جمهور زاخو يفسد متعة الدوري عدوى الشغب تنتقل إلى ملاعب كرة السلة

217

بغداد / أحمد رحيم نعمة/
المتابع لمسيرة الرياضة العراقية يجد أن الشغب الذي يحصل خلال البطولات الرياضية المختلفة، يحدث غالباً في مباريات كرة القدم، بسبب الجماهير الكبيرة التي تحضر تلك المباريات، التي تؤازر فرقها الكروية، لكننا لم نسمع أن هناك شغباً كبيراً في رياضة كرة السلة.. إلا ما ندر.
في الموسمين الماضي والحالي، ازدادت المشكلات في ملاعب السلة العراقية، إذ إن الدوري العراقي لكرة السلة أصبح قوياً جداً نتيجة وجود لاعبين محترفين، فضلاً عن الدعم الكبير للفرق السلوية من قبل إدارات الأندية، ما جعل الدوري العراقي ملتهباً بقوته في التنافس الكبير بين الأندية العراقية لخطف اللقب، هذا التنافس زاد في إقبال الجماهير على ملاعب كرة السلة، التي باتت منافساً قوياً لكرة القدم، فانتقلت اليها عدوى الشغب أيضاً، وآخرها الهجوم غير المتوقع لجماهير نادي زاخو على لاعبي فريق الشرطة.
ملاعب نظيفة
يتحدث رئيس الاتحاد العراقي المركزي لكرة السلة حسين العميدي قائلاً: “الجميع يعلم أن الدوري السلوي العراقي أصبح من الدوريات العربية والآسيوية المميزة، فقد عملنا من أجل إعادة هيبة السلة العراقية عربياً وقارياً ونجحنا في ذلك. فالدوري المقام حالياً قوي بدون شك، بل إن الجماهير الرياضية العراقية صارت تحضر بأعداد كبيرة من أجل مشاهدة المباريات، سواء في بغداد أو المحافظات، وقد جرت مباريات هذا الموسم بكل شفافية ونجاح، لكن ما حصل في مباراة فريقي الشرطة وزاخو كان حدوث بعض المشاحنات استطعنا أن نحاصرها بقرارات تصب في صالح السلة العراقية بدون شك، فقد اجتمعنا مع رئيس لجنة الحكام وحكام مباراة ناديي زاخو والشرطة، واطلعنا على تقارير مشرف المباراة والمراقب الفني وحكام المباراة بشأن الأحداث التي جرت أثناء المباراة التي جرت في مدينة زاخو.”
أضاف العميدي: “من المؤسف أن نرى تصرفات غير مبررة وبعيدة عن المواقف الإنسانية في التعامل مع قامات كبيرة من اللاعبين الدوليين الذين مثلوا العراق خير تمثيل في المحافل الدولية، لذلك فقد اتخذ الاتحاد جملة من القرارات بخصوص الاعتداء الذي نال فريق نادي الشرطة من قبل بعض المشجعين، إذ إن ملاعبنا نظيفة وبعيدة عن هذا التعصب، وسوف نسعى الى إصدار أقسى العقوبات بحق من يفتعل الأزمات في المباريات للحد من هذه الظاهرة.”
شغب غير متوقع
فيما قال عضو إدارة نادي الشرطة تحسين الياسري: “لقد كانت مباراة فريق الشرطة مع فريق نادي زاخو، التي أقيمت في زاخو، مثيرة وقوية جداً، لكن بعض الجماهير الرياضية أفسدوا المباراة من خلال الاعتداء على لاعبي فريق الشرطة الذي كان متقدماً بالنقاط، فقد ظل الفريق في قاعة اللعب أكثر من ساعتين محاصراً من قبل بعض الجمهور، حتى قدمت قوة أمنية ساعدت في خروج اللاعبين وقامت بإيصالهم الى مقر إقامة الفريق.”
أضاف الياسري أن “بعضاً من جماهير زاخو دخلوا ساحة اللعب وقاموا بضرب اللاعبين دون استثناء قبل نهاية المباراة، ولم يستطيع رجال حماية القاعة من الوقوف بوجه أولئك المشاغبين الذين كانوا يملأون القاعة، وقد تعرض عدد كبير من اللاعبين الى إصابات بليغة، الحقيقة أننا فوجئنا بهذا الاعتداء ولم نتوقع حصوله، فالدوري السلوي ولعبة كرة السلة لاتشبه كرة القدم حيث المشكلات المستمرة، إذ شاهدنا النظام والتشجيع الرائع من قبل الجماهير في أقوى المباريات التي أقيمت على قاعة الشعب في بغداد، ولم يحصل أي شيء من هذا القبيل، أشد على أيدي اتحاد السلة في معاقبة المسيء من أجل دوري عراقي ناجح خالٍ من التعصب والمشكلات.”
المحترفون أضافوا إلى الدوري السلوي قوة وحماسة
أما الصحفي الرياضي محمد قاسم فقال: “في هذه السنة اختلف الدوري السلوي كلياً عن المواسم السابقة، من حيث قوته والمنافسة الشديدة بين الأندية العراقية، إذ إن اللاعبين المحترفين زادوا من قوة الدوري، كما أن حضور الجماهير الرياضية الكبيرة زاد من حلاوة الدوري، وقد شاهدت مؤخراً مباراة النفط والدفاع الجوي، وكانت مباراة نارية انتهت للنفط بفارق نقطة واحدة في الثواني الأخيرة، ولم يحصل أي إشكال في المباراة، بل إن الجماهير خرجت فرحة بالمستوى العالي الذي قدمه الفريقان، فالمشاحنات التي تحدث في مباريات السلة قليلة جداً، على عكس مباريات كرة القدم تماماً، لكن ما حصل في مباراة زاخو والشرطة شيء غير عادي إطلاقا من خلال اعتداء الجماهير على لاعبي فريق الشرطة، وهو أمر غير مقبول، لذا فقد اتخذ الاتحاد السلوي إجراءاته من أجل الحد من هذه الظاهرة الغريبة على ملاعبنا.”
تخطيط سليم انتهجه اتحاد السلة
في حين قال الصحفي علي قاسم إن “التخطيط الذي قام به اتحاد السلة العراقي سليم ويصب في مصلحة اللعبة، وقد قطف ثماره في دوري قوي جداً، بل أصبح لدينا منتخب عراقي قوي بكرة السلة كما أن الدوري أصبح مرغوباً من قبل الجماهير العراقية، إذ تمتلئ المدرجات بالجماهير المحبة للعبة، لكن لم نرَ تعصباً أو مشكلات تحدث في كرة السلة، إلا في بعض المباريات، ولاسيما تلك التي تقام في المحافظات، وهذا أمر لابد من متابعته من قبل أهل السلة لكي يتخذوا القرارات الصارمة بحق المسيء، فقد أقيم الكثير من المباريات القوية جداً على قاعة الشعب في بغداد ولم نلمس أي شيء يحدث، وإنما تخرج الفرق وهي راضية، إلا أن ما حصل في مباراة زاخو كان بعيداً عن الرياضة.”