منو يقرأ؟ منو يكتب؟
أزهر جرجيس/
أبو سامر أقدم مهاجر عراقي في شمال غربي القارة الأوروبية. خلّص الثلث الأول من حياته بالمقاهي يلعب دومنه والثاني بغرف الپالتوك يسولف سياسة والثالث بالفيسبوك نقد وتوجيه وجلد ذات. وبرغم هذا الـ سي ڤي التعبان، يشعر بالفوقيّة وعنده لازمة، كلما تجيب له طاري العراقيين، يكولّك: “منو يقره؟ منو يكتب؟” علماً ان أبو سامر آخر جريدة قاريها بالتسعة وسبعين. لكن مع ذلك يبقى أخونا الچبير وما نكدر نشمره بالزبالة.
المهم، أبو سامر غالق حسابه، وتلفونه مغلق بالعيد، لذلك ما كدرت أعايده هالسنة. اتصلت بصديق وسألته عنه، كال مريض ونايم مستشفى. غلقت التلفون وعدل وكبل على محل الأغذية. اشتريت بطلين شربت نادر وكيلوين برتقال وچيس زبيب. لكن قبل لا أدفع تذكّرت أن المستشفيات هنا ما تقبل إدخال الأغذية لأنهم يقدمون وجبات طعام خفيفة وصحية زائداً كاستر ومحلّبي ودولمة وعصاير. لذلك رجّعت الأشياء لمكانها واشتريت باقة ورد وبطل بيبسي ازغيّر، كلت أدخله بجيبي، محد يشوفه.
طلعت من المحل، أخذت تكسي للمستشفى. وصلت، لكيت أبو سامر نازل من السرير وكاعد على كرسي هزّاز يدعي ويبچي. ها أبو سمّوري، خيرك؟ ما جاوبني. لحّيت عليه بالسؤال، التفت لي وكال حچاية وحدة: “الحياة مَ تِسوَه” ورسم كلب حب بالهوا. يمعوّد فهّمني، شكو؟ شبيك؟ ما جاوبني، استمر يدعي ويبچي.
المسكين، الظاهر وضعه مخربط ويشعر أيامه قليلات بالحياة لذلك تحوّل إلى حمل وديع وصار يوزع كلوب حب. بهالأثناء دخلت الممرضة تقيس حرارته. شالته من الكرسي، رجعته للسرير وكلبته على بطنه. دخّلت المحرار بالشسمه وقاست الحرارة. بصراحة ما تحمّلت أشوفه بهالمنظر. كسر خاطري. كعدت يمّه على السرير، حطّيت راسه بحضني، مسحت دموعه وبوّسته ورضّعته من بطل البيبسي إلى أن غفى.
عفته نايم وطلعت على مكتب الطبيب المعالج وعيوني تهمل دمع. سألته شنو قصة المريض أبو سامر، لهلدرجة حالته خطيرة؟ كال بالعكس، شغلته كلش بسيطة. إي شعنده بالضبط يا دكتور؟ عنده حصواية ازغيرة بالمثانة بحجم حبّة العدس، انطيته علاج ومنا لليل اعتبرها صارت بالمجاري مالة المستشفى!
ما ردّيت على الطبيب، رأساً رجعت لغرفة أبو سامر، دفرت الباب، أخذت الوردات وبطل البيبسي وطلعت، صاح وراي «عيفهن.. الحياة مَ تِسوَه» ما جاوبته، لكن للأمانة وره ما طلعت من المستشفى نقلوه من ردهة الجراحة لردهة الكسور.. منو يقره منو يكتب؟!