عودة الحياة للمكتبة الوطنية البريطانية
#خليك_بالبيت
ورود الموسوي /
أعلنت المكتبة الوطنية البريطانية عودتها لفتح أبوابها أمام الباحثين والطلاب والسائحين بدءاً من الأول من أيلول لهذا العام بعد أن أغلقت أبوابها، شأنها شأن القطاعات العامة الأخرى بسبب جائحة كورونا. وعدّ اللندنيون هذا الخبر بمثابة عودة الأمل لهم رغم الأوضاع المتردية.
ولم تتوقف المكتبة عن نشاطاتها بعد أن أُغلقت بسبب فايروس كورونا بل استكملت نشاطاتها المعهودة عبر منصات الانترنت والتواصل الاجتماعي ونشطت كثيراً خلال فترة الحجر التي اجتاحت المملكة المتحدة وخصّصت نشاطاتها لمساعدة طلاب الدكتوراه بشكل خاص من خلال ورشات عمل متخصّصة. كما أنّها سرّعت عملية نقل المخطوطات والكتب البحثية باللغات المتعدّدة لتصبح متوفرة على النت للباحثين والمهتمين لكن حجم المخطوطات والكتب الموجودة داخل المكتبة لا تُنقَل بهذه السرعة لذلك ما زالت بعض المصادر غير متوفرة عبر النت.
معلم العاصمة
وتعدّ المكتبة الوطنية البريطانية British library واحدة من معالم العاصمة البريطانية لندن إذ كانت جزءاً من المتحف البريطاني وتم فصلها عام ١٩٧٣ بعد تزايد الكتب فيها لتكون مكتبة مستقلة. كما أنها إحدى أهم مراكز البحث في العالم كونها ثاني أكبر المكتبات العالمية من حيث حجم محتوياتها، إذ تضم المكتبة نحو مئة وخمسين مليون كتاب من كل بقاع العالم وبمختلف اللغات وبأشكال مختلفة، سواء المطبوعة أو الرقمية، مثل الكتب والمخطوطات والرسومات والمجلات والجرائد والتسجيلات الصوتية والتسجيلات الموسيقية والفيديوهات وبراءات الاختراع والخرائط والطوابع وقواعد البيانات وغيرها. ومن بين أهم محتويات المكتبة وجود نحو أربعةَ عشرَ مليون كتاب كما أنها تحتوي على كميات ضخمة من المخطوطات والآثار التاريخية القديمة التي تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد.
مجموعة المخطوطات العربية
ومن بين أهم مقتنيات المكتبة البريطانية التي ميّزتها عن غيرها من المكتبات في العالم “مجموعة المخطوطات العربية” وقد نال وجود هذه المجموعة شهرة عالمية كبيرة وذلك لجودة محتوياتها، وتنوع موضوعاتها، إذ تحتوي المجموعة على تشكيلة من أندر المخطوطات النفيسة للقرآن الكريم، وكذلك نسخ موقّعة عالية الجودة من الأعمال القانونية والتاريخية والأدبية والعلمية المهمة.
ولم تقتصر المجموعة على النسخ القرآنية فقط بل تنوعت المواضيع بها حسب تنوعها الكبير، فنجد فيها كتباً ومخطوطات في علوم القرآن والتفسير والحديث وعلم الكلام والفقه الإسلامي والتصوف والفلسفة والنحو وفقه اللغة العربية والمعاجم والشعر وأنواع الأدب الأخرى، والتاريخ والطوبوغرافيا والسير والموسيقى وغيرها من الفنون والعلوم والطب والنصوص المتعلقة بالدروز والبهائيين والأدب المسيحي والأدب اليهودي، وغيرها من الموضوعات النادرة جداً كالسحر والرماية والصيد بالصقور وتفسير الأحلام وهي مؤرشفة بدءاً من باكورة القرن الثامن وحتى القرن التاسع عشر الميلادي.
عُرف عن المكتبة البريطانية حرصها على اقتناء كل ما هو نادر وثمين وقد حصلت على كل هذه المخطوطات الغريبة والنادرة من مختلف الدول العربية والإسلامية ومن دول أخرى بها جاليات عربية أو إسلامية كالهند والصين وإندونيسيا وماليزيا وغرب أفريقيا، والهدف من ذلك هو التنوع والتميز الخاص لكل ثقافة ولكل بيئة ولكل لغة ولكل أسلوب كتابي تحتويه المخطوطات.
ومن الجدير بالذكر أن المكتبة البريطانية تضيفُ لمحتوياتها سنوياً ثلاثة ملايين كتاب جديد.