اللهمّ احفظ العراق وأهله
#خليك_بالبيت
مدير التحرير/
قال عزّ من قائل في آية من سورة البقرة: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، ويتكرّر التحذير منه سبحانه وتعالى في آية من سورة النساء بقوله: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما”، ولايمكن لهذا المقال المتواضع أن يحصي عدد الاحاديث والوصايا التي جادت بها ألسنة الرسل والاولياء، محذّرة من الاستخفاف بروح الانسان التي حرّم الله قتلها أو الإضرار بها، اليوم ونحن نعيش هذا الوضع المأساوي والوباء المفترس الذي استعمر العالمِوبطش بساكنيه ببلاء لم نعهده من قبل، علينا جميعا الالتزام قولا وفعلا بتعليمات الجّهات المختصة وتطبيق الإرشادات التي تجنبنا وعوائلنا وأهلنا وجيراننا وأبناء شعبنا ويلات هذا المفترس غير المرئي،ونتقيَّد بوسائل السلامة التي أوصت بها كوادرنا الصحية وساندتها بكل قوة المراجع الدينية إلى الحد الذي أوصت فيه بعدم المصافحة والمعانقة وعدم جواز التجمهر والتزاور وصلاة الجمعة وعدم التجمع لأغراض الزيارات في المناسبات الدينية حرصا منها على سلامة المواطن وديمومة الحياة في بلدنا العزيز، وفي هذا الشأن نتمنّى من جميع مديريات الأوقاف الدينية بجميع مؤسَّساتها أن تقوم بتحويل دور العبادة إلى مراكز طبية لمكافحة هذا الوباء لاسيما أنّ وزارة الصحة تعاني من شحة مراكز المعالجة والحجر الصحّي، ومادامت مساجدنا وحسينياتنا وكنائسنا ومعابدنا وأديرتنا تخلو من المؤمنين في الوقت الحاضر تفاديا للتجمعات التي هي السبب الرئيس لانتشار المرض فعلينا استغلال تلك المواقع الطاهرة لمكافحة هذا الوباء وتطبيق قوله تعالى: “واذا مرضت فهو يشفين”، لأنّ تلك الأماكن المقدسة لانفع لها من غير مؤمنين أصحّاء يؤازر بعضهم بعضاً ويتعطّرون بذكر الباري والدعاء تحت سقوف بيوت الله لحفظ الوطن والمواطن من شر هذه البلية، ولا يفوتنا أن نناشد جميع المؤسَّسات التعليمية والرياضية التي تتوفر فيها قاعات مغلقة أن تستغل كمشافٍ للمصابين، لاسيما أنّ الكثير من المواطنين الشرفاء قد سبقوا الدوائر الحكومية إلى هذا الأمر بتبرُّعهم بفنادق وقاعات لهذا الغرض، وأكف الجميع مرفوعة إلى السماء وهي تردّد بصوت واحد؛ اللهمّ احفظ العراق وأهله فأنت خير الحافظين.
النسخة الألكترونية من العدد 356
“أون لآين -1-”