مدرسة الموسيقى والباليه.. نعاني من شحة الكادر التدريسي
عامر كاظم /
الكثير منا كان يحلم أن يكون في يوم من الأيام أحد طلبة مدرسة الموسيقى والباليه، اذ يتميز طلبتها عن غيرهم بالموهبة التي تؤهله ليكون طالباً في هذه المدرسة التي يستمر فيها التعليم حتى الدراسة الإعدادية, فيتخرج الطالب متسلحاً بالعلم والفن ويحمل شهادة دبلوم فن.
المدرسة مشهود لها بالتميز داخل العراق وخارجه, طلابها أصبحوا في مستوى مرموق بين أوساط المجتمع العراقي من أطباء ومهندسين وضباط في موسيقى الجيش والشرطة. توجهنا إلى هذا الصرح العراقي المتميز كونها المدرسة الوحيدة في العراق والأولى في الشرق الأوسط وخرجنا بهذه الحصيلة:
مدرسة الموسيقى
يقول مدير المدرسه الأستاذ (أحمد سليم غني) وهو من ذوي الخبرة والموهبة والثقافة والمهنية التي أهّلته لكسب ثقة واحترام زملائه:
تأسست المدرسة عام 1958 حيث كانت تسمى مدرسة الموسيقى للأطفال، وفي عام 1969 أضيف إليها قسم الباليه. ثم في عام 1970 أضيف إليها القسم الشرقي مع القسم الغربي لتدريس الآلات الشرقية مثل الجورة والسنطور والقانون. أول الأساتذة الذين أشرفوا عليها هم الأستاذ الفنان الراحل عزيز علي والأستاذ الراحل الفنان سعد محمد حكمت والكثير من الاساتذة, مع الاستعانة بكادر عراقي وأجنبي روسي للتدريس والإشراف على قسم الآلات الغربية وقسم الباليه والكلاسيكي الروسي وهو منهاج مهم ويدرس على مستوى دولي وعالمي حتى في أوروبا وأميركا. وبعد تخرج عدة دورات من المدرسة انتهى تكليف الكادر الأجنبي عام 1990 وأصبح الكادر من العراقيين فقط، وهذا شيء مفرح أن يكون خريجو تلك المدرسة والمعاهد والكليات العراقية هم من يكملون المسيرة.
أقسام المدرسة
وعن أقسام المدرسة أوضح غني أن مدرسة الموسيقى والباليه تضم عدة أقسام مثل قسم الموسيقى الشرقي وقسم الموسقى الغربي وقسم الباليه. قسم الموسيقى الشرقية يعنى بتدريس الآلات الشرقية مثل الجوزة والسنطور والقانون والعود والناي والآلات الإيقاعية بالإضافة الى نظريات الموسيقى الشرقية ودرس تربية الصوت وتاريخ الموسيقى العربية ومواد لامنهجية وحسب المراحل، والقسم الغربي يعنى بتدريس الموسيقى العالمية.
إضافة الى نظريات الموسيقى العالمية وتاريخ الموسيقى العالمية ودرس تربية الصوت، وهناك فرقة اوركسترا وكورال، بينما يختص قسم الباليه بتدريس فن الباليه الكلاسيكي الروسي.
يبدأ التدريس من الصف الأول الابتدائي أي من عمر 6 سنوات الى السادس الإعدادي أي بعمر 18 سنة, كما أضيف للمدرسة قسم رياض ألاطفال وروضة دار السلام التي تدرس الموسيقى والباليه أيضاً وبإشراف المدرسة من عمر 4 سنوات الى الأول الابتدائي ولدينا كوادر متخصصة بالجانب التربوي في المدرسة لكل المراحل فضلاً عن الكوادر الفنية المتخصصة بالجانب الفني رغم قلة الكادر الموسيقي.
مشاكل ومعوقات
وعن أبرز المشاكل والمعوقات التي تعاني منها المدرسة تحدث غني قائلاً:
نحن نعاني من شحة الكادر التدريسي وخصوصاً في قسم الموسيقى الغربية حيث يحوي هذا القسم أكثر من 560 طالباً، لذ نحاول المناورة بشتى الطرق، وهنا تكمن الصعوبة خصوصاً بعد انتهاء عقود المحاضرين الأجانب, وبعد عام 2003 تم توحيد العقود ليكون العقد لمكان واحد بمعنى أن دفعات الطوارئ تمنح للأساتذة حصراً، أي أن الأستاذ الذي يعمل في معهد الفنون الجميلة لايحق له أن يستحق منحة أخرى ما اضطر إدارة المدرسة السابقة الى الاستعانة بنظام المحاضرات. تستوعب المدرسة حالياً أكثر من 24 محاضراً، لكن بصراحة هناك إجراءت معقدة ويكاد المحاضر لايتسلم أجوره لأكثر من سنة رغم الأجور المتدنية والتي تبلغ في أحسن الأحوال 2500 دينار للمحاضرة, لكن دافع الحب للمدرسة هو من يدفع المحاضرين للاستمرار بالعطاء خصوصاً أنهم من طلاب وخريجي المدرسة وبعضهم متبرع, نطمح ونتوسم بوزارة الثقافة أن تحل إشكالية المحاضرين للموسيقى او إمكانية تعيين الخرجين الذين مضى على إعطائهم المحاضرات أكثرمن عشر سنوات.
حرق وتخريب!
وعن الأحداث والتخريب الذي طال المدرسة ومدى تأثيرها على استمرار رسالتها أجاب قائلاً:
نعم تعرضت المدرسة الى السرقة بالإضافة الى حرقها بالكامل حالها حال المؤسسات التي لم تسلم من السرقة والنهب بعد سقوط النظام, كانت حملة ظلامية لتخريب الذائقة والثقافة العراقية بدليل أن هناك آلات لايمكن نقلها مثل البيانو تعرضت للكسر والتهشيم, كان من واجبنا وبحكم المسؤولية الملقاة على عاتقنا أن نعيد المدرسة الى سابق عهدها حيث تمت الاستعانة بعدة مؤسسات ومنظمات منها منظمة اليونسكو، وبذلك استطعنا إعادة الآلات وتهيئة الكوادر واستمرار الدوام.
حاجة ماسة
من جانبها، تحدثت (زينه أكرم فيضي) مسؤولة قسم الباليه عن القاعات الخاصة بالتدريب وحاجتها للصيانة لعدم استخدامها في الوقت الحاضر وبالأخص الأرضيات وذلك لحاجتهم الماسة إليها في عملهم، فقسم الباليه الذي يحتوي على أربع قاعات لاتستخدم إلا واحدة لتدريب أكثر من 106 طلاب من الأول ابتدائي الى السادس الإعدادي. ومن المعوقات أيضاً التجهيزات الخاصة بطلبة الباليه مثل الملابس والبدلات والكوانتي لارتفاع أسعاره, وعلى ذوي الطالب أن يوفروا هذه الاحتياجات حيث لاتستطيع إدارة المدرسة توفيرها بسبب الشحة المالية.
شكر وتقدير
أشاد مدير مدرسة الموسيقى والباليه بجهود “شبكة الإعلام العراقي” بوقوفها مع المدرسة، وخاصة “قناة العراقية” و”مجلة الشبكة” لنقلها ومتابعتها وتغطيتها للمهرجانات والفعاليات التي تقيمها المدرسة و بثها بالمجان، وهذا ليس بالجديد على الشبكة فهي سبّاقة دائماً لدعم كل الجهود التي من شأنها رفع اسم العراق عاليآ في كل المحافل .