أعداء النجاح
خضير الحميري /
حصل في الفترة الأخيرة..ويبدو إنه يحصل تكرارا، أن يتعرض نجم عراقي (في أي حقل من حقول الأبداع) الى هجوم غير مسبوق على خلفية عمل جديد، أو ظهور جديد، أو تصريح جديد، وتبدو الأسباب بالنسبة لي على الأقل مجهولة..(نفسية، انتقامية، أو عقد اجتماعية ربما) فالنجوم في أي مجتمع من المجتمعات لهم مكانتهم المعنوية وحضورهم المؤثر، والصورة النمطية تضعهم في منزلة رفيعة، فهم في موقع الالهام والاحترام للأجيال القادمة، ونجاحهم الشخصي هو نجاح للمجتمع الذي أهلهم لهذه النجومية..
ومازلت أذكر أن أبناء جيلي كانوا يتسابقون الى شراء صور صغيرة للاعبين العراقيين من المكتبات أو ستوديوهات التصوير(على الرغم من طباعتها البائسة) شدراك يوسف ودكلص عزيز وعلي كاظم وضرغام الحيدري وعمو بابا ولطيف شندل وغيرهم ، وكانت دواليب طلاب الثانويات تحتشد بصور النجوم المحليين والعالميين من فنانين ورياضيين وعلماء، فالشاب في هذا العمر يبحث عن المثال الذي يحتذى به، والصورة المبهرة التي يتمناها لمستقبله..
فما الذي حصل ليتحول المزاج من الاحتفاء الى تصيد الأخطاء..
ربما يبرر البعض هذه الظاهرة بأنها حق النقد المتاح للجميع.. وسهولة توجيه الخطاب (النقدي) من الجميع الى الجميع، الأمر الذي جعل من كل عازف على الكيبورد ناقدا سرعان مايتحول الى (علي الوردي) إذا كان الموضوع يخص المجتمع، و(رودان) اذا كان الموضوع يخص النحت، و(عبد الوهاب) إذا كان الحديث في الغناء، و(شاكر حسن ال سعيد) إذا كان الحديث عن الرسم، و(بيتهوفن) إذا كان الحديث يخص الموسيقى، و(كيسنجر) اذ كان الحديث في السياسة!
قالها عبد الحليم حافظ يوما..الناجح يرفع إيدو، في إشارة الى تمييز المجتمع للناجحين ورفع مكانتهم، ولكن مع اتساع أعداد المنتسبين الى (جمعية أعداء النجاح) واللايكات والكومنتات التي يحصلون عليها من تسقيط الناجحين والنيل من شهرتهم ..
فالناجح ..إشحده يرفع إيده!!