فتاة دهوك.. أحبت الزراعة فحولت حلمها إلى 14 بيتاً زجاجياً

50

دهوك / كولر غالب الداوودي /

أحبت الزراعة منذ صغرها، فكانت موجودة دائماً في المزارع بين الأشجار والأزهار، تأثرت منذ صغرها بشغف والدها بالزراعة. إنها فتاة دهوك (هين عمر) ذات الستة والعشرين ربيعاً، التي كبرت، وكبر معها حلم دراسة علم الزراعة وما يتعلق به،

حققت حلمها ودرست الزراعة وتخصصت فيها، لتبدأ مشروعها عام 2022، الذي هو عبارة عن بيوت بلاستيكية (14 بيتاً)، تزرع فيها كل المحاصيل الموسمية وغير الموسمية، مثل الطماطم والخيار والباذنجان والفلفل وغيرها.
تحدثت هين لـ “الشبكة العراقية” عن مشروعها قائلة: “ساعدني والدي في مشروعي هذا مادياً ومعنوياً، وعلمني كيفية التصرف مع المزروعات، كذلك ساعدتني أيضاً مؤسسة برزان الخيرية في تأسيس هذا المشروع.”
تضيف هين أن “مساحة البيوت البلاستيكية التي تضم مزروعاتي كبيرة، أطبق فيها التقنيات الحديثة في زراعة المحاصيل. لدي موظفون وعمال للاهتمام بهذه البيوت، أقوم بالإشراف عليهم وتوجيههم حول الكيفية التي يتعاملون بها مع أنواع النباتات والمزروعات، ودائماً ما أراقب هذه البيوت لمعرفة ما تحتاج إليه والإسراع في معالجة أية آفة قد تصيبها.”
تصدير المحصول
عن بيع محصولها تقول (هين): “نبيع الخضراوات والمحاصيل حالياً في محافظات كردستان فقط، لأن توصيلها إلى خارج الإقليم مكلف، فضلاً عما قد يلحق بها أثناء النقل من أضرار قد تسبب تلفها، لكنني أخطط لتصديرها إلى محافظات العراق كافة، وربما خارج العراق أيضاً، كما أنني أخطط أيضاً لإنتاج البذور.” مضيفة: “نحن نستورد البذور حالياً من الخارج، مع أننا نرغب في إنتاجها وتصديرها بأنفسنا.”
ظروف ملائمة
توضح (هين) أن “الهدف الأساس من هذه البيوت هو إنتاج المحاصيل في غير موسمها، وذلك بتوفير الظروف المناخية الخاصة بنمو كل محصول، فمثلاً عند زراعة البروكلي والقرنبيط في موسم الصيف في هذه البيوت، نوفر لهما التبريد الملائم لإنباتهما، وكذلك الحال في موسم الشتاء عندما نزرع الخيار والطماطم، إذ نوفر لهما أيضاً الظروف الملائمة لزراعتهما. في الشهر السابع من هذا العام زرعنا الخيار والطماطم، والآن نجنيها ونبقيهما إلى الشهر العاشر، ونعمل حالياً على تجارب لإنتاج البذور وتصديرها إلى الخارج.”
مشيرةً إلى أنهم يزرعون محاصيل مميزة ومختلفة عن بقية المزارع الموجودة في الإقليم، منها الطماطم الكرزية بألوان مختلفة. مؤكدة أنهم “الوحيدون الذين ينتجون هذه الأنواع من الطماطم، حسبما يخبرها بذلك المشترون، بأنها الوحيدة التي تبيع هذه الأنواع من الطماطم، فضلاً عن نوع خاص من الخيار يسمى (ميني خيار)، الذي يستخدم لعمل مخلل الخيار (الطرشي).” مضيفة أن “هذه المزروعات هي التي تميز مشروعها.”
مشكلات وصعوبات
عن المعوقات والصعوبات التي واجهتها أشارت (هين) إلى أنها واجهت صعوبات عديدة اثناء عملها، لكنها استطاعت التغلب عليها، منها الآفات الزراعية التي لم تسبب ضرراً كبيراً لمزروعاتها، كما تقول، إذ إنها استطاعت السيطرة عليها في وقت قصير بسبب إشرافها اليومي على البيوت البلاستيكية، واستخدام مبيدات خاصة لها القدرة في أن تقضي مباشرة على هذه الآفات.
تذكر (هين) أنها عانت من مشكلة صحية، وهي التحسس من المزروعات، لكن ذلك لم يحبط عزيمتها في الاستمرار بمشروعها. ومن الصعوبات التي واجهتها أيضاً تعرضها إلى المضايقة من قبل بعض الأشخاص الذين لا يرغبون في ان تنافسهم بهذا المجال وتحقق النجاح. مؤكدة أنهم “كثيراً ما حاولوا إفشال مشروعي، لكنهم فشلوا.”