن يكون على قدر من المسؤولية ويحاول أن يطور نفسه وهو في النادي وأن يكون جاهزاً عند استدعائه للمنتخب.
انعدام ثقافة الاحتراف
فيما كان للمدرب باسم قاسم رأي في حراس المرمى حين قال : السبب هو انحسار المواهب وضعف قاعدة الحراس سواء في عدم وجود مشاركات محلية ودولية، فضلاً عن عدم تأسيس مدارس أو أكاديميات خاصة بالحراس فقط أسوة بباقي دول العالم وكذلك انعدام ثقافة الاحتراف لدى لاعبينا جميعاً، ومن بينهم حراس المرمى، وهذا بدوره يلقي بظلاله على تطور مستوى الحارس وبقائه لأطول فترة ممكنة في الملاعب والمحافظة على مستواه، ومن أهم الأسباب في اكتشاف الحراس والعمل على تطويرهم هو توفير الدعم الكامل لكافة المدربين وتطوير قابلياتهم بزجهم في دورات تدريبية ومعايشات خارجية على مستوى عالٍ وعدم النظر للرياضة نظرة ضيقة ومتدنية لعدم إيمانهم بأن الرياضة وكرة القدم بالذات لديها التأثير الكبير على حركة المجتمعات، ولا سيما في العراق وحب الجمهور للكرة، وخير دليل ما نلاحظه من حضور جماهيري كبير في الملاعب ليس له نظير في الدول المجاورة.
انعدام التخطيط
أما مدرب حراس مرمى منتخب شباب العراق حسين جبار فيقول: كثير من الصحفين والمشجعين والمهتمين بشؤون رياضة كرة القدم يقولون إن هناك أزمة حراس مرمى في العراق، وهذا الكلام غير صحيح وغير دقيق إنما هناك غياب للتخطيط وعدم وضوح ملامح لستراتجية خاصة لهذا المركز الحساس تتحملهما إدارات الاندية أولاً ومدربو الأندية ثانياً، بعدها يأتي دور الاتحاد ثم وزارة الشباب والرياضة ثم اللجنة الأولمبية، ولو ناقشنا دور كل هؤلاء كلاً على حدة، نقول إن إدارات الأندية تتحمل المسؤولية الكبرى بسبب عدم الاهتمام بالفئات العمرية، ولا سيما حراس المرمى، إذ لا يوجد مدرب مختص بتدريب هذه الفئة على مستوى الأشبال أو الناشئين أو الشباب، اللهم إلا استثناءات قليلة. أما مدربو الأندية فيبحثون دائماً عن المدرب الضعيف الذي يلبي طلباتهم ليكون تحت سيطرة المدرب ويتقبل الإملاءات. فالاتحاد لم يسن قوانين لحماية هذا المركز وحماية مدربي حراس المرمى ولم يشدد على ضرورة إشراك مدربي حراس المرمى في الدورات التدريبية الخاصة بهم، أو إقامة ورشات عمل شهرية بإشراف متخصصين أكاديميين، ولم تجرِ الاستفادة من منتخبات الفئات العمرية وترشيح الموهوبين منهم إلى المنتخب الوطني، ولا سيما الشباب منهم أمثال علي عبادي وعبد العزيز عمار اللذين مثلا منتخب الناشئين والشباب، والحارس محمد عباس الذي مثل منتخب الناشئين والشباب والأولمبي، وكان يفترض وجودهم مع المنتخب الوطني كحراس ثوالث أو حتى روابع لإعدادهم للمستقبل.
لا توجد معايير
اما مُدرب حراس فريق نادي الجيش مؤيد عبد اسماعيل فيقول: هبوط مستوى حراس المرمى في العراق يعود إلى سببين؛ الأول عدم وجود مدربي حراس مرمى جيدين للفئات العمرية، والسبب الآخر هو عدم اعتماد معايير اختيارالحراس في الفئات العمرية وفقاً للمواصفات المثالية، حارس المرمى يحتاج إلى مزاولة عدة ألعاب أخرى لصقل موهبته وكلنا يعرف أن مشاهير الحراس في العراق أمثال رعد حمودي الذي كان يلعب الجمناستك، وعماد هاشم الذي كان يلعب حارس مرمى لكرة اليد، وهكذا تسهم تلك الألعاب وغيرها في نقل أثر التعلم والاستفادة من المكتسبات الفنية والصفات البدنية في بناء حارس مرمى يليق بمستوى المنتخب.