الاعلام والمسرح

1٬396

نجاح العلي/

قد لايعلم الكثيرون ان المسرح اداة اعلامية مهمة في التأثير على الرأي العام، ففي حقل الاعلام هناك نوعان من الاتصال الجماهيري، الأول: الاتصال الجماهيري المباشر عن طريق الندوات والمؤتمرات والمهرجانات والمحاضرات والخطب والمسرحيات.. الخ وهي أكثر فعالية وتأثيرا لانه بامكان المرسل تعديل وتغيير رسالته حسب ردود أفعال الجمهور فقد يطيل المحاضر أو الخطيب في مادته أو يختصر منها أو قد يعيد المطرب أو الشاعر مقاطع من اغنيته أو قصيدته نزولا عند رغبة الجمهور، والحال ينطبق على الممثل في المسرح بوصفه عملا فنيا متكاملا يضم مؤلفا ومخرجا وممثلين وبقية الكادر الفني في خلق عمل فني يحرص القائمون عليه على متعة الجمهور وتفاعلهم عبر النص المكتوب والهادف والتحكم بنبرة الصوت والاضاءة والديكور.. أما النوع الثاني: فهو الاتصال الجماهيري غير المباشر عن طريق وسائل الاعلام واهمها الصحف والمجلات والمطبوعات والاذاعة والتلفزيون والسينما ومواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ان تم استخدامها اعلاميا وتكون استجابة الجمهور ضعيفة وغير واضحة أو بطيئة ومحدودة وتقتصر في الغالب على الرسائل والمكالمات الهاتفية واستطلاعات الرأي.
طلبة كليات الاعلام في جميع انحاء المعمورة لابد لهم ان يعرفوا ويطلعوا على هذين النوعين من الاتصال، لكي يستطيعوا ان يكتبوا رسائلهم بما يتناسب والوسيلة المستخدمة، فالكتابة للصحف تختلف عن الكتابة للاذاعة أو التلفزيون أو المسرح والسينما فلكل وسيلة جمهورها وادواتها ومميزاتها، وتلمست رغبة عالية من طلبتنا في كليات الاعلام والفنون الجميلة لحضور أعمال مسرحية هادفة وجادة واهمية هذا الحضور على الذائقة الثقافية للتمتع بعروض مسرحية كوميدية أو جادة أو حتى أوبرالية واهميتها ايضا على المسيرة المهنية والتعليمية لهؤلاء الخريجين، لكن مع الأسف الشديد هناك نظرة قاصرة لأهمية ما يتم عرضه من أعمال مسرحية تعرض في المسارح العراقية برغم قلتها وندرتها واقتصارها على العاصمة بغداد، هذه النظرة السلبية تم توارثها مع ظهور المسرح التجاري أو بعضهم يلطفه بعبارة المسرح الشعبي الذي ازدهر إبان فترة التسعينات بالتزامن مع الحصار الاقتصادي، ومازالت مستمرة في تقديم عروضها وبروز طبقة من اشباه الممثلين والطارئين على الوسط الفني ليتبؤوا المشهد المسرحي مع قلة من الأعمال المسرحية الجادة التي تخاطب جمهور النقاد بغية الحصول على جوائز في المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وبغية الاطلاع ميدانيا على ما يتم عرضه ذهبت الى احد هذه العروض وتفاجأت من قلة عدد الجمهور واقتصاره على شريحة المراهقين الذين يضحكون من دون سبب في عرض مسرحي باهت اعتمد على الصراخ وترديد النكات الشائعة واداء بعض الرقصات والحركات المثيرة من دون وجود نص مسرحي وحبكة وسرد وتسلسل منطقي للاحداث أو ديكور معبر أو اضاءة معبرة، في حين تقدم المسارح العربية عروضا مسرحية فيها مقاطع راقصة مدروسة لفرق استعراضية متدربة تغلب عليها الكوميديا الهادفة مع بعض المشاهد الدرامية المؤثرة في حبكة مسرحية يكتبها اناس لهم باع طويل وثقافة ودراية في هذا المجال، فاين نحن منهم في هذا المجال، وهل تم استثمار المسرح كاداة اعلامية مهمة ومؤثرة؟ اترك الاجابة للمتخصصين في هذا المجال.