رنين تبوني: بالشعر.. اهرب من الواقع !

1٬719

 احمد سميسم /

أسمها له ايقاع خاص يتناغم مع مفرداتها التي تخطها فوق اجنحة النوارس وأوراق الشجر، كان لها حضور مميز على الشاشة، إستطاعت من خلاله ان تخطو خطوات صحيحة ومدروسة وتجذب لها الأنظار لتكون في طليعة المتنافسين بين أقرانها من الشعراء.. إنها الشاعرة والإعلامية رنين تبوني التي حلت ضيفة على (مجلة الشبكة) فكان هذا الحوار:

¶ كيف تصفين رحلتك في عالم الشعر؟

-كانت رحلة جميلة جدا وممتعة برغم قصر مدتها التي لا تتجاوز ست سنوات تقريبا من الكتابة، لكن اعتبرها من أجمل رحلات حياتي فهي تجعلني أغوص في عالم ملىء بالخيال واهرب من الواقع المعاش الى واقع آخر من الجمال والإحساس واشعر وكأنني في فضاء واسع يتسع لي فقط.

¶انت تخوضين تجربة تقديم البرامج التلفزيونية ألا تخشين فقدان هويتك كشاعرة؟

– نعم من الضروري ان يحتفظ الشاعر بهويته بعيدا عن المجالات الأخرى، لذا تجدني دائما افضل ان اختار البرامج التلفزيونية التي لها علاقة بالشعر، أما الإعلام فهو عمل مكتسب.

¶من من الشعراء تحرصين دائما على ان يقرأ شعرك أولا ويقدم النقد له؟

– هنالك اكثر من شخص اثق برأيه واحرص على الاستماع له، خاصة عندما انجز قصيدة جديدة، منهم الشاعر رياض الركابي، والشاعرة صابرين الكعبي، والشاعر حمزة الحلفي.

¶هل تختلف موضوعات الكتابة لدى الشاعر عنها لدى الشاعرة؟

-هنالك اختلاف كبير فأدوات الشاعرة يسودها الترافة والرقة وربما الأنوثة الطاغية في أشعارها، أما الشاعر ففي نصوصه مصطلحات ذات خشونة أو قاسية في بعض الأحيان نسبة لذكوريته واحتكاكه بالحروب والمجتمع الخارجي.

¶هناك شاعر غنائي وشاعر قصيدة أين أنت؟

-بدأت كشاعر قصيدة، ومؤخرا خضت تجربة النصوص الغنائية.

¶ايهما الأقرب اليك رنين الاعلامية أم رنين الشاعرة؟

–اكيد رنين الشاعرة، لان الشعر موهبة من الله سبحانه وتعالى وهو الأقرب لتجسيد مافي خلجات النفس. أما الاعلام فهو شيء مكتسب.

¶كيف هي نظرة المجتمع العراقي الى المرأة الشاعرة هل انصفها؟

-اعتقد ان المجتمع العراقي بدأ يتقبل وجود إعلامية أو شاعرة ويتفاعل معها نسبة لتطور المجتمع وانتشار التكنولوجيا ومدى احترام الجمهور لظهور لتلك الشاعرة، وذلك من خلال منجزها الشعري وايضا الشكل الخارجي يلعب دورا في هذا المجال، أما بالنسبة للنقد فقد تعرضت له ودائما ما تكون المرأة عرضة للنقد، فكيف الحال اذا كانت شاعرة وإعلامية؟

¶هنالك اتهام يتكرر ويكاد يلتصق بالشاعرات من حيث القول أنهن لم يكتبن الشعر، بل يكتب لهن بماذا تعلقين، وهل وجهت لك تهمة كهذه؟

– بالتأكيد وجه لي مثل هذا الاتهام في البداية عندما ظهرت في الساحة الشعرية، لكن بدأ يزول من خلال كتاباتي المستمرة وقصائدي المتنوعة ومشاركتي في المهرجانات والمحافل الثقافية، وصار لي لون خاص يعرفه الجمهور ومن يتابعني عن قرب لذا ولدت الثقة والحمد لله.

¶خلال مهرجان البصرة الشعري جرى تقديمك الى المنصة بوصفك شاعرة مسيحية هل أزعجك ذلك؟

-لم يزعجني هذا الأمر، فأنا مسيحية وافتخر بانتمائي لهذه الطائفة ويسعدني وجودي في البصرة الفيحاء وسط أهلي ولي الشرف الكبير ان القي قصيدة تتغنى بحب الحسين عليه السلام .

¶مؤخرا صورت فيديو كليب شعريا حمل اسم (أنانية) هل انت فعلا انانية؟

-نعم أقولها بصراحة أنا أنانية في الحب. وقد تم تصويره في أربيل من إخراج الفنان سوران علي شريف.

¶هل قدمتِ نصوصا غنائية لمطربين عرب؟

– نعم قدمت نصا غنائيا للمطربة السورية نورعرقسوسي بعنوان (معقولة) من الحان علي بدر سينجز قريبا ان شاء الله، وعراقيا هنالك تعاون ايضا مع الفنان حسام الرسام .

¶متى تخونك المفردة وتبعدك عن الكتابة؟

– عندما تمس المفردة جراحي وتحرك الشجن بداخلي اشعر ان المفردة تراوغني وتبتعد عني، لكني اشعر بالمتعة بعدها عندما انتهي من كتابة القصيدة لكونها نابعة من احساس صادق .

¶الحبيب هل له نصيب في كتاباتك؟

-نعم كتبت لزوجي قصيدة (أحبك ليل)، بالرغم من صعوبة الكتابة للحبيب أو الأم لقربهما من المشاعر والقلب بشكل كبير .

¶برأيك أيهما اكثر تأثيرا بالمتلقي احساس الشاعرة أم الشاعر؟

-برأيي الجنس ليست له علاقة بهذا الموضوع، فالشعر هو فقط عنصر التأثير والتشويق والاثارة بالجمهور بغض النظر سواء كان شاعرا أم شاعرة .

¶في احدى قصائدك وصفتي نفسك بـ (أجراس الكنائس) لذا لمن يقرع رنين قلبك؟

-قصيدة (أجراس الكنائس) هي قصيدة وطنية تدعو لتوحيد الأديان والتآخي بين المسيحيين واخوانهم المسلمين وتلاحمهم مع بعض لم اقصد بها العاطفة، فإذا كان رنين قلبي يقرع فهو للحبيب .

¶ في حياة كل منا لحظات لا تنسى قد تكون لحظات سعيدة أو مؤلمة فما هي أهم اللحظات في حياة رنين تبوني؟

-كثيرة هي اللحظات والموقف السعيدة والحزينة، فأصعبها كانت لحظة وفاة والدتي، أما اجمل اللحظات فهي حينما أرى محبة الناس لي وتشجيعهم وقبولهم حضوري فهذا يعني لي الكثير.

¶هل تجدين ان الأصوات الشعرية النسوية العراقية تطورت أم ما زالت في الظل؟

– الأصوات الشعرية النسائية في طور التطور، خصوصا في الفترة الأخيرة فقد ظهرت اكثر من شاعرة عراقية وهذا يسعدني ليكون لي زميلات ومنافسات في الوسط الشعري.

¶هل من حلم يراودك؟

– احلم بعودة جميع النازحين لديارهم وعودة البسمة لترتسم فوق شفاه العراقيين .