الهجرة تتصدر اهتمامات مهرجان السليمانية السينمائي

285

 

ضحى مجيد سعيد

أثارت الأفلام التي قدمت في مهرجان السليمانية السينمائي العديد من الموضوعات التي تناولت قضايا إنسانية مهمة، ومن بينها الهجرة والبيئة، في محاولة -على ما يبدو- للفت الانتباه الى ما تمثله هذه الملفات من تحديات ومشكلات.
شهد المهرجان مشاركة ١٤٠ فيلماً من ٣٣ دولة، وافتتح بعرض فيلم “مالي داليا” من إخراج دانا كريم، فيما تنافس ٥٧ فيلماً كوردياً، ٢١ فيلماً أجنبياً سينمائياً، من ضمنها أيضا أفلام ايرانية وفرنسية مترجمة الى اللغتين الكوردية والإنكليزية.
فعاليات مهرجان السليمانية السينمائي الدولي انطلقت في “تلارى هونر” بمدينة السليمانية، اما العروض بالنسبة للأيام الأخرى فكانت في صالات سيتي سينما. عرضت الأفلام على أربعة أجزاء من ضمنها أربعة أفلام كوردية تضمنت أفلاماً قصيرة ووثائقية وكارتونية، وانيميشن، اثنان منها حول البيئة.
فكرة عقد المهرجان
مدير المهرجان، دانر عمر، أكد أن فكرة المهرجان جاءت منذ عام ٢٠١٥ عندما شارك في مهرجان برلين السينمائي الدولي، حينها فكر بإمكانية إقامة هذا النوع من المهرجانات في السليمانية، وتوصل الى قناعة تامة بأنه من الممكن إقامه مهرجان سينمائي لدينا في كوردستان، وعندما عاد في نفس السنه بدأ بكتابة مشروع المهرجان وقدمه إلى وزارة الثقافة في الإقليم، ومن ثم نجحت الفكرة وقدمنا الدورة الأولى من المهرجان، مشيراً الى أن وزارة الثقافة في الإقليم هذا العام تعاونت مع المهرجان.
وأشار عمر الى أن هناك تعاوناً مع وزارة الثقافة في بغداد، ولاسيما في الدورة الثانية عندما كان فرياد رواندزي وزيراً للثقافة.
الأفلام المشاركة
وعن الدول المشاركة أوضح عمر أن عدد الدول المشاركة في هذا المهرجان وصل الى٣٣ دولة، وجرى عرض ٤٢ فيلماً، وكانت تلك الأفلام جيده ما عدا فيلمين.
شارك في المنافسة ١٤٠ فيلماً شملت الأفلام القصيرة المحلية والأجنبية مع أفلام أنيميشن وأفلام فيتشر والأفلام الوثائقية المحلية والعالمية.
البيئة والهجرة
يضيف عمر: “نظمنا هذه الدورة على أساس محورين: محور دولي تطرق الى موضوعات البيئة.. وآخر محلي ركز على هجرة الشباب وأسباب عدم شعورهم بالانتماء لهذا الوطن.” وفي سؤال عن مستوى ونوعية ومضمون الأفلام أجاب: “لم يكن مستوى أفلام الدورات السابقة بحجم هذه الأفلام الجيدة في هذه الدورة، ولاسيما أن بعض الأفلام الطويلة كانت مرشحه للأوسكار، وكانت استجابة المشاهدين لتلك الأفلام جيدة جداً، وقد كانت المنافسة شديدة جدا بين الأفلام الطويلة، فقد تنافس أكثر من فلم على بعض الجوائز، لقد جرى الاستعداد والتخطيط الجيد لهذه الدورة، فقد ابتعدنا عن الشركة السابقة في إقامة المهرجان، التي أحرجتنا سابقا.”
أفلام النخبة..
يقول د. دلشاد مصطفى / دکتوراه سینما – جامعة سالفورد – بریطانیا،
مؤسس ورئیس قسم السینما / جامعة السلیمانیة، وهو أحد المشاركين في اللجان الفكرية لهذا المهرجان: “إن هناك لجاناً مختصة تقوم باختيار الأفلام المشاركة، تضم هذه اللجان نخبة أكاديمية ومجموعة مختصة من السينمائيين لاختيار الأفلام، لذا تظهر المشاركات في مستويات عديدة، لكن تبدو أقرب الى النخبة السينمائية، لأن -في العادة- الأفلام التي تشارك في المهرجانات هي مصنوعة خصيصاً للنخبة. مع ذلك هذا لا يمنع من عرض أفلام للعامة، لكن كما هو معروف عالميا فإن افلام المهرجانات تكون عادة افلاماً فنية مصنوعة خصيصا للنخبة.”
وفيما يتعلق بحجم المشاركة الدولية اوضح دلشاد إنها تختلف من سنة الى اخرى، مشيرا الى أن الأفلام المشاركة تأتي من دول عدة، فمثلا في الدورة الاولى شاركت افلام من أميركا الجنوبية وآسيا وأوروبا بشكل عام، الى جانب مشاركة افلام كوردية من دول الجوار وكذلك الأفلام العراقية، واستطرد قائلاً: “تنقسم الأفلام -حسب سياسة المهرجان- الى فئات عدة، التي ممكن ان تظهر بشكل أوضح في دليل المهرجانات السابقة. فهناك افلام قصيرة وأفلام روائية وأفلام وثائقية، وتظهر الأنيميشن في بعض الدورات “.
وفي سؤال عن الجوائز المقدمة في هذا المهرجان وكيفية توزيعها على الافلام الفائزة، قال دلشاد “إن لكل فئة من الفئات هناك جوائز: لأفضل فيلم، افضل مخرج، افضل ممثل وممثلة، وجائزة النقاد، مع إشادات خاصة، التي تكون بمثابة حافز معنوي للمشاركين، ولاسيما الشباب لمواصلة العمل من اجل تقديم اعمال جيدة وأكثر إتقاناً. وفي العادة هناك جوائز مادية أيضاً، مع شعار المهرجان الذهبي،” مشيرا الى أن الأعمال المشاركة مستقلة في طروحاتها، ولا يفرض المهرجان رؤیته على المشاركين، مع وجود ثيمة خاصة للمهرجان في كل سنة يحاول القائمون عليه العمل في سياقاتها من خلال ندوات فكرية واختيار أفلام قريبة، ولا يكون ذلك حصراً.
فمثلا الدورة الخامسة كانت التيمة (سرطان الأرض)، ما وصلت اليه البيئة من حال يرثى له، البيئة التي تتعرض كل يوم لانتهاكات جسيمة من قبل البشر، والذي سوف يصل بنا الى الهاوية في نهاية المطاف. واختار القائمون على المهرجان الى جانب ذلك الإشارة إلى الهجرة والبحث عن الوطن البديل كظاهرة بدت للعلن وتطوف العراق والمنطقة باسرها، وحاولوا معالجة تلك الظاهرة الخطيرة من خلال الندوات الفكرية بمشاركة باحثين مختصين في المجالات كافة.
مشاركة عربية
وفيما يتعلق بحجم مشاركة الأفلام العربية في هذا المهرجان أجاب السيد دلشاد: شاركت الأعمال العربية في الدورات السابقة كما شارك الفنانون العراقيون فيها.
وأشار الى ان هذه الدورة شهدت مشاركة أعمال عربية، لكن لا استطيع التحديد لأني لم اشارك في اللجان لهذه السنة، ومشاركتي كانت محصورة في الندوات الفكرية.