في مؤتمر الإعلان عن ملتقى العراق للاستثمار.. وحدات سكنية بأسعار مناسبة للمواطنين
مصطفى ناجي / نويرة البندر – تصوير/ على الغرباوي
أكدت الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني عزمها تلافي الأخطاء التي وقعت في ملف الاستثمار، ولاسيما في القطاع السكني، إذ إنه لم يحقق جدوى اقتصادية للمواطنين بسبب أسعار الوحدات السكنية في المجمعات المنشأة حديثاً، التي لا تتناسب مع مدخولاتهم، إذ إن أسعارها باهظة جداً.
جاء ذلك من خلال إعلان رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور حيدر محمد مكية انطلاق ملتقى العراق للاستثمار للفترة من ٢ إلى ٣ تشرين الثاني المقبل، خلال مؤتمر صحفي موسع عقد في مقر الهيئة مؤخراً، بحضور نائب مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة الأمر الديواني الخاص بالملتقى علي رزوقي، ورئيس المجلس الاقتصادي العراقي عضو لجنة الأمر الديواني إبراهيم البغدادي.
فرص استثمارية
أكد مكية أن “هناك 102 فرصة متنوعة في مجالات ستراتيجية مهمة موزعة بين 7 قطاعات، هي(الزراعي، والإنتاج الحيواني، والصناعات الثقيلة، والمتوسطة، والإسكان، والتطوير العقاري)، إلى جانب قطاعات السياحة، والطاقة، والنقل والموانئ، والاتصالات. واصفاً إياها بـ (الفرص الستراتيجية الأولى من نوعها في العراق، مكتملة الموافقات وجاهزة للتعاقد) ، سجري الإعلان عنها خلال الملتقى”.
وبلغ مجموع الاستثمارات في قطاع السكن منذ تشرين الأول 2022 حتى الآن 34 مليار دولار موزعة بين 310 الآف وحدة سكنية موزعة بين عموم محافظات العراق، بما يتناسب مع توسيع الخريطة السكنية المتركزة حالياً قرب نهري دجلة والفرات فقط.”
مكية أشار إلى أن “هذه الوحدات السكنية ستخفف العبء عن كاهل المواطن في البحث عن مجمع سكني هنا وهناك، وفي اجتماعاتنا مع الهيئات الاستثمارية للمحافظات، حرصناعلى أن يكون دائماً في مسودة عقد المواطن الخاص بامتلاكه وحدة سكنية، وجود ختم خاص بالهيئة، ليكون السعر مطابقاً لسعر دراسة الجدوى، لكيلا يكون هناك ارتفاع أو تفاوت في أسعار الوحدات السكنية، وليحقق الاستثمار مساره الصحيح.”
ولفت إلى” وجود دراسة مقدمة من اللجنة التي يترأسها للاستثمار في قطاع النقل النهري، إذ إن هناك دراسة معدة لاستثمار ضفاف نهر دجلة، وبعد نجاحها ستعمم على بقية المحافظات، كما أن للمحافظات المحررة من الإرهاب فرصاً استثمارية من هذا المؤتمر.”
بدوره، صرح نائب مدير مكتب رئيس الوزراء علي رزوقي في حديث خص به “الشبكة العراقية”، قائلاً إن” الملتقى يمثل مكسباً لكل الجهات القطاعية المساهمة في إنجاز هذه الفرص الاستثمارية”.
ودعا رزوقي أصحاب رؤوس الأموال والشركات والمستثمرين للتواجد في هذا الملتقى، “ما يمنحهم فرصة واسعة للاطلاع عن كثب على تلك المشاريع الواسعة والمهمة”.
مدن عملاقة
عن الانعكاسات السلبية على المواطن في الاستثمار بالقطاع السكني من ناحية الأسعار الخاصة بالوحدات السكنية، وعدم تمكن محدودي الدخل من شرائها حتى إن باعوا منازلهم، بيّن رزوقي أن “الحكومات السابقة كانت تُشرع استثمار رؤوس الأموال، الذي غايته الربح فقط، وأعطت أراضي واسعة دون مقابل لمستثمرين كانت غاياتهم تتمثل في إنشاء مجمعات سكنية تباع بأسعار غير منطقية لا تتلاقى مع احتياجات المواطن العادي”.
وأضاف أن” توجه الحكومة الحالية هو إنشاء مدن سكنية عملاقة بشروط صارمة تجاه المستثمرين، إذ يجب عليهم دفع ما نسبته 25% من نتاج المستثمرين توزع بين الطبقات الفقيرة والمحرومة، وليس كما كان معمولاً به سابقاً. وتتضمن العقود الاستثمارية الخاصة بالمدن السكنية الجديدة، حصول الحكومة على النسبة المذكورة من المستثمر والمنجز من الوحدات السكنية بدون مقابل، لقاء الأرض التي نمنحها للاستثمار ويجري توزيعها بين الطبقات الفقيرة بما يتلاءم مع متطلباتهم.”
خطط للترويج
وبحسب رزوقي، فإن وجود مجمعات تبنى بطريقة البناء الواطئ الكلفة، ستكون مخصصة لعوائل الشهداء على مستوى الأقضية في عموم العراق، بالاستناد إلى إحصائيات كاملة من مؤسسة الشهداء، إذ إن كل بناية ستكون لائقة بمكانة الشهيد وتضحياته.
وبشأن خطط الترويج للملتقى، شدد رئيس المجلس الاقتصادي العراقي، عضو لجنة الأمر الديواني إبراهيم البغدادي، في حديث خاص مع “الشبكةالعراقية “على”الترويج للفرص الاستثمارية البالغة 102 فرصة في هذا المؤتمر، وفق المعايير الدولية، باعتماد الموقع الرسمي للشركات الراغبة في الاستثمار، وسيكون العمل بهذه الطريقة لأول مرة في العراق، تلافياً للأخطاء السابقة التي وقعت في ملف الاستثمار في الفترات السابقة، وبذلك سيتواجد العراق، هذا العام ومن هذا الملتقى، على الأجندة والروزنامة الاستثمارية على الصعيدين الدولي والإقليمي “.
ومن المؤمل أن تكون أعمال الملتقى قد انطلقت بالتزامن مع انطلاق معرض بغداد الدولي بدورته 48 (التي اختتمت مؤخراً)، بما يفسح المجال لهذه الشركات لحضور الملتقى والاطلاع على الفرص المتاحة.