الفنان قاسم الحسيني نحتاج لغةً نقديةً تواكب الإبداع

1٬001

هناء العبودي /

قاسم جليل الحسيني… من مواليد بابل 1970، دكتوراه فنون جميلة، عضو نقابة الفنانين العراقيين، عضو المركز العالمي للفنون التشكيلية،عضو اللجنة النقدية في موسوعة الفن التشكيلي والخط العربي – رئيس لجنة ملتقى عشتار الدولي الثالث 2017 / مصر، تدريسي في كلية الفنون الجميلة / جامعة واسط، مشارك في العديد من المعارض داخل وخارج القطر حاصل على جائزة الإبداع في المسابقة الوطنية للمبدعين العراقيين 2017.
صدرت له عدة مؤلفات في الفن التشكيلي منها :”تداولية المقاربات الصوفية في الخطاب البصري، الخطاب التشكيلي تجليات العقلي والروحي، المنظومة الزخرفية في الفنون الاسلامية، الفن الملتزم والفن للفن – المعنى في الفكر والفلسفة، التجلي والمعرفة الصوفية – رؤية في التشكيل البصري، وتحت الطبع مؤلفات عدة ، فضلاً عن دراساته النقدية في عدد من المجلات والصحف العربية”.
* ماهي كوامن الفن التشكيلي، وماهي محفزاتك كفنان؟
– الفن التشكيلي منظومة واسعة الأفق لها تداعيات تشتغل وفق اتجاهات عديدة، فهناك ما يرتبط بالبعد التخيلي والحدسي، وآخر يرتبط بالمنظومة العقلية واتجاهاتها المنطقية، الى جانب البعد الروحي الذي يشتغل ضمن الضرورة الداخلية وفعل الوجدان.. الفن التشكيلي بكل أساليبه وتقنياته يحتضن كوامن تكاد تقترب من ذاتانية الفنان من جهة والمجتمع من جهة أخرى، وهذا ما يجعل الفن يتجه نحو جدلية الالتزام والفن لذاته، إلا أن الفن المعاصر يكاد يخرج من هذه المسميات ليضج باللامعقول والمفكك والتدميري والمهمش استناداً الى متركزات الفكر المعاصر الذي غاير فعل الحداثة وكلاسيكيات الفن القديم.
* ما الذي يقربك للّوحة، وما يبعدك عنها؟
– اللوحة بالنسبة لي هي الوطن، فكلما اقتربت منها كلما وجدت وطني.. هي الملجأ الذي تنتزع منه محدودية الزمن، اذ لا زمان عندي في وطني (اللوحة).. فما يقربني منها الروح التي تتحرك وتحوم في فضائها.. ولا أعتقد أن هناك شيئاً ما يبعدني عنها، سوى هروبها مني عنوة باتجاه المتلقي.
* هل تُعد أعمالك تراثية أم أنك توظف التراث والحداثة معاً؟
– التراث جزء من البنية التي أنتمي اليها، فلا انتزاع للحضارة والتراث والتاريخ في أعمالي، إنها استمرار للحاضر والمستقبل.. لذا يكون توظيف التراث من خلال إشارات ودلالات رمزية يتم تناولها وفق موضوعات متعددة، ترتبط بالأسلوب الحداثوي والرؤية الذاتية وفق معالجات تقنية مختلفة..
* ماذا تقول حول هذه المقولة (النقد الفني ليس تفسيراً للنص بل هو تأويل له)؟
– النقد الفني له مناهجه النقدية القديمة والمعاصرة، وقد أخذ النقد يتواكب مع النتاج الفني منذ اول ظهور للفن، فكان النقد في بادئ الأمر يتجه نحو الانطباعية او التأثرية والتاريخية والنقد السياقي، ليكون مفسراً ومحللاً باتجاه مقصدية الفنان من جهة والمعنى الداخلي من جهة اخرى.. إلا أن النقد المعاصر تطور كما تطور الفن وأحدث ثورة ضد الكلاسيكية والتقليدية، ليكون واسع الأفق نحو التداولية والظاهراتية والتفكيكية والبنيوية وما بعدها، لذا على الناقد الموضوعي أن يتمتع بقدرة عالية في كيفية رصد النص الفني وقراءته وفق منهج نقدي محدد يبتعد فيه عن التأويلية الاعتباطية ، فهناك نصوص فنية تحتاج الى تأمل وتمعن وفرز الإشارات وفك الرموز ومن ثم الإحاطة بكل ملابسات النص وقراءة الشفرات التي تختفي وراءه.. بالرغم من أن المتلقي بصورة عامة أصبح هو الآخر ناقداً يمنح النص الفني معاني جديدة تختلف عن قراءة الناقد المختص.
* ما التنظير النقدي ومن أين يستمد أدواته؟
– التنظير يقابله التطبيق، فعندما يقال التنظير النقدي يعني أن هناك جدلية واضحة مع مفهوم آخر يتمثل بالتطبيق النقدي، ولعل ذلك يعود الى وجود تنظيرات بعيدة عن المنهجية الحقيقية التي تبحث في رصد النصوص الإبداعية والوقوف على كل شاردة وواردة داخلها.. بينما التطبيق النقدي يتمثل بوجود منهج حقيقي راصد يستطيع الناقد من خلاله النفاذ نحو كينونة النص ومن ثم وضع الأسس الحقيقية لقراءته، فالتنظير قطع السبل على النقاد الذين لديهم القدرة على تطبيق المناهج والمعايير النقدية.
* هل للنقد الفني مدارس كما هو الحال مع الشكيل؟
– هناك من يطلق عليها مناهج او اتجاهات نقدية، وهي تنقسم الى مناهج نقدية قديمة (النقد النفسي، الأسطوري، الكلاسيكي، السياقي، التأثري، التاريخي، الاجتماعي والماركسي) وأخرى معاصرة (الأسلوبية، البنيوية وما بعدها، التفكيكية، التداولية، الظاهراتية، النقد الثقافي، السيميائي، القراءة والتلقي، النقد النسوي).
* الدادائية الجديدة، حركة الفلوكسيس، فن البيئة، الفن المفاهيمي او فن الحد الأدنى، الفن الفقير او المتقشف وفن الميديا ماهو تعليقك على هذه المصطلحات؟
– هذه ليست مصطلحات إنما اتجاهات وحركات فنية لها أساليبها وقواعدها الخاصة استمدت من المحيط البيئي وما هو مهمش ومبتذل، فكل واحدة من هذه الحركات تمتلك جمالية في صيغة التعبير والتشكيل، وهي بشكل وآخر تعود الى قدرة الفنان على كيفية الإفادة من حيثيات العالم الخارجي وتشكيل رؤيته الجمالية وفق صيغ متعددة تنتمي– الى حد ما – للنزعة الإنسانية والبيئوية كما فعل – على سبيل المثال لا الحصر – (جوزيف بويز) في حركة الفلوكسس، (راوشنبرغ) في الدادائية الجديدة، (دونالد جاد) في فن الحد الادنى.
* لقبك ( سفير السلام) مالذي منحه إياك، وفي أية سنة، وهل حصلت على ألقاب اخرى؟
– منحت لقب (سفير السلام) للثقافة والفنون من منظمة جسور السلام والثقافة في كاليفورنيا بأميركا في 1 / 11 / 2016