“نادي السينما العراقي” يعود إلى الحياة بعد 17 عاماً

1٬309

أحمد سميسم /

يعود ملتقى “نادي السينما” العراقي من جديد إلى الواجهة الفنية السينمائية بعد أن غيّب لسنوات طوال منذ انطلاقه في ثمانينات القرن الماضي من على أرض مسرح الرشيد حيث كان مقصدا فنيا لكثير من الأسر العراقية والمهتمين بالشأن السينمائي لمشاهدة الأفلام الممتعة العربية والأجنبية التي كانت تعرض في نادي السينما العراقي..
بعد عام 2003 والدمار الذي ألحقته الحرب وتدمير بناية مسرح الرشيد بشكل شبه كامل توقف نادي السينما واستمر هذا التوقف لمدة 17 عاما ولم نشهد عودة جديدة لهذا النادي رغم بعض المحاولات التي لم تستمر طويلا، مؤخرا تم التصويت في مجلس إدارة دائرة السينما والمسرح لإعادة العمل بهذا النادي وعلى مسرح أشور الذي يتسع لـ 150 شخصا، إذ تمت تهيئة مجموعة مختارة من أهم الأفلام السينمائية لتعرض على جمهور النادي، وبذلك يمكن العودة إلى طقوس وأجواء المشاهدة السينمائية التي كان يوفرها النادي لرواده كما كان في السابق بجهود عدد من الفنانين والمختصين بالفن السابع.
طقس المشاهدة السينمائية
قال مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح مدير نادي السينما العراقي كاظم السلوم لـ (الشبكة): إن أهمية عودة نادي السينما تكمن في إعادة طقس المشاهدة السينمائية الذي غاب مع غياب دور العرض السينمائي، وأصبحت مشاهدة الأفلام تقتصر على شاشات التلفزيون، إذ نعمل في نادي السينما على نشر الثقافة السينمائية من خلال عرض أفلام لمدارس سينمائية مختلفة، فكان عرضنا الأول هو فيلم المرآة، للمخرج الروسي أندريه تراكوفسكي، وعرضنا القادم الفيلم الايطالي ساعي البريد، ومن ثم سنعرض فيلما مدته ١٣٤ دقيقة بلقطة واحدة للمخرج ساكوروف، كذلك يعقد النادي ندوات نقاشية نقدية لتحليل الأفلام مما يوفر فرصة لمحبي السينما للاطلاع على المضمر في الافلام من خلال تأويل النص المرئي، وفك رموزه ودلالاته، هذا كله يرسم الأهمية الكبيرة لنادي السينما، الذي نعمل جاهدين على استمراره وندعو الجمهور إلى الحضور لعروضه.
عروض ممتعة
عبّر الباحث والمؤرخ السينمائي مهدي عباس عن سعادته بعودة نادي السينما لا سيما في فترة تأثر جميع الأنشطة الثقافية والفنية بسبب جائحة كورونا، مشيرا إلى أن النادي كان متواجدا منذ الثمانينيات وصولا للتسعينيات، وكانت تعرض فيه أفلام متميزة من مختلف المدارس السينمائية، وبكل تأكيد سنرى في الأيام المقبلة عروضا ممتعة ومنتقاة بشكل جيد بسبب خبرة المشرفين عليه.
موضحا بأن إعادة افتتاح نادي السينما التابع لدائرة السينما والمسرح بعد سنوات طويلة من التوقف وذلك في مسرح آشور الجديد في مبنى المسرح الوطني، واختير فيلم “المرآة” الذي أنتج عام 1975 للمخرج الروسي المعروف اندريه تاركوفسكي، يعد الفيلم سيرة ذاتية فنية بحتة وتجربة سينمائية خاصة، شكرا لكل من أسهم في إعادة نادي السينما من جديد الذي جمعنا كسينمائيين عراقيين.
نوادي السينما ليست للترفيه
يعتقد الإعلامي والناقد السينمائي علاء المفرجي أنَّه منذ السبعينيات أقيمت العديد من النوادي السينمائية لكنّها للأسف اختفت لأسباب كثيرة ليس هناك مجال للخوض فيها، مشيرا إلى أن نوادي السينما ليست مناسبة للترفيه او لقضاء الوقت، من خلال عرض الأفلام أو حتى مناقشتها من قبل الحضور، فالنوادي السينمائية مهمتها أكبر من ذلك؛ فالنادي السينمائي يجب أن ينهض برفع الوعي والذائقة لجمهور السينما، بل حتى ليقوم بمهمة توفير عناصر البنى التحتية من خلال إقامة الورش السينمائية واستعراض الظواهر السينمائية وتدريب أن إمكن أعضاء النادين الشغوفين بالسينما للإسهام في الانخراط في العمل السينمائي، ولنا هنا أن نتذكر نادي السينما في مصر الذي يعد الاقدم من بين نوادي السينما في الوطن العربي، إذ لعب النادي دورا تاريخيا كبيرا وحاسما في حياة الكثير من الشباب الذين التحقوا بعضويته وعاصروا تجربته وواظبوا على حضور عروضه ونشاطاته، ودفعت أجيالا من الشباب لدراسة السينما والاشتغال بها، لذا يجب أن يلم نادي السينما بشرط إنشائه؛ بوضع نظام داخلي له يتضمن الاهداف التي يسعى إلى تحقيقها، والتي تكون في خدمة النهوض بواقع السينما في العراق.