بطولة الخليج العربي

512

يوسف المحمداوي /

خبر إقامة بطولة الخليج العربي في الدورة الخامسة والعشرين يكاد يكون العنوان الرئيس لأغلب القنوات الرياضية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في العراق، لكون البصرة هي الحاضن لتلك البطولة بحسب ما تشير الأنباء، لكن اللافت للنظر حجم التوسل العراقي من قبل مسؤولي الرياضة في البلد؛ الذي بلغ حدّ الاستقتال لاحتضان تلك البطولة وكأنَّها بطولة كأس العالم وليست بطولة مصغرة لدول الخليج العربي، وهي بطولة لم تنل الاعتراف من قبل الاتحاد الدولي “الفيفا” إلى يومنا هذا، والسبب في عدم اعترافه تسميتها بالخليج العربي بينما الجارة إيران تطلق عليه الخليج الفارسي ولكي لا يدخل الفيفا في هذا المعترك السياسي تجاهل البطولة، على الرغم من مرور ما يقارب الخمسة عقود على إقامتها، وهنا اتذكر حادثة لطيار يوناني كان متعاقداً مع الخطوط الجوية الإيرانية حين حلَّقت طائرته على الخليج، قال من خلال مكبر الصوت: “نحن الآن نحلّق على الخليج العربي”، فثار الركاب الإيرانيون على الطيار ووصلت شكواهم إلى الإدارة العامة فقامت بفصل الطيار اليوناني وإنهاء عقده.
السؤال الأهم ما الجدوى الاقتصادية التي ستثمر من إقامتها في العراق لا سيما أنَّها ستشهد غياب الجمهور بالكامل في حالة استمرار وباء كورونا باقتناص الأرواح، وهذا يعني أن العراق الذي يعاني من الأزمة الاقتصادية سيتحمّل نفقات الاستضافة لسبعة وفود عربية بإداراتها وكوادرها الفنية ولاعبيها فضلا عن الوفد الذي يمثلنا من غير أي مردودات مادية لا سيما أنَّها تقام من غير جمهور.
المشكلة الكبيرة هي تذمُّر بعض الدول الخليجية من إقامتها في العراق واختلاق المبررات لذلك التَّذمُّر، وعلى سبيل المثال لا الحصر ذريعة الجانب الأمني غير المستقر في العراق، وما يجعلنا في موضع الاستغراب أن البطولة أقيمت في اليمن في ظل الحرب الدائرة في ذلك البلد المبتلى، ولغرض تأكيد تلك الذريعة زار العراق وفد مؤلف من عدة دول خليجية للتأكد من سلامة الملاعب والفنادق والمستشفيات وقدرتها على استيعاب الوفود الخليجية التي ستحضر لهذه البطولة، في الوقت الذي لم تتعامل دول الخليج مع أي دولة خليجية أخرى وحتى مع اليمن بهذه الشاكلة من تأليف لجان تفتيشية، والمصيبة أنَّ معالي وزير الشباب والرياضة ومحافظ البصرة والمسؤولين العراقيين بالغوا في حجم الحفاوة للوفد الخليجي الزائر وكأننا سنقيم بطولة كأس العالم في البصرة، فاتقوا الله في كرامة العراقيين يا أولياء أمور رياضة العراق.