القضاء العراقي يوجه ضربة موجعة لاتحاد الكرة

892

أحمد رحيم نعمة /

مع انطلاق تصفيات كأس العالم لكرة القدم بدأت المشاكل تنهال على كرتنا من كل حدبٍ وصوب، كانت شرارتها الأولى مع المدرب الأجنبي كاتانيتش.. أما البقاء وأما الرحيل، فقرر اتحاد الكرة الإبقاء عليه دون أن تحدث مشاكل، لكن المشكلة او العاصفة التي ربما ستطيح بالكرة العراقية هي الأزمة الحالية التي تدخلت فيها المحاكم العراقية..
والتي أدت الى إصدار أحكام بالسجن على ثلاثة من موظفي اتحاد الكرة بتهمة التزوير في أوراق ترشيح النجم الكروي السابق عدنان درجال، هذه المشاكل والأزمات ربما تُدخل كرتنا في نفق مظلم نتيجة العواصف غير المتوقعة وفي وقت حرج تنتظر فيه جماهيرنا الكروية نتائج الأسود في التصفيات المزدوجة.
قرار محكمة الجنايات
قبل أيام أصدرت محكمة جنايات الرصافة حكمها بشأن قضية تزوير أوراق ترشيح الدولي السابق عدنان درجال لانتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث كان القرار بالسجن سنتين لأمين سر الاتحاد صباح رضا وستار زوير وتأجيل الحكم على وليد طبرة بانتظار الحكم الغيابي الذي سيصدر ضده.. هذه الأمور ولّدت هيجاناً وعدم رضا في اروقة اتحاد الكرة العراقي، البعض عدّه قراراً ظالماً، فيما لزم البعض الآخر الصمت.
إيقاف الرياضة العراقية
يرى بعض المحللين الرياضيين أن قرار المحكمة الذي صدر مؤخراً بحق موظفي اتحاد الكرة يعد انتهاكاً للمنظومة الرياضية وأنه بمثابة تدخل حكومي، بينما عدَّه البعض من المحللين أمراً طبيعياً يحدث في أغلب بلدان العالم من حيث تزوير أوراق رسمية أحدث انعطافة كبيرة في الانتخابات الكروية.
حالة خطرة
المتابع الرياضي كريم محمد قال عن الوضع المتازم: حقيقة وبدون مجاملة فإن الكرة العراقية ستخضع في القريب العاجل الى إيقاف من قبل الفيفا إذا ما أصرّ اتحاد الكرة على تقديم شكوى على أساس تدخل حكومي أدى الى إيداع ثلاثة من موظفيه السجن، وأضاف أن هذه المشاكل تزامنت مع مباريات المنتخب العراقي الذي يخوض تصفيات آسيا المؤهلة الى نهائيات آسيا وكأس العالم، لقد كانت الجماهير الرياضية تتمنى أن ينتهي الأمر بين عدنان درجال والملا عبد الخالق رئيس الاتحاد بالتراضي وحل المسائل بطرق أكثر شفافية، لكن وصولها الى هذه الحالة الخطرة ينذر بقادم سيئ للواقع الكروي.
منحدر خطير
فيما قال المشجع الرياضي سليم هاشم: الأمور باتت معقدة جداً بالنسبة للوضع الكروي العراقي بعد إصدار محكمة الجنايات قرارها الذي ينص على سجن المتورطين في تزوير أوراق الانتخابات، لقد كنا نتمنى أن تتبدل المنظومة الكروية ويقدم جميع أعضاء الاتحاد الكروي استقالاتهم، بمن فيهم رئيس الاتحاد الملا عبد الخالق مسعود، لكن إصرارهم على البقاء زاد في معاناة الكرة العراقية، بل إنهم أوصلوها الى منحدر خطير والدليل النتائج المخزية لجميع منتخباتنا الوطنية في البطولات الخارجية، كنا نتأمل خيراً فيما إذا تسلم منظومة الاتحاد الكروي الكابتن عدنان درجال، لكن على ما يبدو إنهم مصرون على البقاء في الكراسي مهما حصل، المستفيد الأول والأخير من هذه المشاكل والعواصف التي هزّت عرش الاتحاد الكروي هي فرق الدول المجاورة التي ستفرح بانتكاسات كرتنا، فبعد أن كنّا نتربع على عرش الكرة الآسيوية أصبحنا اليوم لانقوى على مقارعة أضعف المنتخبات العربية أوالآسيوية.
من سيئ الى أسوأ
وتطرق المتابع الرياضي أحمد ناظم الى أزمة الاتحاد الكروي قائلاً: الاتحاد الكروي الحالي أوصل الكرة العراقية الى الهاوية، من حيث إخفاقات المنتخبات الوطنية العراقية في جميع البطولات الماضية، حتى بات منتخبنا الوطني (جسراً للطيبين) في عهد الاتحاد الحالي.. لم نستطع الفوز على أضعف المنتخبات الآسيوية التي كانت تخسر مع الأسود بوفرة من الأهداف، أما اليوم فنحن نخشى تلك المنتخبات والسبب يكمن في هشاشة إجراءاتنا وعدم التخطيط الصحيح من قبل الاتحاد الحالي الذي يقوده الملا عبد الخالق، فلو كان هذا الاتحاد قد قدم استقالته لكان الأمر على مايرام عندما يتولى زمام الأمور الكابتن عدنان درجال، فهو أحق بتسلم منظومة اتحاد الكرة لكونه خبيراً في العمل الإداري، إلا أن رفض أهل الاتحاد جعل الأمور تسير من سيئ الى أسوأ والنتيجة كانت حبس ثلاثة من موظفيه، هذه الأمور والمشاكل ربما تدفع الملا عبد الخالق الى تقديم شكوى في الفيفا الدولية بحجج كثيرة أبرزها التدخل الحكومي وغيره، علماً بأن القرار هو قضائي وليس حكومياً، كما يدّعون، أملاً منهم بإقناع الفيفا لاتخاذ قرار بإيقاف الكرة العراقية وهو ما لايتمناه الشارع الرياضي العراقي ولايمكن أن يحصل لكون القرار قضائياً وليس شخصياً، فضلاً عن كونه شأناً داخلياً يخص العراق، ولايسمح بتدخل الفيفا اوغيره من الجهات الرياضية الدولية في هذا الأمر.