نينوس ثابت..أعاد نحت وتصنيع ما دمره داعش
ترجمة: ثريا جواد /
نشرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية قبل أيام تقريرا مفصلا عن الشاب العراقي من سهل نينوى الآشوري المسيحي الديانة (نينوس ثابت) Nenous Thabit البالغ من العمر (17) عاما وهو في سن المراهقة والذي يتمتع بموهبة فنية كبيرة في فن النحت على الصلصال ونحت المجسمات الاثرية التي تعود الى الحضارة الآشورية القديمة وقيامه بإعادة تصنيع التحف والتماثيل بشكل مشابه لتلك التي دمرها مسلحوا التنظيم (داعش) في العام 2015.
يقول (نينوس ثابت) أردت محاربة داعش عن طريق الفن لا عن طريق العنف من خلال النحت والثقافة والحضارة التي تعود الى الاف السنين وقد تأثرت كثيرا لما قام به مسلحوا التنظيم (داعش) من تخريب وهدم حضارة عريقة وتماثيل أثرية يعود تأريخها الى أكثر من 3000 سنة وكان هذا دافع كبير بالنسبة لي لإعادة نسخ (طبق الأصل) من تلك القطع الاثرية المدمرة وحاولت ايصال رسالة من خلالها الى هؤلاء الأوغاد الشياطين بأننا سنستمر ولن نخضع للترهيب لأننا أبناء آشور وسومر وأكد.
تعلم (نينوس ثابت) فن النحت على يد والده (ثابت مايكل) الذي يجيد هذه المهنة باتقان وعملا معا في ورشة عمل خاصة بالأسرة. ويضيف والده أن ابنه (نينوس) لديه موهبة وامكانات عظيمة ويتعلم بسرعة كبيرة منذ أن كان عمره 7 سنوات. واستطاع لحد الآن أن يعيد نحت ما يقرب من 18 منحوتة وتمثال آشوري جديدة مماثلة للتماثيل القديمة المدمرة إضافة الى جدارية كاملة وكذلك الاله الآشوري (الثور المجنح) Lamassu الذي يعد من القطع العراقية التاريخية النادرة وهو مفضل بالنسبة له لأنه رمز للقوة والشجاعة وهو أقوى مخلوق في التراث الآشوري وقد استمر 15 يوما في انجاز قطعة واحدة.
أقام (نينوس ثابت) ورشات عمل مع عدد من الأطفال في العراق وفي مناطق مختلفة وبشكل مستمر وتعليمهم الخطوات الأساسية في تعلم فن النحت وبدأ مشروعه هذا بعد أن قام مسلحوا تنظيم (داعش) بتدمير التماثيل والقطع الأثرية في مدينة (النمرود) Nimrud التاريخية جنوب الموصل.
يعيش (نينوس ثابت) في محافظة أربيل شمال العراق مع عائلته النازحة بعد هروبهم من الموصل في شقة متواضعة بعد أن احتلها التنظيم ودمرها وحلمه أن يصبح فنانا بارزا في مجال النحت ويضيف نينوس.. أشعر بالفخر لما أقوم به وأمنيتي أن أظهر للعام أننا في العراق شعب يحب الحياة برغم كل الظروف الصعبة ولدينا تراث قديم نعتز به ونتحدى فيه (داعش) الإرهابي الذي اراد محو تاريخ أجدادي.
عن الاندبندنت