الحكومة والاتحاد الأوربي.. مشاريع لدعم التعليم والتدريب التقني للشباب
رجاء الشجيري
تصوير/ حسين طالب
الطموح والطاقة اللذان في أوج عطائهما لدى الشباب، ولاسيما في الاقتصاد وريادة الأعمال والاستثمار والمشاريع الخاصة، الذين كانوا في حاجة لتدريبهم وتأهيلهم ضمن مهارات العمل للانطلاق في السوق وافتتاح المشاريع. وقد حصل الشباب على الدعم التام من منظمة (اليونسكو) وبعثة الاتحاد الأوربي.
كيف كان الدعم؟ وما خطة العمل؟ وما قصص نجاح من جرى دعمهم وتمويلهم من البعثة؟ تساؤلات طرحتها مجلة “الشبكة العراقية” لمعرفة تفاصيلها.
مبادرات وشراكة
التزم الاتحاد الأوربي وبعثته في العراق بدعم الشباب العراقي من خلال مبادرات مختلفة، كالتدريب التعليمي وتطوير إمكاناتهم، من خلال إقامة معارض للوظائف والتدريب الداخلي والعمل مع الشركات المحلية بهدف تحسين مهاراتهم، وذلك بالإسهام مع الوزارات والمنظمات الدولية والشركات الخاصة، وهو ما يتماشى مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لتعزيز توظيف الشباب، وريادة الأعمال، ودعم المشاريع الزراعية في العراق بعد تأخرها.
فمنذ عام 2003 خصص الاتحاد الأوروبي نحو 1،5 مليار يورو كمساعدات تنموية للعراق، مع التركيز على التنويع الاقتصادي، وخلق فرص العمل، والتنمية الاجتماعية.
وقد أكد نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوربي (دايفد هيلي) ذلك في كلمة له خلال فعالية دعم التعليم والتدريب التقني والمهني التي نظمتها البعثة في بناية المحطة ببغداد، بمناسبة يوم مهارات الشباب العالمي مؤخراً، على أن “هدف الشراكات بين الاتحاد الأوربي والحكومة العراقية هو إبراز مهارات النجاح للشباب العراقي عبر توفير جميع المساعدات الفنية اللازمة للمشاركة في دعم التعليم والتدريب التعليمي والتقني على جميع المستويات.” موضحاً أن “التنمية الاقتصادية في العراق تتوقف على المشاركة الواسعة لشبابه في القوى العاملة، عاداً التعليم والتدريب المهني أمرين بالغي الأهمية في تجهيزهم بالمهارات المطلوبة في الاقتصاد الحديث.”
عادةً ما تكون الغاية من مثل هذه النشاطات والفعاليات، التعارف ما بين الوزارات والشركات والمنظمات لتعزيز التعاون واستثمار الفرص الاقتصادية، وفيها يجري عرض تجارب وقصص نجاح شباب وطلبة بدأوا مشاريعهم المدعومة من قبل الاتحاد الأوربي، نشاطات يحضرها ممثلون عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من مسؤولي التعليم المهني والتقني في العراق، وشخصيات اقتصادية في القطاع الخاص وغرفة تجارة بغداد.
مجلة “الشبكة العراقية” تحدثت مع بعض المشاركين في هذه الفعالية، إذ تقول (عبير علي)، وهي ممثلة عن قسم ريادة الأعمال في غرفة تجارة بغداد: “لدينا ٣ آلاف رائد أعمال، وقدمنا دورات لتهيئة أي شاب عازم على إنشاء مشروعه وشركته الخاصة، وخفضنا رسوم الاشتراك من 25 إلى 50 %.”
أما (محمد مهدي)، مدير عمليات (بيل ويك إند) للسياحة الأثرية، فقد تناول في حديثة مع مجلة “الشبكة العراقية” ما يقدمونه من دعم للشباب، إذ قال: “التعاون الذي كان بين شركتنا والقطاع العام، متمثلاً بالتعليم العالي، كانت له ثماره الخاصة في جامعات بغداد، هذا ما وفرته لنا بعثة الاتحاد الأوربي، فأقمنا في الجامعة التكنولوجية كثيراً من الورش لتطوير مهارات الشباب وكيفية الاستفادة منها.” مؤكداً على أن “الربح المادي ليس هو الغاية الأولى من هذه المشاريع، بل حث الشباب جميعاً على المشاركة فيها.”
فيما تحدث (غزوان دبدب)، مؤسس (غزال لمواد البناء) عن التطور الاقتصادي وسبل طرق ريادة الأعمال في السوق بقوله: “أرى أن هناك تحولاً في الاقتصاد، إذ كان التوجه في السابق نحو القطاع العام، أما الآن فنلحظ أن التوجه أصبح نحو القطاع الخاص، مع ميول الشباب لتحقيق مشاريعهم الخاصة ضمن رؤاهم وأحلامهم.”
واحد من مشاريع دعم الأنظمة الغذائية الزراعية (SAAVI)كان منحة المزارع (حسن سامي) من محافظة ذي قار قضاء الغراف، دعماً من الاتحاد الأوربي لزراعة الطماطم، ومدّه بكل ما يحتاج من أسمدة ومعدات وآلات زراعية حديثة ليستعرض محاصيله والمساحات الشاسعة التي استثمرها في زراعة الطماطم. وهكذا كان الحديث مع تجارب كل من (هادي ليث)، مدير ومؤسس شركة (الامتيازات العراقية)، و(حيدر عبد الجبار) المدير الإقليمي لشركة Nokia me Growthو(أسيل صالح) صاحبة مقهى (بيت وكورك كافيه) ليتحدثوا عن تفاصيل مشاريعهم مع الشباب وما منحه الاتحاد الأوربي لهم.
المدارس المهنية
بتعدد فروعها وأقسامها، فإن المدارس المهنية في محافظات العراق حصلت على الدعم من الاتحاد الأوربي أيضاً، إذ جرى دعم إعدادية (ازدهارك) المهنية في نينوى، وذلك بتوفير السماد العضوي بالطريقة الدودية (كومبوست). كذلك استفادت (لينا محمود) الطالبة في إعدادية أربيل المهنية الزراعية من البعثة (tvst2) في إعادة تأهيل مدرستها وتطوير القسم العملي فيها بعد أن كانت الدراسة النظرية هي المتوفرة فقط، وكذلك دعم مشروعها الخاص في تربية الحيوانات الأليفة.
كما حصلت (إعدادية البيان المهنية) على دعم كبير لأكثر من طالبة، وكانت هذه الإعدادية من المدارس الخمس التي اختيرت للدعم من الاتحاد الأوربي. مديرة المدرسة (ابتسام كاظم) تحدثت عن مدرستها في بغداد، موضحة أن مدرستها كانت من ضمن المدارس المختارة، أما المدارس الأخرى فكانت في كربلاء والموصل والبصرة وأربيل.
(ميسم طارق)، المعلمة في (مدرسة البيان المهنية)، تحدثت لمجلة “الشبكة العراقية” وهي فرحة وفخورة بقصص نجاح مشاريع طالباتها، مؤكدة اكتسابهن المهارات العالية من خلال تدريبهن، فهناك طالبات افتتحن مشاريعهن الخاصة قبل التخرج في الإعدادية، مشيرة إلى التعاون مع وزارة الشباب والرياضة، دائرة الرعاية العلمية، وكذلك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
ومن الطالبات اللواتي تحولن من الأكاديمي إلى المهني، ومنحت دعم ورعاية من الاتحاد الأوربي (مريم عبد الله)، الطالبة في (إعدادية البيان المهنية)، التي وجدت فرصتها خاصة مع الدورات والورش التي مكنتها من التحدث باللغة الإنكليزية بطلاقة وكذلك كيفية عمل الـ “cv” بطريقة احترافية عند التقديم للشركات والتوظيف، كما تعلمت تقنية الحفاظ على جهازها من الاختراق و(التهكير)، بعد دورات في الأمن السيبراني، وكيفية صيانة حاسبتها بنفسها، وكذلك الحال مع الطالبة (سجى موسى)، التي اجتازت الامتحان الخارجي، وكانت من الأوائل، إذ طورت نفسها، وبدأت تعد لمشروعها الاقتصادي الخاص قبل التخرج، مؤكدة في حديثها “حبها للرياضيات وأعمال المحاسبة والمصارف، وكيف أنها بدأت تتعلم وتكتسب مهاراتها، لتتشجع بعدها لافتتاح مشروعها الخاص.”