احتفلت بذكرى تأسيسها الثانية والستين وكالة الأنباء العراقية.. مصدر الأخبار الأول

366

سرمد إرزوقي /

لم تمض على إعادة الحياة إليها إلا ثلاث سنوات، حتى انطلقت وكالة الأنباء العراقية (واع) في فضاء الإعلام لتنحت اسمها في سجل كبريات وكالات الأخبار في العراق والوطن العربي، وتغدو نافذة مهمة ومصدراً تعتمد عليه المئات من وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
تمتلك الوكالة شبكة من المراسلين المنتشرين في عموم محافظات البلاد وخارجها، وفي هذا الصرح الكبير الذي دخل عامه الثالث والستين، لا تزال كل محطة مرت بها الوكالة في أحداث العراق منقوشة في ذاكرة هذا الجيل الجديد الذي يدير عملاً مهماً وكبيراً.
يقول مدير وكالة الأنباء العراقية (واع) ستار العرداوي”إن الوكالة حققت قفزة مهمة خلال مدة قصيرة بسبب الدعم المباشر من قبل مجلس الأمناء ورئيس الشبكة، إضافة إلى وضع ستراتيجية عمل مدروسة، وفق أحدث المدارس الخبرية، التي تضمنت أهم المفاصل في إتقان نوعية الخبر أو الحدث، بالإضافة إلى الأمور الفنية والإدارية الأخرى.”
وأضاف “أن أولى الخطوات التي اتخذتها، منذ تكليفي بإدارة الوكالة في نهاية العام 2019، وضع خطة لإعادة هيكلة الوكالة وتغيير مستويات العمل للكادر ووضع كل شخص في المكان الذي يجيده ويبدع فيه، حتى باتت الوكالة الآن تمتلك فريقاً إعلامياً مهنياً متكاملاً من محررين ومراسلين وفنيين ومصورين ومتخصصين في التصحيح اللغوي،” مشيراً إلى “أن عمل الوكالة يقوم على تغطية الأحداث على مدى 24 ساعة بسبب المتغيرات السريعة لتحديث المعلومات بدقة وحيادية، ولأجل ذلك تم تقسيم العمل إلى ثلاث وجبات، وهو ما جعل الوكالة في المقدمة ومصدراً مهماً للأخبار في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.
وتضم الوكالة موقعاً إلكترونياً وتطبيقاً عبر أجهزة الهواتف الذكية، فضلاً عن أنها تبث بأربع لغات هي (العربية، الإنجليزية، الكردية، التركمانية)، ولديها مواقع في عدد من منصات التواصل الاجتماعي، إذ أن جميع المنصات كانت قبل تكليفنا لا تتعدى الـ90 ألفاً، والآن تخطت حاجز المليون.”

نهضة جديدة
ويقول رئيس التحرير في وكالة الأنباء العراقية محمد سليم إن الوكالة تتجه نحو نهضة جديدة فقد أصبحت بجهود العاملين في مختلف الأقسام مصدراً رئيساً للأخبار في الساحتين المحلية والعالمية، على الرغم من العمر القصير بإعادة تأسيس واع، ورغم كثرة المؤسسات الإعلامية العراقية، فقد تمكنا من جعل وكالة الأنباء المصدر المعتمد من قبل أهم المؤسسات الإخبارية العالمية مثل الـ bbc ورويترز، وغيرهما من المؤسسات الرصينة. اليوم نخوض تجربة جديدة، وهي تجربة الأفلام الوثائقية والفيديو غراف، وتعتبر هذه التجربة هي الأولى للوكالات العراقية وانتجنا أكثر من فيلم وثائقي تحت عنوان (عدسة واع قصة بطل)، تناولنا خلال تلك الأفلام توثيق بطولات الإنسان العراقي في مختلف المجالات، وكان أولها لأحد أبطال جهاز مكافحة الإرهاب، والثاني عن قناص في فرقة الرد السريع، كذلك تناولنا قصة أحد العاملين في القطاع الصحي، وكيف تعامل مع الأوضاع في ظل جائحة كورونا، فضلاً عن قصة عامل نظافة. كل هؤلاء أبطال سطروا بأعمالهم بطولات تعكس شهامة وشخص المواطن العراقي في مختلف المجالات، وحصلت جميع تلك الأفلام على مكانة كبيرة ومشاهدات واسعة اجتازت المليون مشاهدة.
وأوضح سليم أن إحدى الأفكار التي تم تنفيذها هي المزج بين المقابلتين الصحفية والتلفزيونية، ويكون ذلك من خلال تسجيل المقابلة فيديوياً ونشر مقاطع الفيديو المسجلة داخلها ، ويتخلل كل جزء مكتوب مقطع الفيديو الذي يثبت دقة وقوة ومصداقية المقابلة.

الدقة والموضوعية
اما رئيس التحرير، علي جاسم السواد، فقد عدالعمل في الوكالة ليس بالأمر السهل لأن معياره قائم على أسس ثلاثة هي السرعة والدقة والموضوعية، وهذا ما يجعل الجميع في حالة استنفار على مدار الساعة، ومن جانب آخر فإن أهم ما يميز الوكالة عن وسائل الإعلام الاخرى هي صناعتها للأخبار، فالعمل يبدأ بتحديد أبرز الملفات التي يتم تسليط الضوء عليها وتوزيع هذه الملفات بين المراسلين والمحررين لتغطيتها بالشكل الصحيح، وانعكس هذا الأمر على النجاح الذي تحقق في وقت قياسي.” وأضاف السواد “أن وكالة الأنباء العراقية اليوم تمثل نافذة مهمة للدولة ومخرجاً مهماً للأخبار.”
امتداد لواع التأسيس
فيما يقول ملاذ الأمين، مسؤول المراسلين في وكالة الأنباء العراقية واع، “إن الوكالة تأسست عام ١٩٥٩وكنت حينها في بداية عملي الصحفي، نهاية سبعينيات القرن الماضي، أطمح بأن أعمل فيها، لما لها من سمعة حسنة، إذ يعمل فيها خيرة الإعلاميين.. وكانت نقابة الصحفيين قبل ٢٠٠٣ بالتعاون مع واع تنظم دورات للصحفيين في مجال كتابة الخبر وعمل المراسل ودورات في مجال التصوير.. هذه الدورات كانت تقام في مبنى واع بشارع أبي نواس.. حيث كان زملاؤنا في واع يقدمون لنا المعلومات الوافية
عن المحاضرات.”
وأوضح الأمين أنه “بعد ٢٠٠٣ حاولت شبكة الإعلام العراقي إعادة واع من جديد بعد أن حُلت وزارة الإعلام من قبل سلطة الائتلاف، إلا أن المحاولات لم تلقَ النجاح إلا في عام ٢٠١٧ حين بدأ التحرك الفعلي وأعيد تأسيس واع من جديد. إن التطور في أجهزة الاتصالات وأسلوب التحرير قلل من عدد العاملين في معظم المؤسسات الإعلامية، كما أن واع الحالية هي امتداد إلى سابقتها، وهي تواصل نقل الأحداث العراقية لحظة بلحظة، على مدى ٢٤ ساعة في اليوم، ويحتاج كادرها الحالي إلى دورات في وكالات أنباء عالمية وعربية لتبادل الخبرات والاطلاع على عمل الوكالات الإخبارية المماثلة ، وبصفتي مسؤول شعبة المراسلين فيها، فإن المسؤولية تتوجب مني أن أكون على اتصال دائم مع مراسلي المحافظات والبلدان المجاورة، وفي نفس الوقت متابعة ما ينشر من أخبار في الوكالات الأخرى ونقل الحدث بأسرع ما يمكن.”