الفنان حسين عجاج: لا إنصاف في الوسط الفني!

216

حوار: محسن إبراهيم /

نجم عراقي وعربي مميز، حضر في الكثير من الأعمال المحلية والعربية والتاريخية. فنان دؤوب ترك بصمة واضحة في خريطة الدراما العراقية، وشارك في أعمال عدة منها (السيدة) و (أبو طبر) و (إمام الفقهاء). تخرج في معهد الفنون الجميلة، ثم اكمل مسيرته في الفن، جرى اختياره في أول عمل عربي مشترك عندما كان في سوريا،
مثل مع الكثير من الفنانين السوريين. ملتزم ومجتهد، يلقبه أصدقاؤه في الوسط الفني بـ (ثعلب الدراما العراقية). مع الفنان حسين عجاج كان لنا هذا الحوار:
* في زمن درامي ما, كان اسم حسين عجاج يتصدر المشهد، ما سر هذا الابتعاد؟
– أستطيع القول إن الأسباب كانت شخصية، منها خاصة ومنها عامة، ولاسيما أنني ابتعدتُ عن العمل سنوات متقطعة. بصراحة، كان لابد من أن تكون هناك وقفة لمراجعة الواقع الفني العراقي, إذ لم يكن هناك أي تطور، والوضع أصبح رتيباً جداً, حينما كنا نعمل من أجل العمل، لا من أجل تطوير الدراما، أو إيجاد حلول ناجعة كما هو موجود في الدراما العربية. نتأمل خيراً في قادم الأيام، وأن تعود الدراما العراقية إلى سابق عهدها وتنطلق بقوة.
*هل تؤمن بنظام الكروبات في المشهد الفني؟
-هو نظام موجود ومعمول به في الكثير من الأعمال الدرامية، لكنه في الحقيقة نظام فاشل ولا يؤدي إلى نتيجة محمودة في أي مشروع فني، فأنا مثلاً أخذت على عاتقي الإتيان بالوجوه الجديدة، فتيات وفتياناً، لأن الحالة الفنية لا تقتصر على گروب معين أو اسم معين، فهي ساحة مفتوحة للجميع ولكل مجتهد نصيب.
*تعدد الشخصيات.. هل هو دليل الممثل الناجح؟
-ليس بالضرورة.. فهناك ممثلون اشتغلوا العديد من الشخصيات ولم تكن لهم أضافة تُذكر، وفي أي دور فإن الاجتهاد هو سيد الموقف، أن تجتهد في دور واحد وتقدم ماعليك أن تقدمه ربما سيكون هذا الدور هو مفتاح النجاح، وبالمناسبة، ليس هناك ممثل تراجيدي صرف أو ممثل كوميدي صرف, إذ أن هناك جانباً آخر في كل فنان يجب أن ينتبه إليه الكتّاب والمخرجون, أنا –مثلاً- كممثل، أجد أن هناك أدواراً أدخل فيها في تحدٍّ مع نفسي، ولاسيما أدوار الشر.
*شخصية ما تمنيت تجسيدها؟
-نعم، هناك العديد منها، ولاسيما تلك الشخصيات التي تكون فيها مساحة اللعب من خلال (الكاركتر) وليس مساحة عدد الحلقات, التاريخان العربي والعراقي زاخران بالكثير من الشخصيات التي أتمنى تجسيدها، لكن -كما نوهت- على أن تكون هناك مساحة كافية للشخصية.
*هل ترى أن التركيز ينصب على النوعية في اختيار الممثل أم على الكم؟
-الحقيقة أنه بين هذا وذاك، فأحياناً يؤدي الكم إلى اكتشاف النوع، وهذا مثبت بالدليل، ففي كل عام نجري اختبارات لعدد كبير من الذين يهوون التمثيل، والنتيجة أننا نحصل على عدد قليل ممن تكون نتائجهم جيدة.
*في الدراما التاريخية.. على ماذا تعتمد في أداء الشخصية؟
-من المعروف أن الأعمال التاريخية تكون ثقيلة على المتلقي نوعاً ما، وذلك بسبب التكلف، وهذا ما أحاول جاهداً الابتعاد عنه وأميل إلى التلقائية ومقاربة الدور التاريخي من شخصيات معاصرة، إضافة إلى الاهتمام باللغة.
*ما الذي يمنع الفنان العراقي من الانتشار عربياً؟
-ليس هناك من مانع أبداً، ما نحتاجه في العراق هو عميلة ناجحة لتسويق أعمالنا، إذ أن العديد من الفنانين العراقيين اشتركوا في أعمال عربية في السابق، وحتى يومنا هذا يعملون. أنا مع أي تعاون عربي عراقي، لأن هذا التعاون يصب في مصلحة التطور الفني وتلاقح الأفكار، ما يؤدي إلى نضج العمل الفني ويساعد في انتشاره عربياً.
*ممَّ تعاني الدراما العراقية عموماً؟
-بصراحة في الغالب ضعف الإنتاج، أو في عملية إدارة المشروع الفني، إضافة إلى تكديس الأعمال الفنية في شهر واحد، وهو شهر رمضان، وبالتالي ما يتبقى من أشهر العام يسجل غياباً تاماً في إنتاج الأعمال الفنية.
*هل هناك عمل ما يؤثر على الدراما العراقية؟
-لا أتوقع ذلك، فالموضوع مازال بأيدينا وأيدي القنوات والجهات المنتجة، أنا أرى أن أية قناة بدل أن تعمل أربعة أو خمسة أعمال، عليها أن تستجمع قوتها في عمل واحد رصين وضخم، بقصة وممثلين وكوادر فنية مهمة، بل حتى بالإمكان الإتيان بممثلين عرب وذلك سيساعد في التسويق الذي تحدثنا عنه سابقاً.
*في فيلم (خط أسود) بذلت جهداً كبيراً في أداء الشخصية.. هل تعتقد أنك في السينما تمتلك حرية أكبر في الأداء؟
-بصراحة لا فرق عندي بين السينما والتلفزيون، فالواجب أن أجتهد في أي دور يناط بي، والحقيقة كان دوري في فيلم (خط أسود) من الأدوار المحببة إلى قلبي وأتمنى أن ينال رضاكم.
*غادرت خشبة المسرح مبكراً.. هل ترى أن المسرح ابتعد عن الجمهور، أم العكس ؟
– المسرح حاضر دائماً في وجداني باعتباري خريج خشبة المسرح، لكن بصراحة الأعمال المسرحية تأخذ أوقاتاً طويلة من التمرين والتعب والجهد، وذلك لا يوازي المردود المادي لمتطلبات الحياة.
*بصراحة.. هل أنصفك الوسط الفني؟
-أتمنى أن أكون قد حققت شيئاً جميلاً في الوسط الفني من خلال هذا العمر من العمل الفني، ولا أنتظر الإنصاف من أحد، وللأسف فإن الإنصاف غير متوفر.