الشرطة يجتاز الكويت الكويتي لعباً وأداءً
تحليل – علي النعيمي /
حقق فريق الشرطة بكرة القدم فوزاً ثميناً على ضيفه الكويت الكويتي بهدفين نظيفين جاءا بقدمي المحترف الكونغولي مابكو جونيور، فى مباراة الإياب التي أقيمت على ملعب كربلاء الدولي ضمن دور الـ32 من البطولة العربية (كأس محمد السادس) للأندية الأبطال.
إمكانات فريق الشرطة المهارية والبدنية وطريقة لعب مدربه الصربي اليكساندر إليتش كانت كفيلة بعبور العقبة الكويتية، وحافظ ممثل الكرة العراقية على أسلوبه في التنويع والمرونة الخططية في عملية تحضير الهجمات والبناء الخططي السلس في طرفي الملعب والضغط عند فقدان الكرة والهجوم السريع بعد الحيازة والانتقال من الدفاع الى الهجوم، لإجبار منافسه على فقدان الكرة، بالإضافة الى التبادل المستمر في المراكز مع نقل الكرات بطرق متعددة والرهان على المناولات البينية أو الساقطة خلف المدافعين بفضل مهارة السرعة والتكنيك العالي للاعبي الخبرة، ولاسيما المحترف الكونغولي مابكو جونيور الذي بصم إبداعه بتسجيله هدفي الفوز.
تحضير الهجمات
طريقة تحضير هجمات الشرطة تنوعت ما بين اللعب المباشر إلى الأمام بالكرات العالية الى طرفي الملعب أو الى منطقة الجزاء والإفادة من انطلاقات المهاجم الشاب علي يوسف الذي هدد المرمى الكويتي في أكثر من مناسبة، بل أضاع مع زميله علاء عبد الزهرة ثلاثة أهداف محققة، لكن أغلب الكرات لم تكن مثمرة، ولاسيما في الشوط الأول، وتعامل معها الفريق الكويتي بذكاء، إذ أجاد رصّ الصفوف واللعب بدفاع المنطقة ما عقّد المهمة على لاعبي الفريق العريق في التسلم السهل والتصرف البعيد عن الرقابة، لكن المدرب إليتش كان يراهن دائماً على الكرة الثانية المرتدة من الفريق المنافس لتفعيل الهجمات ثانية خارج منطقة الـ18 ياردة، فضلاً عن العودة الى أسلوبه الذي ميّز كرة القيثارة في حقبة هذا المدرب، أي التحضير غير المباشر وتدوير الكرة مع الحيازة والتسلم بين خطوط اللعب بواسطة الكرات البينية الى الأمام وفي الثلث الهجومي تحديداً فضلاً عن الركلات الثابتة التي هددت مرمى الفريق المنافس.
اللامركزية في التحركات
أدى كل من علي يوسف وعلاء عبد الزهرة في الشوط الأول، يضاف لهما جونيور ومهاوي ومروان في الشوط الثاني أدواراً خططية متعددة كانت تهدف الى خلخلة دفاعات الفريق الكويتي، لفسح المجال أمام كرار جاسم ونبيل صباح وضرغام اسماعيل للدخول من طرفي الملعب الى العمق أو إعطاء أدوار هجومية أكثر لكل من أمجد عطوان وسعد عبد الأمير في التحرك خلف الثنائي (عبد الزهرة – يوسف) لكن تمركز كرار جاسم كان خارج منطقة جزاء الحارس حميد القلاف في كثير من الأحيان، لكنه اشترك في هجمات عدة عدا واجبه في التمرير الجانبي أو البيني باتجاه عمق الدفاع الكويتي، إلا أن علامات الإرهاق ظهرت عليه وكأنه يعاني من إصابة قديمة.
قراءة إليتش
اعتمد الكويت الكويتي على الستراتيجية الدفاعية المحكمة؛ تثبيت أربعة مدافعين في الخلف أمامهم خمسة من لاعبي خط الوسط بقيادة لاعبي الارتكاز سيسوكو وشريدة الشريدة اللذين كانا يوجهان الجميع لتفعيل وتعزيز تلك الواجبات في منتصف الميدان، واستطاع مدرب الشرطة اليكس إليتش وضع رقابة صارمة على تحركات صانع ألعاب المنتخب الكويتي الأول ونادي الكويت فيصل زايد الذي شكل العلامة الفارقة في مباراة الذهاب الذي تراجع إلى الخلف بالإضافة الى زميله كالديرون عبر التدخلات والصراعات الثنائية لسعد عبد الأمير وأمجد عطوان فضلاً عن نبيل صباح، وبدا يوسف ناصر وحيداً في الأمام بين المدافعين علي فائز الذي كان يشترك كثيراً في مرحلة تحضير الهجمات الى جانب زميله سعد ناطق، فحدّ هذا الثلاثي الكويتي من خطورتهم التي تتضح في البحث عن المساحات خلف المدافعين وضرب المدافعين عبر الكرات الخلفية الساقطة والتعامل مع التمريرات المفتاحية. أسلوب تحضير الفريق الكويتي بقيادة المدرب حسام السيد معروف بالرهان على الكرات البينية أو الساقطة خلف قلبي الدفاع وحارس المرمى.
مهاوي في الأمام
الشوط الثاني كان مثيراً وشهد مشاركة الظهير علاء مهاوي بدلاً عن كرار جاسم الذي أتقن واجبات “وسط طرف يمين” الملعب في حين انتقل نبيل صباح الى جهة اليسار، فمنح المدرب اليتش الواجبات الهجومية لوليد سالم في التقدم وتكوين زيادة عددية في وسط الملعب وفتح العمق الكويتي، ولزيادة خيارات التمرير وتحرك الكرة بانسيابية عالية لفتح الخطوط أمام لاعبي الوسط، يقابله تراجع الفريق المنافس الى ملعبه لتعقيد الموقف وسد المساحات، وقد شكل مهاوي خطورة واضحة في تلك الجهة عبر اختراقاته والتوغل أو الإسناد الدائم في الهجمات بالإضافة الى انتقاله الى العمق وفسح المجال في تفعيل الركض التداخلي أو الربط في هذه الجهة لوليد سالم الذي أهدر فرصة محققة في الوقت الاضافي.
جونيور المنقذ
كذلك كان الزجّ بورقة الكونغولي مابكو جونيور الذي لعب بدلاً عن نبيل صباح عاملاً إيجابياً في تفعيل القدرات الهجومية وتشكيل محاور ضغط على الدفاع الكويتي، جونيور يحسن التمركز بين المدافعين كما حصل في هدفه الأول وكذلك براعته في تفريغ نفسه في الكرات الهوائية والكروسات كما فعلها في هدف الفوز الثاني الأغلى، فضلاً عن قوته في الحجز والحفاظ على الكرة تحت الضغط، وكان يتسلم الكرات من خارج منطقة الجزاء في الوسط وتارة في جهة اليسار وأحياناً يتحول الى محطة في الأمام، وعززه مدرب الشرطة بتبديل آخر عندما حل مروان حسين بدلاً عن علي يوسف، وهنا بدأت الهيمنة الشرطاوية واضحة وإنْ أهدرت فرص سانحة عدة للتسجيل. لقد كانت مباراة مثيرة أجاد فيها لاعبو الشرطة الانضباط الخططي والصبر في بناء الهجمات، لكنهم افتقدوا الدقة في التهديف.